أكتوبر واحد وعشرين
فيصل بسمة
23 October, 2024
23 October, 2024
فيصل بسمة
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و قد جآء في تعريف الثورة أنها تعني رغبة الجماهير في إحداث التغيير السياسيي و الإقتصادي و الإجتماعي ، و ترجمة ذلك عملياً تعني تثبيت الأمن و الإستقرار مما يقود إلى الإنتاج و التنمية و تحقيق الكفاية و الرفاهية ، أما أسباب إندلاع الثورات فيمكن تشبيهها بالمتوالية التي تبدأ من الململة و عدم الرضا من فساد الحكم الغير راشد إنتقالاً إلى الإنتقاد العلني للنظام الحاكم و رفض الإستبداد و حجر الحريات العامة و إنتهآءً ببلوغ المعارضة الجماهيرية مرحلة الثورة و الغليان نتيجة تفاقم القهر و البطش و المعاناة اليومية الناتجة عن البطالة و تدني الدخول و غلآء المعيشة و الندرة...
و الثورة في صورتها المثالية هي بحثٌ عن الحق و العدالة و رفضٌ للظلم مما قد يتطلب الخروج على الحاكم و قوانين الدولة و لوآئحها ، و تتراوح الأساليب التي تلجأ إليها الجماهير لإشعال الثورة و إحداث التغيير ما بين نهج المقاومة المدنية و الإحتجاجات السلمية إلى حمل السلاح و إستخدام العنف ، و في حالة نجاح الثورة فإن من المأمل أن تحدث قوى الثورة التغيير المطلوب الذي يزيل نظام الحكم السابق و مؤسساته ، و يؤسس لنظام و حكم جديد أركانه الأمن و المؤسسية و القانون و العدالة و بقية العناصر المفضية إلى السلم و الإستقرار و العمل و الإنتاج...
و إذا ما أسقطت الفقرات أعلاه على ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية التي حدثت في بلاد السودان ضد نظام إنقلاب السابع عشر (١٧) من نوڨمبر (١١) ١٩٥٨ ميلادية العسكري (نظام الفريق إبراهيم عبود) و فيما يخص الأسباب فلربما واجهت الباحثون صعوبات من حيث إيجادها و التعرف عليها ، فالشواهد تشير إلى أن نظام الفريق إبراهيم عبود و مجلسه العسكري المركزي قد حقق فعلاً إنجازات تنموية و طفرات إقتصادية و إجتماعية ملموسة إنعكست في رفاهية قطاعات عريضة من الشعوب السودانية بدليل العديد من المشاريع: الزراعية و الصناعية و التعليمية و الصحية الناجحة ، كما ازدهرت الثقافة و الفنون و الرياضة ، هذا بالإضافة إلى نمو علاقات السودان الخارجية و توثقها مع العديد من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي تحت مباديء التوازن و عدم الإنحياز ، و لم تكن هنالك ضآئقات مالية أو معاناة معيشية تذكر ، كما أن النظام لم يكن فاسداً أو قامعاً مقارنةً بالنظم الإستبدادية في المنطقة و العالم ، بل أن الشواهد تشير إلى أن يد النظام الأمنية/القمعية كانت خفيفة/ناعمة على المعارضين السياسيين!!! ، بل أن هنالك من يزعم أن نظام عبود كان في حالة وفاق/عدم خصام مع بعض/كثير من القوى السياسية!!! ، و أنه كان على تواصل/تناغم مع زعمآء الطوآئف الدينية الفاعلة سياسياً و إقتصادياً و مجتمعياً!!!...
و يعتقد كثيرون أن فشل نظام الفريق إبراهيم عبود في التعامل مع قضية جنوب السودان كانت من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إشعال الثورة ، و يربطون تسلسل الأحداث بندوة سياسية حول القضية أقيمت في داخليات جامعة الخرطوم فضتها القوات الأمنية بالقوة مما أدى إلى مقتل الطالب الجامعي أحمد القرشي ، و أن تلك الحادثة كانت هي الشرارة التي أشعلت الحراك الجماهيري الواسع الذي عم أغلب بلاد السودان...
و قد ذكرت الوثآئق الكيفية التي تعامل بها النظام مع الأحداث المتسارعة التي أعقبت إندلاع الثورة مما حقن الدمآء و قلل الخسآئر ، و كذلك الحكمة التي تحلى بها الفريق إبراهيم عبود في تعامله و تفاعله مع الأزمة ، فقد وثقت له مقولات تأريخية مثل:
(نِحنَا جِينَا لخدمة الشعب... فإذا الشعب لا يرغب أن نخدمه فعلينا بالتنحي...)
و
(طالما أن الشعب لا يريدنا فنحن كذلك لا نريد أن نحكمه... خلاص نمشي... و مع السلامة...)
