رشا عوض لا زالت مقتنعة بالتفاوض والشراكة

 


 

 

المباديء التي يجب أن تتوافق عليها القوى المدنية يمكن إجمالها فيما يلي
أولا إبعاد الجيش و المليشيات عن الحكم. إخضاع الجيش لعمليات الإصلاح التي تحوله من مليشيا تابعة للحركة الإسلامية إلي جيش وطني خاضع للدستور و السلطة المدنية و مبتعد بالكامل عن النشاط الإقتصادي أو الإنتماء السياسي. ببساطة يجب نزع شركات الجيش المسيطرة علي السوق و إتباعها بالكامل لوزارة المالية و منع الجيش وغيره من قوات أمنية من الإستحواذ علي أكثر من ثمانين بالمائة من موارد الدولة و الميزانية. إصلاح الجيش يعني فصل و محاسبة الضباط الذين ينتمون للحركة الإسلامية واجهاتها. أما المليشيات التي تسمي حركات مسلحة او دعم سريع علي حسب تسمية الحركة الإسلامية للجنحجويد يجب إخضاعها جميعا لمنطق الدي دي آر و هي إختصار لبروتوكولات نزع السلاع و إعادة الإنتشار و الدمج في المجتمع و الجهة المناط بها تنفيذ ذلك هي الأمم المتحدة.
ثانيا تطهير الخدمة المدنية و الجهاز القضائي و النائب العام و وزارة العدل من كوادر الحركة الإسلامية التي لم نعرفها غير خدمة أهداف تمكين كوادر الحركة الإسلامية.
ثالثا إلغاء جميع القوانين المعيبة التي تتناقض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
هذه هي الأسس الأهم التي يجب أن ينبني عليها تحالف واسع للقوي المدنية و يمكننا وصفها بأنها شعارات ثورة ديسمبر 2018م
لتوصيف المشاكل الآن التي تعترض طريق توحيد القوي المدنية. بالنظر إلي تنسيقية القوي المدنية (تقدم ) نجد أنها في إرتباط مع الجنجويد بإعلان سياسي و تشتمل علي فصائل مسلحة يقود الهادي إدريس واحدة منها والطاهر حجر الأخري . بذلك تكون تقدم تحالف هجين مدني و مسلح . لهذه الحكاية جذور فلقد اشتمل التجمع الوطني الديمقراطي في أول سنوات المعارضة ضد نظام الحركة الإسلامية علي الحركة الشعبية و انتهت تلك المغامر السياسية الفاشلة بإنفصال الجنوب و انحداره للفوضي و هذا واحد من الدروس التي لم نستفد منها كقوي سياسية و أقصد استصحاب الفصائل المسلحة في عمليات النضال السلمي ضد الديكتاتوريات. عندما كانت تقدم قحت و حكومتها بقيادة حمدوك إختارت الشراكة مع جيش الحركة الإسلامية و الجنجويد و لم تفعل شيئا ملموسا ضد عناصر النظام القديم في جهاز الدولة مدني و عسكري و شرطي و أمن غير تلك الإجراءات الصورية فيما كان يعرف بتقكيك التمكين التي كشف فصولها فساد الحركة الإسلامية ليس أكثر حيث لم تتبعها أي إجراءات محاسبة ذات بال. لم تسعَ قحت وقتها لبناء برلمان الثورة و سلمت الكثير من الملفات المهمة داخليا كالسلام و الإصلاح الإقتصادي و خارجيا للجيش و الجنجويد. الحقيقة الواضحة أن من عمل علي ضرب وحدة القوي المدنية هي المجموعة التي تتكون منها تقدم الآن بأصرارهم علي الشراكة و إمتناعهم عن إنفاذ مطلوبات المحاسبة و تركهم الجيش و الجنجويد علي حل شعرهم يفعلون ما يريدون في قوي الثورة و شعاراتها. و لأمثال رشا عوض نقول كان بإمكانكم الإمتناع عن الشراكة و الإمتناع عن القبول بتعديلات البرهان و حميدتي للوثيقة الدستوريةز إذا لم يكن هذا بإمكانكم لم نكن لنقوله لكم. لكن فيما يبدو أن الزول يونسه غرضه.
مقتطفات من كتابة رشا عوض المنشورة في سودانايل في يوم 15 سبتمبر بعنوان حديث الهبوط الناعم و نحن في محرقة الحرب
(عوض، بلا تاريخ)
( الهبوط الناعم هو الخيار الوحيد لكل معارضة او ثورة سلمية يواجهها نظام مدجج بالسلاح وهي لا تمتلك جيشا، وميزته الرئيسية اي الهبوط الناعم هي تقليل الكلفة الإنسانية ، طبعا الهبوط الناعم ليس مجانيا وله شهداء وضحايا ولكنهم اقل مقارنة بضحايا الحروب الشاملة بين جيشين او مليشيات)
( الذين يسخرون من الهبوط الناعم حتى ونحن تحت وطأة الحرب بكل ويلاتها يجب أن يكونوا شجعان ويقولو يجب أن نبني لأنفسنا جيوشا قادرة على معارك تكسير العظام تستطيع محاربة الدعم السريع وهزيمته ومحاربة الجيش وهزيمته ومحاربة كتائب الكيزان وهزيمتها ثم فرض البديل الثوري. يجب أن يكونوا صادقين ويصارحوا الشعب السوداني بانهم لا مانع لديهم من حروب تكسير العظام داخل المدن وان كابوس الرعب والدمار الذي نرزح تحته الان هو النموذج الثوري الذي يبشرون به! أن الدعم السريع والجيش لو جاء جيش احمر لاقتلاعهما معا كانا سيحاربانه معا بنفس طريقة حربهما الحالية التي نراها بأم أعيننا)
( كيزان البرقع الاحمر) يرددون أن سبب الحرب الدائرة حاليا هي قوى الهبوط الناعم !!
يعني يا شاطرين لو كانت هناك قوى هبوط خشن حقيقية عندها جيش وجادة في التغيير الجذري، ورفضت التفاوض مع العسكر واختارت طريق المواجهة الخشنة معهم هل كان ذلك سيمنع الحرب الدائرة حاليا ام كان سيعجل بها ؟
قوى الهبوط الناعم هدفها اساسا تجنب المواجهة المسلحة مع النظام المسيطر على القوة العسكريية ، لانها اساسا قوى مدنية لا تمتلك ادوات الصراع المسلح، وحتى لو امتلكتها فان الصراع المسلح له اثار تدميرية كبيرة على الشعب والدولة كما نرى الان بام اعيننا، فضلا عن انه في اغلب التجارب يأتي بدكتاتورية بديلة بقيادة الطرف المنتصر.
من حق أي شخص التبشير باي فكرة ولكن لكل فكرة نهايات منطقية غير قابلة للمغالطة!
بدون الالتزام بالنهايات المنطقية يتحول الجدل السياسي إلى ورجغة وونسة ساي)

نقد تحالف التغيير الجذري و نقد الحزب الشيوعي من رشا عوض لا يعنينا كثيرا فهي كاتبة لن ينفعنا ما تكتبه هي. فهي تنطلق من مواقع طبقية تحتم عليها هذا النوع من الكتابات.
طه جعفر الخليفة
اونتاريو – كندا
في 15 سبتمبر 2024م

taha.e.taha@gmail.com

 

آراء