زعيط و معيط
د. عزت ميرغني طه
5 April, 2009
5 April, 2009
د. عزت ميرغني طه
بينما كان مستلقيا وراء أمه يفكّر كيف سيجهز نفسه لاستقبال "جدو و حبوبة" القادمين اليهم من السودان لقضاء بعض الأيام و كيف ستعم الحيوية المنزل بعد أن اصابه الملل فالغربة بالنسبة له سجن كبير قضى فيه الى الآن ست سنوات لا يكاد يخرج مع أهلة ترفيها الا لأحدى العائلات في حدود مدينتهم المصنوعة ذات الأبراج المشيدة و يكون ترفيههم عند تلك العائلة دمارا لممتلكاتها و لعب فهي الطريقة التي يفهمها هو و أولاد المغتربين تنفيثا لطاقاتهم المكبوتة داخل تلك الشقق... فالفرج أت اذ لابد أن تتعدد المشاوير و الذهاب للسوق و لا بد أن يقتني خلال تلك الفترة الكثير من الهدايا و ينعم بالكثير من الترفيه... و لكن ما بال أمه التي كانت تتحدث الى أحدى صديقاتها لتخبرها بأن "ناس زعيط و معيط" جايين...تحدث الى والده ذلك اليوم هل يسمى ناس جدو "زعيط و معيط"... فلما فهم أبوه كانت تلك المحادثة سببا لرجوعهم قبل وصول أجداده.... عفيت منك "يا سعيد"ما جعلني أسرد تلك الواقعة ما سمعته من امامنا "جزاة الله خيرا" بالأمس في خطبة الجمعة و التي تكونت من جزئين تحدث في الأول منها عن العلاقة بين الزوج و أمه و الزوجة و عائلتها، فبينما تسعى الزوجة أحيانا "بايدها و كرعينا" أن تحافظ على تلك العلاقة مع أهلها تجدها لا تحفل كثيرا بأهل زوجها و يقيني أن في مفكرة كل منا قصة عن توتر تلك العلاقات بين المرأة و أهل زوجها و كم كانت قاصمة ظهر كل زواج في كل مرة... فالذي راعى لمشاعر زوجتة عندما تلقى مكالمة من السودان تفيد بموت أم الزوجة و رجاء من في الطرف الآخر أن يترفق "بالبت و يكلما براحة" لم تراعى زوجته عندما هداه تفكيره أن يقول لها ان امه "هو" مريضة و تأخرت حالتها و يتطلب ذلك الرجوع فورا... فما كان منها الا و ترجته أن يحجز بعد يومين تكون خلالها قد "جيهت نفسها و غيرت دهبا عشان ما ترجع مبشتنة" فانصاع لها و لك أن تتصور كيف كان حالها و المستقبلين يعزونها في أمها و هي على :سنجة عشرة"ذكر امامنا بالأمس ان صحابيا رفضت روحة أن تخرج و هو على فراش الموت فوقف عليه رسولنا الكريم... فطلب أن ينادوا على أمه و والده ان كانوا موجودين... فدخلت والدته فسألها الرسول... ماذا بينك و بينه... قالت انني غير راضية عنه... فسألها لِم.... قالت فقد كان يؤثر علّي زوجته بالفاكهة...تخيل عزيزي القارئ فاكهة عصفت بذلك الصحابي و لم تخرج روحه فيستريح...عندها قال رسولنا صلى الله علية و سلم فلتأتوا بحطب لنحرق هذا الصحابي لتخرج روحه فنار الدنيا أهون عليه من نار جهنم....عندها رق قلب أمه فعفت عنه فاستراح و مات على حسن الخاتمة... و حدثنا كثيرا عن تلك العلاقة فالرجل أمه من تدخله النار و الزوجة زوجها الذي يدخلها الجنة بجانب "عملها طبعن" فقد قال الرسول (ص) ما معناه "لو كان علي أن آمر أحدا أن يسجد لأبن آدم لكنت قد أمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، فمن ماتت و زوجها راض عنها دخلت الجنة"... جلس امامنا بين الخطبتين و دعوت حينها "ربي اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم الحساب" بينما قام بعض المصلين لأداء تحية المسجد... و الواحد من قبيل قاعد فكيف يؤدي تحية بأثر رجعي" و دي قصة تانية ما موضوعنا الآن...تناول الأمام و بكل شجاعة مبتدرا الخطبة الثانية "لن ترضي عنك اليهود و النصارى" (ود الخلا حصّلنا بالآية)... مبينا أن كيد النصارى لن يقف الا بالرجوع الى الله فهو القادر أن ينجينا منهم فكيف لنا ذلك... فقد قال أن رئيسنا قد توفق بالسفر و الرجوع من قمة الدوحة و يكاد يكون قد شعر و رأى بعينيه ذلك الاجماع الذي توحد عليه أهل السودان نحوه و بادلوه حبا و خوفا و دعما ... فمن واجبه الآن أن يبادلهم نفس الحب و يستغل ذلك الاجماع لمزيدا من التوحيد بالله فسيوفقه الله عند كل محنة... فالمطلوب الآن أن يجمع كل أهل الناس حوله و يوحد كلمتهم و أن يشيع العدل و أن يحسن المناهج... فالمطلوب الآن التاسي بسيرة الأبطال من أمتنا السودانية لكي يعرفها الكل... مطلوب أن تدرس سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و يسود العدل في الأمة... و يزيل الظلم و المطلوب أن تدرس سيرة "كنانة الأنصارية" التي قطعت الأميال سيرا على قدميها لكي تخبر المهدي في "غدير" عن خطة أعداءه فأفشلتها لهم.. مهيرة بت عبود، عبد الفضيل الماظ، النجومي و غيرهم و لتأخد الدولة منهجها من تلك السير: عدلا و بطولة و اخاء و لنطبق شريعة من أين لك هذا و لنضرب بيد من حديد على المفسدين و آكلي قوت الشعب و مقدرات البلد و لندفع بالقوي الأمين لتقدم الصفوف و نزيح المفسد عندها "شوفوا كان جاتنا عوجه"