أصبح موضوع امتحان الشهادة السودانية مثل موضوع الحرب اللعينة العبثية المنسية
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
15 December, 2024
15 December, 2024
أصبح موضوع امتحان الشهادة السودانية مثل موضوع الحرب اللعينة العبثية المنسية ، لم يبق إلا أن تتداوله المنابر العالمية والإقليمية لأن أهل الشأن في الداخل المحلي يحبون الثرثرة علي النيل في الكبيرة والصغيرة !!..
قبل أن تقسم الإنقاذ البلاد الي ولايات بعدد الرمل والحصي كانت هنالك مديريات محدودة العدد في طول البلاد وعرضها وفي كل مديرية مكتب للتعليم برئاسة ( باشمفتش ) متمرس عركته حياة العلم والتعليم يقوم بواجبه المقدس دون ضجة إعلامية والأمور كانت تقضي في سهولة ويسر ، ومن المسؤولين الكبار في تلك الصروح التعليمية والتربوية الشامخة مازالت هنالك اسماء ضمها سجل العمالقة في هذا الحقل عصية علي النسيان ...
وجاءت الإنقاذ ببدعها التي قضت علي كل إبداع وتطوير خاصة في التعليم ورأينا أصابعها تعبث في الولايات التي أنشأتها لكي يتراكم عندها سيل من الوظائف المهمة يتخذونها هدايا وهبات لعناصرهم من أهل الثقة ومعظمهم نكرات كل مؤهلاتهم هي حناجر قوية للهتاف وجاهزية لأداء مايوكل لهم من مهام من رؤسائهم في المكاتب السياسية أو الشورية وما عليهم إلا التنفيذ و ( البصم بالعشرة ) حتي لو كانت هذه التكليفات ضد أي عرف وقانون !!..
وصارت في كل ولاية حكومة وصار حاكم الولاية يتخذ بيتا في الخرطوم ويزور ولايته في المواسم والاعياد ويسافر لأداء الحج والعمرة ويخطف رجله الي خارج البلاد ليتفقد فلذات الاكباد وهم في بعثاتهم الخارجية مابين تركيا وأوروبا وامريكا والصين والهند وباكستان وربما بعض الدول العربية كمصر والمغرب ولبنان والعراق والسعودية والإمارات وقطر والبحرين !!..
طبعا الحكومة تضم وزيرا للتعليم ليصبح السودان اكبر مكان في الكرة الأرضية به وزراء للتعليم رغم أن التعليم صار يتيما في مائدة البخلاء وقد تقلصت ميزانيته الي حفنة من الجنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع في حين أن ميزانية الدفاع كادت تبتلع كل الدخل القومي إضافة إلي أن وزارة الدفاع عندها شركات عابرة للقارات ورغم ذلك يتلقي أفراد القوات النظامية ومعهم اخوتهم من الدعم السريع والحركات المسلحة رواتبهم من الخزينة العمومية الكحيانة الهفتانة التي مهما صرخت بصوت داو تكون صرختها لها صدي فقط في وادي الصمت المجاور لوادي الذئاب !!..
كانت الوزارة في العصر الذهبي للتعليم هي قمة الهرم فالوكيل بها يكون قد وصل لهذه الدرجة الرفيعة بعد جهاد مستميت في المدارس ومنهم من مر علي كل المراحل ونال شرف التدريس في الجامعات وكم وكم ابتعث للخارج لمزيد من الصقل والتدريب والخبرات فيعود لمكتبه في قمة لياقته المهنية ويؤدي واجبه للجميع من غير أيديولوجية أو تحزب أو منفعة شخصية ويشكل مع الوزير ثنائي متجانس يعزفان سويا لحن الابداع ومعهم رؤساء الأقسام كل في دائرته يعمل ويعمل حتي تدور عجلة التطوير من غير توقف وطابعهم النزاهة والشفافية والتنافس الشريف في تقديم اجمل خدمة لبني وطنهم وهم في غاية السعادة وقمة الاشراق ...
وكان هنالك مجلس امتحانات السودان لايصل الي قمته إلا العباقرة الذين يعملون في صمت ولا يسمحون بتدخل الساسة ورجال الحكم في عملهم الحساس ... عكس مانري اليوم ... نعم البلاد في حالة حرب وفوضي ضاربة اطنابها ولكن هذا لا يمنع أن تسير الأمور في سلاسة ويسر في هذا المرفق العام لو كان يدار بعقول مستنيرة تفهم في حل المشكلات وكافة العقبات ويوم كان الرفيع مصطفي وعبد العزيز محي الدين ويوسف المغربي وكثير وكثير من الكفاءات علي رأس إدارة الامتحانات لم نكن نري هذا التخبط والتاجيلات والاجتماعات الفارغة التي ليس لها لزوم ... اجتماع يترأسه نائب رئيس مجلس السيادة ... سيادته دخلو شنو في موضع لا يخصه وليس من مهامه فهذا عمل مهني احترافي له أدواته وطرقه العلمية الدقيقة التي يفهمها من تدربوا عليها عبر السنين وبالداخل والخارج وبالصبر والايمان وحب الاوطان ... يقولوا ليك اجتمعت لجنة الامتحانات ومن أعضائها ممثل لجهاز الأمن والمخابرات والشرطة والجيش ... نعم هؤلاء لهم مجالاتهم التي يفهمون ويبدعون فيها لكن كمان عليهم ترك الخبز لخبازه !!..
