المؤتمرات الحزبية خطوة جادة في الطريق الصحيح

 


 

فتحي شيلا
4 March, 2009

 

بسم الله الرحمن الرحيم

فتحي شيلا
في غمرة الأحداث السياسية المتلاطمة وسفينة الديمقراطية  تبر ببطء  شديد نتيجة للأحوال الجوية في السياسة السودانية من سعي جاد لإيجاد حل للنزاع المسلح في دارفور ومواجهة الاستهداف من القوى الأجنبية للبلاد بوضع عراقيل لاستدامة السلام وقرارات يترقب العالم صدورها من محكمة الجنايات الدولية  بدأت الحركة السياسية السودانية تستوعب أهمية دورها وذلك بقيام الأحزاب بعقد مؤتمراتها استعداداً للإبحار السهل  فاستهل الحزب الشيوعي السوداني تلك المؤتمرات بحضور واهتمام متزايد من جماهير الشعب السوداني والمجتمع العالمي الذي اعتبر إعلان الحزب الشيوعي تكوين لجنتة المركزية ظاهرة صحية فكانت المشاركة الفاعلة لقيادات الأحزاب السودانية أعقبهم مباشرة حزب البعث الذي شاركت قيادته القطرية في الحدث.
 حزب الأمة كان حاضراً بانتظام في دعوة مؤتمراته فها هو المؤتمر السابع والثاني في ظل التحول الديمقراطي عبر اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا . لا أخفي اعجابي الشخصي بالامام الصادق المهدي وذلك لدوره الثابت في إثراء الحركة السياسية والمشاركة  المؤثرة في الأحداث والاستعداد لتجاوز كثير من العقبات وإزالة الشوك من الطريق العام وقد شكل حضوره في ملتقي أهل السودان لمشكلة دارفور أثراً إيجابياً نال استحسان الكثيرين. وكما قلت في مقال سابق (الامام الصادق خير من يقراء الساحه والمشهد السياسي بعمق ووعي ووطنيه يفتقر اليها بعض من يعمل في الحقل السياسي ،وبالرغم من اتهامه المتكرر بالتردد الا انه اتخذ الكثير من القرارات التي تدلل علي حكمته وقدرته الواسعه ومنها القرارات التي ارتبطت بالتعامل مع النظام سواء في جيبوتي اولا او عبر اتفاق التراضي الوطني)
 انعقاد المؤتمر السابع لحزب الأمة لا يلغي حقيقة الانقسامات داخل حزب الأمة ووجود كيانات أخرى كانت جزء مهماً من الكيان الكبير ورغم أنه لا يقلل من أهمية المؤتمر ولا يعتبره ناقصاًُ أو عاجزاً إلا أنه من المهم في هذه المرحلة ونحن نسعى لتحقيق وحدة وطنية أن نعمل على توحيد هذه الأحزاب وتقدمها تأميناً لمسيرة الديمقراطية. وتجدني أخالف د. عبد الرحمن الغالي أحد مرشحي الأمانة العامة في حديثة الذي أوضح بأن الوحدة ليست في أجندة المؤتمر السابع وفي رأي ان الدعوة للوحدة بوضع أسس ومعايير لها واتخاذ قرار في شأنها  يعتبر في أولويات المؤتمرات الحزبية وهي خروج من الشرعية الثورية أو شرعية التراضي التي اعتمدت عليها الأحزاب في غياب الديمقراطية في ظل الأنظمة الشمولية ولعل أحد أهم أسباب الخلافات  داخل هذه الأحزاب تلك الشرعية المنقوصة .
 المؤتمرات في  هذه المرحلة هامة وتفرضها ظروف التغير والانتخابات القادمة وقبلها ضرورة تمكين الديمقراطية داخل المؤسسات والخروج من عبادة القيادة الفردية إلى القيادة الجماعية. انتخابات نري أنها تقوم في ظروف غير عادية وبقوانين تختلف عن سابقاتها وتحتاج للإعداد والتدريب للكوادر . لتقوم بدورها في انتخابات جديدة لم تعهدها الجماهير فالقوائم والدوائر والتمثيل النسبي مجتمعة تجربة لم تحدث من قبل .
 الآن ننتقل لمساحات جديدة يصعب فيها أن  تعتمد على الحديث المكرور من إتاحة الحريات . فالمناخ الذي افضي لقيام هذه المؤتمرات كما شهدناها ولقاءات  الإمام الصادق للجماهير في مختلف أنحاء السودان قبل انعقاد المؤتمر العام تؤكد صلاحية المناخ للانتشار السياسي بعقد الندوات والليالي السياسية .
التحية لكل قيادات وجماهير حزب الأمة وتحية خاصة للإمام الصادق وهو يثري الحركة السياسية  بفن السياسة وأدب الخطاب السياسي يختلف معنا ونختلف معه ونلتقي في كل ما يمس أمن الوطن ويهدد استقراره . ونتطلع لإكمال الأحزاب السياسية الأخرى لمؤتمراتها حتى تأتي نتائج الانتخابات المقبلة وفق ما تشتهيه سفن الشعب السوداني وكفاية الانتظار  .
 لفتة تستحق أن نقف معها وعندها مشاركة قيادات الأحزاب في هذه المؤتمرات تأييداً ودعماً ومؤازرة تؤكد بداية مرحلة جديدة وجادة في السياسة السودانية . فمشاركة المشير عمر البشير / رئيس المؤتمر الوطني يؤكد جاهزية القبول بالرأي والرأي  الآخر .
 أختم مقالي بحديث الإمام الصادق المهدي حول إلغاء قانون الأحوال الشخصية وأذكره بحديث أهلنا في حلف  للراحل محمد توفيق (ورمضان كمان)

 

آراء