الجنرال قوش ..حكمة من وراء المحيط …. بقلم: عبدالباقى الظافر
بسم الله الرحمن الرحيم .
تراسيم .
alzafir @hotmail.com
نظم بعض أبناء الجنوب حفلا بهيجا احتفاءا بترقية رجل الإنقاذ ( القوى ) صلاح قوش إلى رتبة عسكرية ارفع .. المناسبة التي ما كان لها ان تخرج من باب أخبار المجتمع بالصفحات الداخلية لصحافة الخرطوم .. تحولت إلى مانشيتات ملتهبة .. لأن القابض على زناد الإنقاذ توعد بجز رؤوس مؤيدي المحكمة الجنائية .. وقال ان قضية المحكمة الجنائية لا مساومة فيها .. وان حركته الإسلامية التي أصابها التحضر بعد التخلف يمكنها ان تعود لتطرفها .. وتدير معركتها ضد خصومها . واهم ما قاله ان الحكومة لا تأبه بأمر المحكمة الجنائية .
في الضفة الأخرى من النهر ..خطب ادوارد لينو مدير مخابرات الحركة الشعبية الأسبق واسمع من به صمم .. ان قدر المحكمة الجنائية نافذ ..ونصح الشركاء الغرماء في المؤتمر الوطني ان يبحثوا عن رئيس بديل .. لم اسمع حتى هذه اللحظة ان كتيبة من القوات الخاصة توجهت إلى مقر إقامة ادوارد لينو لتعتقله تمهيدا لجز رأسه في ميدان الأمم المتحدة بالخرطوم .. ولكن أدرك جيدا ان تعليمات( الكمندان ) قوش أفضت بالشيخ حسن الترابي حبيسا في أحد محابس أطراف السودان .. والترابي الذى علمهم السحر لم يقل ان الأمر قد انتهى بل دفع برؤية قانونية في ملف لاهاي تقبل الرد و الأخذ والجدل .
خليل إبراهيم الذى تبحث الخرطوم عن ( وده ) في الدوحة .. وتفرج عن رجال العدل والمساواة الذين سفكوا الدماء على مداخل امدرمان .. قال زعيم حركة العدل على رؤوس الأشهاد ان حركته لا تؤيد قرار المحكمة الجنائية ( فحسب ) بل ستسعى إلى تنفيذه .. لم يقطع وفد الحكومة المفاوض والذي كان الجنرال قوش من ابرز قادته المفاوضات ويعود أدراجه إلى الخرطوم لأن حركة العدل والمساواة مست جهارا نهارا أمرا دونه قطع الأعناق في السودان .
الإمام الصادق المهدي في دنقلا كان يعبر عن وجدان أهل السودان عندما قال بعامية مفصحة ( ان البشير جلدنا وما بنجر فوقوا الشوك ) .. أروع ما فعله الأمام انه قدم العام على الخاص .. البشير هو الذى جعل من الإمام رئيسا (مخلوعا ) ..وان الإنقاذ هى التي صادرت ممتلكات حزبه ..وشردت أبنائه وبناته ..ودعمت خصومه في مؤتمر سوبا ..واستنسخت من حزبه الكبير نسخا لا ترى بالعين السياسية (المجردة ) .. ولكن المهدي تسامى على كل تلك الجراح .
ليس الإمام المهدي وحده من قادة أحزاب المعارضة ضد محكمة لاهاي .. مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي ..لم يقف من وراء المشير البشير بل أمامه عندما رفض بشدة فكرة محاكمة اى سوداني بالخارج .. والأستاذ محمد إبراهيم نقد الزعيم ( الخالد ) للحزب الشيوعي عندما لم يجد حائطا يسند عليه ظهره وهو يؤيد المشير البشير ذكر الناس بقرار الاتحاد الافريقى الذى يرفض فكرة محاكمة القادة أصلا وفصلا .. وعلى ذات الطريق مضى حزب البعث بأجنحته المختلفة .. وكثير من الكيانات السياسية والحزبية كل هؤلاء ساندوا البشير من باب( انا وابن عمى على الغريب ) ولكن رسالة الجنرال قوش الملتهبة تحرجهم .. تدفع بمواقفهم الوضيئة إلى دائرة الرهبة والرغبة والخوف والطمع .
تصريحات قوش ستتخطى نطاق المحلية .. ويمسك بها خصومه في لاهاي دليلا على ضيق صدرنا السياسي الذى يجز رؤوس مخالفيه في الرأي ( جزا ) .. كيف يمكن ان نقنع الرأي العام العالمي إننا دولة بها مؤسسات .. وان عدالتنا يستوي الناس أمامها جميعا .. وقادة هذه المؤسسات النافذة يصرحون صباح مساء تصريحات (خرقاء ) ..كيف يمكن ان نقول لشعبنا إننا لا نأبه باكامبو ولا محكمته وخطاب حكومتنا السياسي ان لم يبتدئ ب( اوكامبو ) انتهى عليه .
عزيزي قوش مبروك الترقية .. ان كان الحديث من فضة فالصمت من ذهب ..انتم أحوج الناس إلى الأصدقاء فلا تشترى الخصوم ..وحكمة من وراء المحيط تقول اجعل صديقك قريبا وعدوك أقرب .