الحكومة دقست … بقلم: فتح الرحمن شيلا

 


 

فتحي شيلا
23 February, 2009

 


بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان لقصة تروي عن ترحيل سكان منطقة عشش فلاتة من موقعها القديم الى الموقع الجديد شمال مدينة الازهري ويعتبر الموقع مميزاً مما جعل الاخوة يطلقون عليها (الحكومة دقست) بدلاً عن اسمها (حي الانقاذ).
لذا ومقارنة بمايحدث من مفاوضات بين الحركات المسلحة بدارفور والبحث عن بندقية تؤدي بحاملها الى القصر الجمهوري في مؤسسة الرئاسة والذي اصبح الهم الشاغل لقيادات تلك الحركات دون مراعاة لمعاناة المواطنيين النازحين واللاجئين ولقد أخطأت الحكومة عند توقيعها لاتفاق ابوجا ومنح قيادات مواقع دستورية رفيعة إعتقاداً منها بانها الوسيلة التى تفضي لوضع حد للاقتتال واقول هنا "دقست الحكومة" وفات عليها انهم تكرموا بحوافز للآخرين بتصعيد وتيرة القتال لينالوا مناصب ارفع ممن سبقوهم في الغنائم الرئاسية فها هو دكتور خليل يطالب بمنصب نائب رئيس للجمهورية عوضاً عن كبير مساعدي الرئيس وغداً تطالب حركات أخري بكل مؤسسة الرئاسة (متناسين ان مؤسسة الرئاسة محكومة بما تم الاتفاق عليه في نيفاشا واقره الدستور) وتجىء زيارة الاخ عبدالواحد محمد نور الذي لم اخفي تعاطفي الشخصي تجاهه باعتباره سودانياً كامل الاوصاف ولاتنطبق عليه حالات قبائل التماس او التداخل القبلي الجغرافي لذا حزنت عندما اخطأ كل التقديرات وبدأ محبطاً أصابه اليأس كما يصيب السوس الخشب وارتمي باحضان اليهود اعداء الله والوطن كيف يفسر نور قوله تعالي " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " سورة البقرة الآية (120) وماذا يقول لاهل دارفور انك تستعين بالشيطان للوصول الى السلطة ؟أهدي عبدالواحد للحكومة والشعب دليلاً دامغاً على تورط إسرائيل في الصراع في السودان والى وقت قريب كانت الجماهير تسخر وتمد لسانها للحكومة عندما تعلن الدور اليهودي في الازمة السياسية في السودان وكانوا يعتقدون ان الحكومة تستعمل إسرائيل كشماعة لتعليق إخفاقاتها وها انت تؤكد ليس للحكومة وشعب السودان بل للعالم اجمع انك تطلب العون والمساعدة من الكيان الصهيوني الذي اباد الشعب العربي المسلم في فلسطين وقتل الاطفال والنساء والشيوخ بل ماذا تقول للمولي عند السؤال وكيف تدافع اسئلة كثيرة حائرة ومحيرة تربك التفكير في امور مهما اتسع خيال البشر لن يتصور هذا المشهد المزري.
دقست الحكومة عندما ظنت ان حل مشكلة دارفور بايدي الحركات المسلحة وتخطيء التقدير مراراً والشواهد كلها تؤكد ان الحل بيد جماهير دارفور في معسكرات النازحين بينهم الشيخ التقي الورع وزعماء العشائر من النظار والعمد والمشايخ والشراتي وقبلهم الشباب الذي يتصدي باقتدار ومسئولية مهامه في مواساة اهلهم بالتخفيف على الامهم واواجاعهم لايهمهم من يكون رئيساً او نائباً او مساعداً وكبيراً لمساعدي رئيس الجمهورية بقدر مايعنيهم توطين النازحين في قراهم وبناء المؤسسات التى دمرتها الحرب والتعويض العادل والمجزي لكل من فقد دياره وممتلكاته وعندها يصعب على اولئك ان يتاجروا باسمهم ولسان حالهم يقول فليكن طموح هولاء حكم السودان من ادناه الى اقصاه عبر ارادتهم الحرة بانتخابات يشارك فيها المواطنون بعد اطعامهم من الجوع وتأمينهم من الخوف.
الم يكن هؤلاء احق بالاهتمام اللازم والاستماع اليهم عبر مؤسساتهم المدنية من منظمات المجتمع المدني وقد التقيت قبل عامين في نيالا بعدد منهم وكان لسان حالهم ان المعاناة في دارفور ستطول طالما كانت وجهة الحكومة واهتمامها بالقصر والطامعين في الوصول إليه عوضاً عن الاهتمام بجذور الازمة وإقتلاعها.
دارفور اخي نافع يرتكز على قواعد اساسية قوامها نظار الرزيقات وسلاطين المساليت وشراتي الفور وعمد القبائل اعمدة يعرفها القاصي والداني من منا لم يسمع بالناظر مادبو وقيمته واحترام اهله وتقديره له والسلطان بحر الدين والشرتاي منصور عبدالقادر صاحب السوابق القضائية انادرة في حل النزاعات والقائمة تطول ان مجتمعاتنا عرفت القوانين العُرفية و الأجاويد  بين القبائل ومجالس التحكيم بدلا" عن المحاكم، لذا كان بإمكاننا إحتواء صراعتنا السياسية والقبلية عبر موروثاتنا، بل كان من اليسير جمع كل الفرقاء السودانين عبر الحكماء وما أكثرهم زعماء العشائر ومشايخ الطرق الصوفية الذين اكتسبوا الحب والتقدير والاحترام تمكَّنوا من معالجة أكبر القضايا الشائكة والمعقدة وان كانت تجربة ابوجا التى لم تضع حداً للصراع فما الذي تبحثون عنه في الدوحة وغداً في القاهرة واخشي ان يقودنا البحث الضال عن الهدف للقاء عبدالواحد في اورشليم صحيح قد تفاءلنا خيراً  بمايمكن ان تسفر عنه مفاوضات الدوحة لكن مابدر من تصريحات على لسان الاخ دكتور خليل في موضوع المحكمة الجنائية لايبشر بخير رغم توقيع اتفاق حسن النوايا.
ارحموا اهلنا في دارفور واصيبوا الهدف مباشرة كيلا تكون جرحاً نازفاً للوطن يستعصي وقف نزيفه او استعدوا لمزيد من المفاوضات ربما مع (حركة تحرير بلاد النوبة ... وظني اننا لن نجد بالقصر في قسمة السلطة سوي  الكافتريا) 


 

 

آراء