حديث المدينة عثمان ميرغني كُتب في: 2009-03-03 osman.mirghani@yahoo.com تسري رعشة الكهرباء اليوم في جوف سد مروي.. ليبدأ الإنتاج الفعلي للمشروع الذي بدأ التفكير فيه منذ الأربعينيات من القرن الما ضي.. المشروع يفترض في وضعه النهائي أن يعمل بـ(10) تروبينات.. سعة كل واحدة منها (125) ميقا وات.. ليكون الاجمالي (1250) ميقاوات.. وهو رقم بالنسبة للسودان يفوق ضعفي ما هو متوفر من الكهرباء الآن.. ولأن التوليد في مروي.. مائي.. وهو أرخص وأنظف مصادر الطاقة الكهربائية.. فالذي ينتظره الشعب الصابر.. لم يعد مجرد انتاج مزيد من الكهرباء فحسب.. بل مزيد من تخفيض فاتورتها.. وفي تقديري أن ذلك هو الهدف الذي إذا لم تستطعه الحكومة.. سيظل الانجاز الكبير.. مشفوعاً بنصف الرضا الجماهيري.. والأمر بيد الحكومة.. في السابق – قبل تدشين كهرباء مروي- كانت الكهرباء في حكم النادر المحكوم بعوامل المتاح الممكن.. لكن بعد افتتاح مروي يجب.. وأكرر يجب.. تغيير مفهوم تعرفة الكهرباء من منطق الاستهلاك.. الى منطق القيمة المضافة للانتاج.. بعبارة أخرى أن تدرك الحكومة أن قيمة الكهرباء بالنسبة اليها ليس هي كلفة انتاجها.. بل المتوقع والعائد منها بعد استهلاكها.. المصنع – مثلا – الذي يستخدم الكهرباء لانتاج سلعة معينة.. قيمة ما يستهلكه من كهرباء ليس في ما تحسبه عدادات الكهرباء.. بل في الإنتاج من السلعة الخارجة من المصنع.. مثل هذا المفهوم يساعد على ابقاء فاتورة الكهرباء في حدها الأدنى.. ويدفع بعجلة الانتاج الى معدلات قياسية.. إذ أن تخفيض الكهرباء يعني تخفيض كلفة التصنيع والزراعة.. ويعني مزيدا من الازدهار الصناعي والزراعي وتوفير فرص عمل وتسريع النشاط التجاري.. ومردود كل ذلك على الحكومة وفيرا.. مباشرة بما تحققه من ضرائب ورسوم.. وغير مباشر بامتصاص طاقات الشباب في المشاريع ومنشآت الانتاج الصناعي والزراعي والخدمي.. لا يجب على الحكومة أن تفترض أن فرحة تدشين الكهرباء تتسع على مد الاحتفالات التي تستمر لعام.. هذا مفهوم بسيط.. احساس الشعب بالمشروع الضخم يجب ان يأتي عبر أسلاك الكهرباء وأرقام عدادات الدفع المقدم.. وهذه هو المفهوم الحقيقي لـ(محاربة الفقر) الذي قالت الحكومة إنه يتحقق بتدشين سد مروي.. ليت السيد رئيس الجمهورية يعلن اليوم في خطابه بمناسبة افتتاح كهرباء سد مروي تخفيضا ملموسا في تعريفة الكهرباء.. حتى تسري الرعشة.. (رعشة الكف الخضيب) الى قلوب الجماهير الصابرة المنتظرة لمثل هذ البشارات.. وحتى لا تغني الجماهير في سرها.. (في الليلة ديك..)... http://hadithalmadina.blogspot.com