فكان التنازل عن الحكم سلمياً ، و تسليم السلطة إلى قادة تحالف جبهة الهيئات التي قادت الثورة ، و كانت الجبهة قد تكونت ، إثر إنتشار الإحتجاجات الشعبية عقب مقتل أحمد القرشي ، من نقابات: أساتذة جامعة الخرطوم و المحامين و الأطبآء و المهندسين و إتحادات: العمال و المزارعين و الطلبة و أحزاب سياسية...
و يمكن القول بأن الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية كانت ثورة سياسية في المقام الأول ، قامت بها بعض من القوى السياسية من النقابات و الأحزاب (جبهة الهيئات) التي رأت أن العسكر قد إستفردوا بالحكم مما يتعارض مع مهام العسكر الأساسية المتمثلة في حماية الوطن و المواطنين و عدم الإشتغال بإمور السياسة و الحكم ، و أن بعضاً من ممارسات النظام العسكري تتنافى و تتعارض مع الحقوق الأساسية للشعوب في الحريات العامة و الحق في الحكم المدني المرتكز إلى التفويض/التمثيل الإختياري عبر صناديق الإقتراع...
و مما لا شك فيه فإن ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية تمثل أنمودجاً فريداً لمقدرة الجماهير المنظمة على إقتلاع الأنظمة العسكرية عن طريق التوظيف الأمثل لأساليب و أدوات العصيان المدني المتنوعة من: الإحتجاجات و التظاهرات و الإضرابات و إقامة المتاريس ، كما أن الثورة قد أبانت عملياً كيف أن توافق القوى السياسية في النقابات و الإتحادات و الأحزاب و التنسيق فيما بينها يمثل عاملاً أساسياً في نجاح الحراك الجماهيري...
و من بعد النجاح في إقتلاع النظام العسكري لم تفلح قوى الثورة المتمثلة في جبهة الهيئات في تحقيق تقدم ملحوظ في مشروع التغيير الحقيقي ، و لم يرصد للجبهة نجاح ملموس في ملفي السلام و التنمية ، و لم تقوى قيادات جبهة الهيئات على مقاومة/مجابهة مناورات الأحزاب السياسية التقليدية التي أفلحت في تحجيمها و تحييدها و إبعادها عن المشهد السياسي ، و عوضاً عن إستكمال مهام الثورة في إحداث التغيير فقد إنهمكت القوى السياسية التقليدية في صراع محموم حول السلطة و النفوذ ، و كان من إفرازات ذلك الصراع الخصومات و الدسآئس و المجادلات البرلمانية العقيمة بين الأحزاب التقليدية التي تمثل اليمين و الطوآئف الدينية (الرجعية) فيما بينها من جهة و صراعها مع القوى الحديثة المتمثلة في النقابات و الأحزاب اليسارية (التقدمية) من جهة أخرى...
ثم تصاعد الصراع ، و احتدمت الخلافات السياسية ، و أخفقت الحكومات الإئتلافية المتعاقبة في مخاطبة تطلعات الجماهير مما أغرى مغامرين من العسكر المحسوبين على التيار العروبي القومي و اليسار بقيادة العقيد جعفر محمد النميري على الإستيلآء على السلطة بقوة السلاح و الإطاحة بالحكومة المنتخبة في الخامس و العشرين (٢٥) من مايو (٠٥) ١٩٦٩ ميلادية ، و قد إدعى قآئد الإنقلاب في بيانه الأول أنه و الرفاق قد أتوْا لمحاربة الفساد و الطآئفية و القوى الرجعية و حل قضية الجنوب و النهوض بالبلاد و تنميتها ، و قد إتبع ذلك النظام سياسات و تحالفات مختلفة و متناقضة مما أدخل البلاد و العباد في سلسلة متوالية من الأنفاق العسكرية المظلمة (طِيز وِزَّة) التي لم يخرجوا منها إلى يومنا هذا!!!...
الختام:
و سوف تظل ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية نقطة خالدة في ذاكرة و تأريخ الشعوب السودانية بما بذلته من جهود و خطوات لكتابة دستور دآئم للبلاد يضمن الحقوق الأساسية مثل: الحرية و المساواة و حرية الإعتقاد و الرأي و التجمع و تكوين الجمعيات و الإتحادات و حرية الصحافة و حكم القانون و إستقلال القضآء ، و بما كفلته من حقوق تمثيل ”القوى الحديثة“ (دوآئر الخريجيين) ، و بمحاولتها مخاطبة جذور قضية الجنوب (مؤتمر المآئدة المستديرة) ، و يكفي فخراً للثورة أنها قد خَلَّفَت ورآءها إرث أدبي و ثقافي و فني عظيم سوف يظل ملهماً للأجيال عبر القرون و تشهد بذلك دواوين الشعر الجميل و مكتبات الغنآء الإكتوبري الرآئع...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و قد جآء في تعريف الثورة أنها تعني رغبة الجماهير في إحداث التغيير السياسيي و الإقتصادي و الإجتماعي ، و ترجمة ذلك عملياً تعني تثبيت الأمن و الإستقرار مما يقود إلى الإنتاج و التنمية و تحقيق الكفاية و الرفاهية ، أما أسباب إندلاع الثورات فيمكن تشبيهها بالمتوالية التي تبدأ من الململة و عدم الرضا من فساد الحكم الغير راشد إنتقالاً إلى الإنتقاد العلني للنظام الحاكم و رفض الإستبداد و حجر الحريات العامة و إنتهآءً ببلوغ المعارضة الجماهيرية مرحلة الثورة و الغليان نتيجة تفاقم القهر و البطش و المعاناة اليومية الناتجة عن البطالة و تدني الدخول و غلآء المعيشة و الندرة...
