نار الأوطان ينتهي حريقها بأساسٍ تُبني عليه الأوطان

 


 

 

عصام الدين الصادق

أُحرِقت روما وأُحرِقت بغداد ومكتبتها وسرايفو ومساجدها كما أُحرِقت الخرطوم ودار الوثائق التي لم ولن تكون إستثناءاً في التاريخ ولا محض صدفه أن تتشابه هذه الجرائم إنها تحدث من خلال إطارٍ مرسومٌ بمنهاجٍ وعناية
فبغض النظر عن أسباب إنهيار الدولة العباسيه ودخول المغول واستراحة بغداد وحرق مكتبتها التي كانت تعتبر أكبر إرث علمي للبشريه
لم تكن تلك الكتب ثقافه ومعرفه فقط أو ربط الماضي بالحاضر والمستقبل بل هي تراث وحضاره للإنسانيه جمعاء
فالمدن هي تلك القوارير التي تحمل تراث وهوية وثقافة الشعوب
أما حرقها ونهبها وتشريد أهلها وقتلهم وجعلها تسيل في برك من الدماء المقصود من ذلك حرق ذاكرة الشع ب ومحوها محواُ كاملاُ وإحلال شعوب أخري او قبائل أخري بذاكره أخري وثقافه أخري كما يزعمون ونسو وتناسو او قد لايعلمون بأن ذاكرة الشعوب لاتشيخ
أصبحت معظم مدن وقري السودان مسرحاً كبيراً
لمسرحيه بعنوان الإنتقام من الشعب السوداني لقيام ثورته المباركه الرافضه لحكم الإنقاذ وأذنابهم الذين يعيدون ما قام به هولاكو ولكنهم إختاروا الخرطوم بدلاُ عن بغداد مسرحاً وقري الجزيره بدلاُ عن روما مسرحاً ودارفور بدللً عن سرايفو مسرحاُ إن هذه التراجيديا المأساويه القائمه علي معناة الشعب السوداني في أبها تجليات التراجيديا وفنونها
يتسم مسرح السودان بالكثير من الابطال والشخصيات المحوريه التي تجيد أدوار الورع والنُبل والتنسُك والذُهد في الحياة فكل أبطال ذلك المسرح تجمع بينهم
جينات الخيانة وإجادة التسلق والجلوس علي رقاب الشعوب والرهان علي المتكالبين الطامعين علي ثروات الوطن
إن هذه الحرب المفروضه فصلٌ من فصول الثوره التي ستنتصر لدماء أبنائها وشرف حرائرها لا محاله
كل الحروب تنتهي برماد إلا نار الأوطان ينتهي حريقها بأساسٍ يُبني عليه الوطن .
وغداً ستعود البسمه في كل الديار

alsadigasam1@gmail.com

 

آراء