هذا خلاف طلاب بعدد مهول خارج الفصول بسبب الظروف الأمنية وبسبب الضائقة المالية وبسبب ماوصل إليه حال التعليم من قبل الحرب الي شركات تجارية تسعي للربح في ظل وضع رفعت فيه الدولة يدها تماما عن دعم التعليم الذي أصبح مصابا بالكساح والانيميا المنجلية وضعف العضلات .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
قبل أن تقسم الإنقاذ البلاد الي ولايات بعدد الرمل والحصي كانت هنالك مديريات محدودة العدد في طول البلاد وعرضها وفي كل مديرية مكتب للتعليم برئاسة ( باشمفتش ) متمرس عركته حياة العلم والتعليم يقوم بواجبه المقدس دون ضجة إعلامية والأمور كانت تقضي في سهولة ويسر ، ومن المسؤولين الكبار في تلك الصروح التعليمية والتربوية الشامخة مازالت هنالك اسماء ضمها سجل العمالقة في هذا الحقل عصية علي النسيان ...
وجاءت الإنقاذ ببدعها التي قضت علي كل إبداع وتطوير خاصة في التعليم ورأينا أصابعها تعبث في الولايات التي أنشأتها لكي يتراكم عندها سيل من الوظائف المهمة يتخذونها هدايا وهبات لعناصرهم من أهل الثقة ومعظمهم نكرات كل مؤهلاتهم هي حناجر قوية للهتاف وجاهزية لأداء مايوكل لهم من مهام من رؤسائهم في المكاتب السياسية أو الشورية وما عليهم إلا التنفيذ و ( البصم بالعشرة ) حتي لو كانت هذه التكليفات ضد أي عرف وقانون !!..
وصارت في كل ولاية حكومة وصار حاكم الولاية يتخذ بيتا في الخرطوم ويزور ولايته في المواسم والاعياد ويسافر لأداء الحج والعمرة ويخطف رجله الي خارج البلاد ليتفقد فلذات الاكباد وهم في بعثاتهم الخارجية مابين تركيا وأوروبا وامريكا والصين والهند وباكستان وربما بعض الدول العربية كمصر والمغرب ولبنان والعراق والسعودية والإمارات وقطر والبحرين !!..
طبعا الحكومة تضم وزيرا للتعليم ليصبح السودان اكبر مكان في الكرة الأرضية به وزراء للتعليم رغم أن التعليم صار يتيما في مائدة البخلاء وقد تقلصت ميزانيته الي حفنة من الجنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع في حين أن ميزانية الدفاع كادت تبتلع كل الدخل القومي إضافة إلي أن وزارة الدفاع عندها شركات عابرة للقارات ورغم ذلك يتلقي أفراد القوات النظامية ومعهم اخوتهم من الدعم السريع والحركات المسلحة رواتبهم من الخزينة العمومية الكحيانة الهفتانة التي مهما صرخت بصوت داو تكون صرختها لها صدي فقط في وادي الصمت المجاور لوادي الذئاب !!..
كانت الوزارة في العصر الذهبي للتعليم هي قمة الهرم فالوكيل بها يكون قد وصل لهذه الدرجة الرفيعة بعد جهاد مستميت في المدارس ومنهم من مر علي كل المراحل ونال شرف التدريس في الجامعات وكم وكم ابتعث للخارج لمزيد من الصقل والتدريب والخبرات فيعود لمكتبه في قمة لياقته المهنية ويؤدي واجبه للجميع من غير أيديولوجية أو تحزب أو منفعة شخصية ويشكل مع الوزير ثنائي متجانس يعزفان سويا لحن الابداع ومعهم رؤساء الأقسام كل في دائرته يعمل ويعمل حتي تدور عجلة التطوير من غير توقف وطابعهم النزاهة والشفافية والتنافس الشريف في تقديم اجمل خدمة لبني وطنهم وهم في غاية السعادة وقمة الاشراق ...
وكان هنالك مجلس امتحانات السودان لايصل الي قمته إلا العباقرة الذين يعملون في صمت ولا يسمحون بتدخل الساسة ورجال الحكم في عملهم الحساس ... عكس مانري اليوم ... نعم البلاد في حالة حرب وفوضي ضاربة اطنابها ولكن هذا لا يمنع أن تسير الأمور في سلاسة ويسر في هذا المرفق العام لو كان يدار بعقول مستنيرة تفهم في حل المشكلات وكافة العقبات ويوم كان الرفيع مصطفي وعبد العزيز محي الدين ويوسف المغربي وكثير وكثير من الكفاءات علي رأس إدارة الامتحانات لم نكن نري هذا التخبط والتاجيلات والاجتماعات الفارغة التي ليس لها لزوم ... اجتماع يترأسه نائب رئيس مجلس السيادة ... سيادته دخلو شنو في موضع لا يخصه وليس من مهامه فهذا عمل مهني احترافي له أدواته وطرقه العلمية الدقيقة التي يفهمها من تدربوا عليها عبر السنين وبالداخل والخارج وبالصبر والايمان وحب الاوطان ... يقولوا ليك اجتمعت لجنة الامتحانات ومن أعضائها ممثل لجهاز الأمن والمخابرات والشرطة والجيش ... نعم هؤلاء لهم مجالاتهم التي يفهمون ويبدعون فيها لكن كمان عليهم ترك الخبز لخبازه !!..
هذا خلاف طلاب بعدد مهول خارج الفصول بسبب الظروف الأمنية وبسبب الضائقة المالية وبسبب ماوصل إليه حال التعليم من قبل الحرب الي شركات تجارية تسعي للربح في ظل وضع رفعت فيه الدولة يدها تماما عن دعم التعليم الذي أصبح مصابا بالكساح والانيميا المنجلية وضعف العضلات .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com