و الثورة في صورتها المثالية هي بحثٌ عن الحق و العدالة و رفضٌ للظلم مما قد يتطلب الخروج على الحاكم و قوانين الدولة و لوآئحها ، و تتراوح الأساليب التي تلجأ إليها الجماهير لإشعال الثورة و إحداث التغيير ما بين نهج المقاومة المدنية و الإحتجاجات السلمية إلى حمل السلاح و إستخدام العنف ، و في حالة نجاح الثورة فإن من المأمل أن تحدث قوى الثورة التغيير المطلوب الذي يزيل نظام الحكم السابق و مؤسساته ، و يؤسس لنظام و حكم جديد أركانه الأمن و المؤسسية و القانون و العدالة و بقية العناصر المفضية إلى السلم و الإستقرار و العمل و الإنتاج...
و إذا ما أسقطت الفقرات أعلاه على ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية التي حدثت في بلاد السودان ضد نظام إنقلاب السابع عشر (١٧) من نوڨمبر (١١) ١٩٥٨ ميلادية العسكري (نظام الفريق إبراهيم عبود) و فيما يخص الأسباب فلربما واجهت الباحثون صعوبات من حيث إيجادها و التعرف عليها ، فالشواهد تشير إلى أن نظام الفريق إبراهيم عبود و مجلسه العسكري المركزي قد حقق فعلاً إنجازات تنموية و طفرات إقتصادية و إجتماعية ملموسة إنعكست في رفاهية قطاعات عريضة من الشعوب السودانية بدليل العديد من المشاريع: الزراعية و الصناعية و التعليمية و الصحية الناجحة ، كما ازدهرت الثقافة و الفنون و الرياضة ، هذا بالإضافة إلى نمو علاقات السودان الخارجية و توثقها مع العديد من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي تحت مباديء التوازن و عدم الإنحياز ، و لم تكن هنالك ضآئقات مالية أو معاناة معيشية تذكر ، كما أن النظام لم يكن فاسداً أو قامعاً مقارنةً بالنظم الإستبدادية في المنطقة و العالم ، بل أن الشواهد تشير إلى أن يد النظام الأمنية/القمعية كانت خفيفة/ناعمة على المعارضين السياسيين!!! ، بل أن هنالك من يزعم أن نظام عبود كان في حالة وفاق/عدم خصام مع بعض/كثير من القوى السياسية!!! ، و أنه كان على تواصل/تناغم مع زعمآء الطوآئف الدينية الفاعلة سياسياً و إقتصادياً و مجتمعياً!!!...
و يعتقد كثيرون أن فشل نظام الفريق إبراهيم عبود في التعامل مع قضية جنوب السودان كانت من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إشعال الثورة ، و يربطون تسلسل الأحداث بندوة سياسية حول القضية أقيمت في داخليات جامعة الخرطوم فضتها القوات الأمنية بالقوة مما أدى إلى مقتل الطالب الجامعي أحمد القرشي ، و أن تلك الحادثة كانت هي الشرارة التي أشعلت الحراك الجماهيري الواسع الذي عم أغلب بلاد السودان...
و قد ذكرت الوثآئق الكيفية التي تعامل بها النظام مع الأحداث المتسارعة التي أعقبت إندلاع الثورة مما حقن الدمآء و قلل الخسآئر ، و كذلك الحكمة التي تحلى بها الفريق إبراهيم عبود في تعامله و تفاعله مع الأزمة ، فقد وثقت له مقولات تأريخية مثل:
(نِحنَا جِينَا لخدمة الشعب... فإذا الشعب لا يرغب أن نخدمه فعلينا بالتنحي...)
و
(طالما أن الشعب لا يريدنا فنحن كذلك لا نريد أن نحكمه... خلاص نمشي... و مع السلامة...)
