من الشعب ” الشحات ” .. فقط أوقفوا الترقيات !! بقلم: عبدالباقى الظافر
عبدالباقى الظافر
27 March, 2009
27 March, 2009
alzafir@hotmail.com
فى عام 1998 عندما طالت الذراع الأمريكية مصنع الشفاء السوداني .. احتدم الجدل بين خبرائنا حول الأمر ..بعضهم أفتى إنها صواريخ ( كروز ) جاءتنا من صوب البحر ..وقليل اجتهد وقال إنها طائرات عبرت أجواء شندى .. إلا أن الجميع اتفقوا على ان ذلك كان عدوانا غاشم على بلد طيب وشعب صبور . الإنقاذ جعلت من مصنع الشفاء مزارا وطنيا ..ما ان يفرغ زائرنا الكريم من السلام الجمهوري حتى يجد نفسه في ركام الشفاء ..وبالفعل تأكد لاحقا ان أمريكا أصابت الهدف الخطأ في الخرطوم .. وكسبت الدبلوماسية السودانية الكثير من موقعة الشفاء حتى ان قريحة الإمام الصادق المهدي جادت بمثال يضاف إلى موروثنا الشعبي وقتما قال (رب غارة نافعة ) .
من تل أبيب جاءنا الخبر .. ان إسرائيل نفذت هجمات جوية على بلدنا الحبيب قبل شهور خلت .. رئيس وزراء (العدو ) قدم سيناريو متماسكا ..وقال ان إسرائيل كانت ترصد شحنة سلاح من مصدرها في إيران حتى مرورها باليمن السعيد ..ثم عبورها صحرائنا القاحلة في طريقها لمصر .. ومن ثم إلى جيش حماس بغزة .
ولكن السؤال المحرج لماذا اختارت إسرائيل ترابنا الوطني ارض نزال .. لماذا لم تهجم على السفينة الإيرانية وهى في عرض البحر .. ولماذا لم تصبر عليها حتى تصل مشارف غزة فتنقض عليها .. هل أرادت ان تثبت ضعف حيلتنا وهواننا بين الناس .. ربما كل ذلك .. ولكن دعوني أقدم لكم اجتهادا أخر .
السيد رئيس الجمهورية وفى خضم مواجهته مع اوكامبو .. قال ان الإنقاذ ستدعم المقاومة في أفغانستان والعراق وغزة .. وعندما حاولت دبلوماسيتنا ( المجبورة على الصلاة ) تخفيف حدة التصريحات الرئاسية .. قالت ان دعم المقاومة في غزة شرف لا ندعيه ولكن ما باليد حيلة !.. ربما توهمت إسرائيل صدقا في تصريحاتنا ..فرأت في قوافل الصحراء ( المريبة ) هدفا عسكريا .
الخرطوم بعد ان صمتت شهرا و شهرا نطقت روايات متناقضة ومتصادمة ..وزير الدولة بالنقل والذي هو ليست بجهة اختصاص .. وكل خبرته العسكرية انه كان قائد مجموعة متمردة .. قال المبروك ان الهجوم أوقع ثمانمائة مابين قتيل وجريح ونفذته طائرات أمريكية .. وأضاف الوزير ان الهجوم استهدف قافلة دولية تتجر بالبشر .. هل نحن مازلنا نحتاج إلى تهم إضافية حتى تضاف إلى (سوابقنا ) تهمة الاتجار بالبشر .
الناطق الرسمي باسم الدبلوماسية السودانية .. أباح في منتصف الليل بسر خطير لرئيس تحرير أخبار اليوم السودانية الأستاذ احمد البلال الطيب عندما قال ان حكومته لم تعلم بالحادث الاول إلا بعد وقوع الثاني وان عدد القتلى لم يتجاوز الأربعين قتيلا .. واعترف ضمنا ان القافلة المجهولة ربما تحمل سلاحا وقال ( الخطأ لا يعالج بالخطأ .. ) .. المتحدث الرسمي بأسم جيشنا قال اتصلنا بدول الجوار نستقصى الخبر .. هل لاحظتم دام فضلكم .. السفير يفتىء في الشئون العسكرية وفخامة الجنرال يتحدث بلسان دبلوماسي مبين .
كيف تجاهلت حكومتنا السنية شعبنا الطيب ؟..وأخبرته" بالهنا بعد سنة " .. ربما الجهات ذات الصلة كانت مشغولة بالإعداد لخطة تقطيع الأوصال.. وربما حكومتنا ( العطوفة ) أشفقت على الشعب الصبور من كثرة مسيرات المناصرة والغضب .. ورأت ان شعبها يحتاج لإجازة محارب .. وربما اجتهد احد المشايخ وقال لا صوت يعلو على معركة اوكامبو .
لايحتاج اختصاصي الفم وكبير الدبلوماسية السودانية ان ينطق حرفا ورسما ليصف شعبنا بالذل والمسغبة ..كل ما تفعله حكومتنا يؤكد ان الشعب في خدمة الحكومة .. عليه نحن الشعب "االشحات" لا نطالب بإقالة وزير أو التحقيق مع جنرال ..فقط سيدي الرئيس أوقفوا الترقيات .. فقد اعتدنا كلما نزلت على وطننا كارثة رجال يرتقون مراتب أعلى .