مؤتمر حزب الأمة السابع : أو دفن النهار ابو كراعا بره ! … بقلم: د. على حمد ابراهيم

 


 

 


alihamad45@hotmail.com
كأن حزب الأمة ناقص مشاكال . وكأنه ناقص بهدلة . وكأنه  غير مرصود فى دفتر الغياب والاحزان . وكأنه غير معقور فى عقبيه من المتربصين به  من الحلفاء الجدد .  وكأنه داوى جراحات الأمس القريب ، حتى تعمد رئاسته الى مداواة (بعض)  الغبائن بآلاف الغبائن.   المؤتمر الجهبوذ  كان اعظم  خبر زف الى جماهير حزبنا  العريضة ، والصابرة . والقابضة على جمر الغضا  .  فقد شمرت الملايين  عن سواعد الجد استعدادا  ليوم السباق الوشيك.  ومولت من العدم  مؤتمرا رفع  الهامات فخرا فى  وقت كان الحديث فيه  يدور تباعا وتبكيتا عن الفاقة والفقر الذى يضرب اطنابه فى ديار الحزب العريق رغم ضخامة عضويته الاسمنتة ، لأن القائمين على قيادته  لا وقت  لديهم  لكى   يجلسوا   ، ويهيكلوا هذه  العضوية الكبيرة . ويجعلوها عضوية  فاعلة بصورة  تمكنها من أن تحدق  فى قرص الشمس ،وأن  تهصر تحت اهابها ضؤ القمر: ولكن ،  ويا للحسرة ، لقد صغرت  الهمم ، وعندما  تصغر الهمم  عند قوم  ،  يصعب عليهم ارتياد الاعا لى  .
لقد فرحنا لبدايات المؤتمرالسابع ، لأنه ارسل رسالة تهديدية  للذين يهمهم الامر جميعا . ولكن ، ويا للحسرة مرة اخرى ، تاهت الرسالة ، ولم يصل الخطاب .
لقد حشر الناس ضحى  فى  يوم الزينة  الكبير ، ولكن لضيق النظر ، خلص الاوكسجين  قبل انتهاء المشوار فانكتمت الانفاس ، ومات الأمل الكبير حين  تمخض جبل احد الكبير ، فولد فأرا. او قل ولد  تلة صغيرة فى حجم  المرخيات!
الرئيس التنفيذى الجديد يريد ان يجعلنا نسخة من الزعيم .  وهو لا يدرى ان استنساخ البشر محرم دينيا  وعلميا . تصور معى انسان يطلب اليك ان تكون صورة كربونيا  من شخص آخر!  لا  ورب الكعبة ! كل انسان متبر لما خلق له . ولا نريد ان نكون صورا كربونية من  الزعيم . لاننا ان فعلنا  نكون قد سرقنا شخصيته المميزة  ، ونكون قد  اعتدينا على قانون الملكية الفكرية ، ونكون قد ارتكبنا جريمة تزوير من الدرجة الاولى  ، والتزوير هو جريمة مخلة بالشرف،  والاخلال بالشرف جرم عظيم ، لا يرحم القانون  من يأتيه بعلم او بدون علم . لأن من يقع فيه  يكون قد اتى  الاجرام من اوسع ابوابه، ويكون قد  وقع  فى حقوق الناس  وفى اخص خصائصهم .
ولكن السؤال المهم هو  كيف  استساغ  حضرة الزعيم  أن يحشر هذا الكم الهائل  من البشرمن غير المؤهلين للاقتراع ،   فقط  لكى  يدرأ بهم غائلة الغبائن  . حتى اذا فعل ذرع  اطنانا من غبائن جدية هذه المرة . وشخصى الضعيف واحد منهم . نعم ، شخص ضعيف من غمار الناس الانصار . ولكن  ثلة  من جدودى الامراء  سقطوا فى معركة  المهدى الاولى  مع ابو السعود. وكان جدى الامير ابو عسل  رجلا متطرفا وقاسيا  جدا مع خصوم المهدية .اما جدى احمد موسى البشير صاحب البنية الشهباء ، واميرالجناح فى معركة ابوطليح ، فقد كان فقيها يعلم الناس امور دينهم ، وكانوا يأخذون عنه راتب المهدى الامام . بهذه السيرة الاسرية اجد عندى شجاعة استثنائية  لكى اقول  لا حتى للجن الاحمر.
 اما أن يقر الزعيم على رؤوس الاشهاد أنه قد خرق دستور حزبه لدرء الغبائن ، فتلك شجاعة  دونها كل الشجاعات . وتضاف الى شجاعة الزعيم    فى ابرام  اتفاقات  التراضى الوطن  ،  و(جيبوتى) و (جنيف) فى غيبة منا جميعا . تلك الاتفاقات التى (بليناها ) بالموية وشربنا مويتها  و( احبابنا ) فى الانقاذ  يتفرجون علينا ونحن نبلل عروقنا من الظمأ  بالماء  القراح  الزعريط  كما  تقول العرب العاربة.
زبدة الكلام هى  اننا  كنا نرغب  فى رؤية  حزبنا  وقد لملم  اطرافه  فى المؤتمر المهرجان .  ولكن رياح  حزبنا لم  تتجه كما تشتهى  سفننا الضاربة  فى بحر المجهول.
ليس عندى اعتراض على  أى شخص تأتى  به ارادة المؤتمرين . اما أن يأتى البعض عن طريق الباصات البينية التى يمررها   قلب الهجوم  الى  الفرود   ويمرر الفرود  للانسايد  الذى يشوت على الطاير و يحرز الاصابة ، بعد ان تحول له  قوائم المرمى فى الااتجاه  الذى يريد ، فتلك مصيبتى  ومصيبة المؤتمر السابع، ومصيبتنا جميعا  ونحن نقبض جمر الغضا منذ عقدين من الزمن الردئ.
اختصارا : انا مع اعادة انتخابات الامين العام فى مؤتمر استثنائى مصغر من اعضاء اللجنة المركزية . وبخلاف ذلك ، فلا مناص من الاعتراف بأن المسافة قد ضاقت ، وضاقت معها الانفس الشح.

 

آراء