فكان التنازل عن الحكم سلمياً ، و تسليم السلطة إلى قادة تحالف جبهة الهيئات التي قادت الثورة ، و كانت الجبهة قد تكونت ، إثر إنتشار الإحتجاجات الشعبية عقب مقتل أحمد القرشي ، من نقابات: أساتذة جامعة الخرطوم و المحامين و الأطبآء و المهندسين و إتحادات: العمال و المزارعين و الطلبة و أحزاب سياسية...
و يمكن القول بأن الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية كانت ثورة سياسية في المقام الأول ، قامت بها بعض من القوى السياسية من النقابات و الأحزاب (جبهة الهيئات) التي رأت أن العسكر قد إستفردوا بالحكم مما يتعارض مع مهام العسكر الأساسية المتمثلة في حماية الوطن و المواطنين و عدم الإشتغال بإمور السياسة و الحكم ، و أن بعضاً من ممارسات النظام العسكري تتنافى و تتعارض مع الحقوق الأساسية للشعوب في الحريات العامة و الحق في الحكم المدني المرتكز إلى التفويض/التمثيل الإختياري عبر صناديق الإقتراع...
و مما لا شك فيه فإن ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية تمثل أنمودجاً فريداً لمقدرة الجماهير المنظمة على إقتلاع الأنظمة العسكرية عن طريق التوظيف الأمثل لأساليب و أدوات العصيان المدني المتنوعة من: الإحتجاجات و التظاهرات و الإضرابات و إقامة المتاريس ، كما أن الثورة قد أبانت عملياً كيف أن توافق القوى السياسية في النقابات و الإتحادات و الأحزاب و التنسيق فيما بينها يمثل عاملاً أساسياً في نجاح الحراك الجماهيري...
و من بعد النجاح في إقتلاع النظام العسكري لم تفلح قوى الثورة المتمثلة في جبهة الهيئات في تحقيق تقدم ملحوظ في مشروع التغيير الحقيقي ، و لم يرصد للجبهة نجاح ملموس في ملفي السلام و التنمية ، و لم تقوى قيادات جبهة الهيئات على مقاومة/مجابهة مناورات الأحزاب السياسية التقليدية التي أفلحت في تحجيمها و تحييدها و إبعادها عن المشهد السياسي ، و عوضاً عن إستكمال مهام الثورة في إحداث التغيير فقد إنهمكت القوى السياسية التقليدية في صراع محموم حول السلطة و النفوذ ، و كان من إفرازات ذلك الصراع الخصومات و الدسآئس و المجادلات البرلمانية العقيمة بين الأحزاب التقليدية التي تمثل اليمين و الطوآئف الدينية (الرجعية) فيما بينها من جهة و صراعها مع القوى الحديثة المتمثلة في النقابات و الأحزاب اليسارية (التقدمية) من جهة أخرى...
ثم تصاعد الصراع ، و احتدمت الخلافات السياسية ، و أخفقت الحكومات الإئتلافية المتعاقبة في مخاطبة تطلعات الجماهير مما أغرى مغامرين من العسكر المحسوبين على التيار العروبي القومي و اليسار بقيادة العقيد جعفر محمد النميري على الإستيلآء على السلطة بقوة السلاح و الإطاحة بالحكومة المنتخبة في الخامس و العشرين (٢٥) من مايو (٠٥) ١٩٦٩ ميلادية ، و قد إدعى قآئد الإنقلاب في بيانه الأول أنه و الرفاق قد أتوْا لمحاربة الفساد و الطآئفية و القوى الرجعية و حل قضية الجنوب و النهوض بالبلاد و تنميتها ، و قد إتبع ذلك النظام سياسات و تحالفات مختلفة و متناقضة مما أدخل البلاد و العباد في سلسلة متوالية من الأنفاق العسكرية المظلمة (طِيز وِزَّة) التي لم يخرجوا منها إلى يومنا هذا!!!...
الختام:
و سوف تظل ثورة الحادي و العشرين (٢١) من أكتوبر (١٠) ١٩٦٤ ميلادية نقطة خالدة في ذاكرة و تأريخ الشعوب السودانية بما بذلته من جهود و خطوات لكتابة دستور دآئم للبلاد يضمن الحقوق الأساسية مثل: الحرية و المساواة و حرية الإعتقاد و الرأي و التجمع و تكوين الجمعيات و الإتحادات و حرية الصحافة و حكم القانون و إستقلال القضآء ، و بما كفلته من حقوق تمثيل ”القوى الحديثة“ (دوآئر الخريجيين) ، و بمحاولتها مخاطبة جذور قضية الجنوب (مؤتمر المآئدة المستديرة) ، و يكفي فخراً للثورة أنها قد خَلَّفَت ورآءها إرث أدبي و ثقافي و فني عظيم سوف يظل ملهماً للأجيال عبر القرون و تشهد بذلك دواوين الشعر الجميل و مكتبات الغنآء الإكتوبري الرآئع...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com