الفيتو الروسي في مواجهه المجتمع الدولي والسيناريوهات والبدائل المحتمله

 


 

شريف يس
24 November, 2024

 

شريف يس

أوقف الفيتو الروسى وعرقل في 11 نوفمبر، مشروع قرار أعدته وصاغته وقدمته بريطانيا حامله القلم وسيراليون امام مجلس الأمن الدولي ،حصل علي تأييد 14 عضوا من أصل 15 بينهم ثلاثه دول أفريقيه تدعم القرار، الجزائر وموزمبيق وسيراليون ،مؤشر للأهتمام الدولي المتزايد بحجم الكارثه والمآسي والمعاناة الانسانيه في السودان، ولكن روسيا التي تعيش عزله خانقه وتحاول تصفيه الحسايات مغ امريكا واوربا وصرف الاننتباه عن انتهاكاتها في أوكرانيا لتخفيف الضغوط الدوليه، وتخوفها من انتشار بعثه لحمايه المدنيين وتعرض مصالحها المتشابكه مع الجيش للتهديد المباشر اذا توقفت الحرب، لم تتردد في اسقاط القرارواستخدام حق الفيتو بالرغم من التعديلات والتفاهمات والحوارات والمساومات لعدة مرات لمشروع القرار لتأكيد انحيازها السافر لحكومه الأمر الواقع الفاقدة للشرعيه.
لخدمه مصالحها الاستراتيجيه والاقتصاديه والسياسيه،وفد كان مشروع القرار يهدف ويدعو الأطراف المتحاربه من خلال تدابير محددة لمعالجه الأزمه، الي الوقف الفوري للاعمال العدائيه، وألالتزام بخفض التصعيد وحسن النيه،للوصول لوقف اطلاق النار بشكل عاجل وشامل والسماح لايصال المساعدات الانسانيه للتخفيف من تفاقم الأزمه الانسانيه الكارثيه، واحترام الالتزامات السابقه بحمايه المدنين المدنيين،أعلان جدة والممرات الآمنه لاجلاء المدنيين والمحاصرين والهدن الانسانيه، واعتماد آليه امتثال ومراقبه لوقف اطلاق النار ولتنفيذ مقررات جدة 11 مايو 2023 لضمان حمايه المدنيين ،والأمتناع عن التدخل الخارجي الذي يؤجج الصراع، كما ادان مشروع القرار اعتداءات الدعم السريع للفشر وولايه الجزيرة وسناروغيرها من المناطق،كما طالب بتوسيع ولايه المحكمه الجنائيه الدوليه لتشمل الانتهاكات البشعه والفظيعه في حميع انحاء السودان، وخطوات ملموسه في مواحهه مرتكبي الانتهاكات وتجاوزات حقوق الانسان والقانون الدولي والانساني،ووقف العنف الجنسي يشكل جاد وعاجل وربطه بالنزاع،،وادانه طرفي الحرب وعدم الأفلات من العقاب والمحاسبه،والسودان يشهد ويواجه أسوأ كارثه انسانيه علي مستوي العالم، في معدل النزوح واللجوء أكثر من 13 مليون بينهم 3.1 في دول الجوار، ويواجه 25 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، الفيتو الروسي يفضح ويكشف كذب ادعاء روسيا بالانحياز لقضايا دول الجنوب وشعوبها ،ويفاقم معاناة السودانيين ،ويطيل الأزمه والنزاعات واستمرار الحرب والانتهاكات ويشكل عائقا امام وقف الحرب وانقاذ الأرواح وتحقيق العداله، مع تدهور الاوضاع الانسانيه وترك الشعب السوداني يواجه مصيرة.
الملايين بلا مأوي وغذاء ودواء وعلاج تحت شبح الجوع والمرض والفقر،وافلات طرفي الحرب من العقاب والمحاسبه ،وتكربس سياسه الاستبداد والعنف والقتل، بدلا من القيم الانسانيه والقانون الدولي ومبادي العداله، والغزو الروسي لاوكرانيا عنوانا صارخ لانتهاك السيادة والقوانين الدوليه وحقوق الشعوب، روسيا تسعي لخدمه مصالحها الاستراتيجيه في السودان من خلال استغلال وضع اللادوله الدوله وحاله الضعف والهشاشه واستمرار الحرب التي تخدم مصالها بشكل أفضل، والجيش المختطف من الكيزان يهرب عشرات الأطنان من الذهب الي روسيا، والبرهان يبحث عن الدعم الروسي للبقاء في الحكم، مقابل التنازلات ورهن سيادة ومصير البلاد للأجنبي ،والتسريبات تؤكد ان البرهان وافق علي الاتفاق السابق في عهد البشير بمنح روسيا قاعدة عسكريه علي البحر الأحمر، قادرة علي استقبال السفن الروسيه التي تشتغل بالوقود النووي،وقد تم توقيع هذا الاتفاق في بورتسودان أبريل الماضي ابان زيارة المبعوث الخاص لبوتين الي افريقيا الجنرال ميخائيل بوغدانوف، وهذا لن يكون ممكنا في ظل حكم مدني ديمقراطي، كما ان التواحد الروسي في البحر الأحمر يعزز ننفوذها في أكبر معبر للتجارة العالميه عبر قناة السويس وصولا الي المحيط الهندي، ويترافق هذا مع زيارة وفد البنك المركزي الروسي لمناقشه قضايا ذات علاقه بالكهرباء والقمح والاسلحه والتجهيزات والامدادات العسكريه والمواد النفطيه،بالاضافه الي منح روسيا حقوق التنقيب عن الذهب واليورانيوم ومعادن اخري في الولايه الشماليه والبحر الأحمر، واتفاقات لتطوير واستكشاف النفط والغاز مع السودان،روسيا تسلح طرفي الحرب وتحتفظ بعلاقه مع طرفي الحرب وتهرب الذهب ايضا عن طريق الدعم السريع الذي اشرفت علي تدريبه عسكريا عبر مجموعه فاغنر،وتستغل ذهب السودان للتحايل علي العقوبات الغربيه وتعمل وتشارك الشركات الروسيه في هذا القطاع،والسودان من أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، وانشأت في فترة النظام البائد والذي كان شريكا لروسيا في أفريقيا قاعدة عسكريه في أم دافوق غرب السودان.
لتدريب مليشيات تهدد النظام في افريقيا الوسطي وللتمدد في منطقه الساحل والصحراء ،ولتعزيز نفوذها في أفريقيا بديلا للهيمنه الغربيه، تعقيدات الصراع في السودان والمصالح الدوليه المتقاطعه في الموارد والثروات والموقع الجيوسياسي وتداعيات وتبعات ذلك علي المستوي الدولي والأقليمي والمحلي،فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع حمايه المدنيين يمكن ان يطرح بدائل وخيارات اخري، بالعودة للجمعيه العامه للأم المتحدة وبحث الوسائل والآليات المناسبه لأصدار القرارات التي توقف الحرب وتشكل الحمايه للمدنيين، ان يلجأ المجتمع الدولي لتشكيل قوة تحالف خارج المؤسسات الدوليه كما حدث في غزو العراق وليبيا وهذا تكلفته باهظه،كما يمكن توسيع دور الأفريقي لتفعيل المادة الرابع من الدستورالتي تتيح التدخل لمنع الأبادة الجماعيه والجرائم ضد الانسانيه دون الرجوع لمجلس الأمن،والايغاد لديها مقترح لارسال قوة أغفريقيه من4500 من 6 دوا افريقيه، وقف الحرب وهزيمه قوي الثورة المضادة يرتكز علي الرهان و الاعتماد علي حماهير شعبنا ودور القواعد وتشكيل الكتله الحرجه، في اطار جبهه عريض وواسعه من القواعد الشعبيه،وتصعيد وتائر النضال بكافه الاشكال والوسائل وتعزيز القدرة علي الصمود بالارادة والمجابهه والتحدي، لصناعه النصر وايقاف الحرب ودحر اعداء الشعب واسترداد الثورة واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.

shareefan@hotmail.com

 

 

آراء