جوني كارسون جاكم … بقلم: ثروت قاسم

 


 

ثروت قاسم
13 April, 2009

 

ثروت قاسم
Tharwat20042004@yahoo.com

مقدمة 

شهد يوم السبت الموافق الحادى عشر من ابريل ؛ حدثان مهمان على صلة مباشرة بملف امر قبض الرئيس البشير .

الحدث الاول وقع فى اديس ابابا والثانى فى عمان . الاول مهم لما قيل فيه ؛ والثانى مهم لما لم يقال فيه .

الحدث الاول :
        
   بعد مقابلتها لرئيس الاتحاد الافريقى فى اديس ابابا ؛ صرحت الوزيرة الفرنسية لحقوق الانسان ؛ رحمة الله ياد ؛ بانه لا امن وسلام واستقرار فى دارفور بدون عدالة . وان العدالة واحقاقها تاتى اولا , ليتبعها الاستقرار وليس العكس . واكدت ان فرنسا لن تسمح بافلات المتهمين من المسالة والعقاب مهما علا شانهم ؛ كما وان فرنسا لن توافق على تجميد امر قبض الرئيس البشير بواسطة مجلس الامن , وسوف تستعمل حق الفيتو لاجهاض اى مشروع قرار فى هذا المعنى .

    اما شطب امر قبض الرئيس البشير ؛ فهذا امر لايستطيع عليه لا مجلس الامن , ولا اوكامبو , ولا حتى قضاة المحكمة , الا بعد مثول المتهم امام  المحكمه  , وتفنيده  للبيانات , واقتناع المحكمه بدفوع المتهم .  وبدون ذلك لايمكن لاى قوة فى الارض شطب امر القبض .
 
         نظام الانقاذ لايوافق بدوره على تجميد امر القبض ؛ لان ذلك يعنى ضمنا ان التهمة صحيحة . ويقر ضمنأ بولاية المحكمه على السودان . وبدلأ من التجميد , يطلب نظام الانقاذ شطب امر القبض . وسوف يقود الدكتور نافع وفدا عالى المستوى الاسبوع القادم الى باريس , لمناقشة ملف امر القبض مع السلطات الفرنسية . ولكن ماذا يجدى ذلك , والوزيرة الفرنسية قد وضعت النقاط فوق الحروف . وفرنسا من قلاع المؤسسات , ولايمكن لوزيرة ان تطلق التصريحات العشوائية العنقالية التى لاتلزم حكومتها ؛ خصوصا بعد مقابلتها ومناقشتها الموضوع من كل جوانبه مع رئيس الاتحاد الافريقى .

     وفي واشنطون , وفي نفس السياق , صرح الناطق الرسمي بأسم البيت الابيض , بان الرئيس البشير يجب ان يعامل الان علي انه هارب من العدالة . 

 الحدث الثانى :
  
         قابل وزراء خارجية ستة دول عربية الملك عبد الله ملك الاردن , وطرحوا امامه مقترحات محددة بخصوص حل القضيه الفلسطينيه ,  لكى يتكرم الملك عبدالله بمناقشتها ,  باسم كل العرب , مع الرئيس وباما ابان زيارة الملك لاوباما خلال الاسبوع القادم .

            صمت الوزرا العرب عن الحديث عن دارفور , وعن ملف امر قبض الرئيس البشير , مع ان الملك عبدالله سوف يناقش اكثر من موضوع مع اوباما  , وخصوصا وان الاردن يتراس الجمعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية فى دورتها الحالية .

 صمت ولكنه ناطق  !

وفي نفس السياق  , زار الرئيس ابو مازن كردستان العراق , ولم يجد الوقت لزيارة شقيقه في الخرطوم .


جوني كارسون:-

في يوم الجمعة العشرين من مارس الماضي ، عين الرئيس اوباما السيد/ جوني كارسون , "65" سنة , مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الأفريقية، في مكان الدكتورة جنداي فريزر. وحسب موقعه الجديد سوف يكون جوني مسئولاً عن ملف السودان ، بالتنسيق مع الجنرال جريشن ، مبعوث أوباما الخاص للسودان.

جوني من عصابة شيكاغو، وقد إختاره الرئيس أوباما شخصياً لملئ هذا المنصب , بعد أن رفضت السيده هيلري  تعيين الدكتورة سمانتا باور مرشحة أوباما الاولي لملىء هذا المنصب . ذلك ان  السيدة هيلري لم تنس تعيير الدكتورة باور لها بأنها صرصورة , ابان حملة اوباما الانتخابية . فكان ذلك  الرفض من  حظ جوني ألأمريكي الأسود الذي عمل سفيرأ لبلاده في يوغنده ، زيمابوي ، وكينيا , كما عمل من قبل في سفارات أمريكا في نيجيريا ، موزمبيق ، وبتسوانا.

وجوني من أنصار الجزرة , ولا يحب إستعمال العصا . وعليه فإن علاقاته مع الجنرال قريشن غالباً ما تكون حميمية ,  بعكس  العلاقة المتوترة التي كانت بين الدكتورة جنداي فريزر , ومبعوث بوش الخاص للسودان السفير وليم سون . كانت جنداي تقتل أي مبادرة لوليم سون , ووضعت كثيراً من العراقيل في طريقه ، خصوصاً وهي الرئيسة المباشرة لكل سفراء امريكا لدي الدول الأفريقية . الحال سيكون مختلفاً جداً ما بين جوني والجنرال.

جوني  , وفاقي  مثل الجنرال ، وسوف يسعي لحلحلة المشاكل مع نظام الإنقاذ بالتي هي أحسن , وحق الله بق الله ، وعشان خاطري يا عمر؟ وهو قد صلي في كنيسته في شيكاغو يوم الأحد 12 أبريل، طالباً من السيد المسيح أن يشمل الرئيس البشير برعايته وحفظه , وأن يبعده عن رفع الخرق الحمراء أمام التور الأمريكاني . وقد لأحظ جوني باسف شديد أن الخرق الحمراء التي رفعها الرئيس البشير أمام التور الأمريكاني قد زادت مؤخراً ، مما سوف ينسف مهمته "" جوني"" التصالحية . وراح جوني يعدد هذه الخرق الحمراء الواحدة تلو الأخري.

الخـــرق الحمــــــــراء:-

الخرقة الاولي:-

الإصرار علي قرار طرد  المنظمات الطوعية وعدم الرجوع عنه ، رغم أن روسيا والصين ، وكثير  من الدول الصديقة الأخري , لم يتحمسون لهكذا قرار . وقد أعطي الجنرال قريشن مهلة شهر لنظام الإنقاذ لكي يعيد النظر في هذا القرار . وإذا أصر نظام الإنقاذ علي موقفه بعد مضي هذا الشهر ، فسوف يضع جوني في موقف صعب ، خصوصاً ورئيسته هيلري والسفيرة سوزان رايس ورامبو، وحتي نائب الرئيس يوسف بايدن قد شموا دم الرئيس البشير وجميعهم قد قالوا  ""حــــــرم"" .

الخرقة الثانية:-

الإستمرار في تهريب السلاح والمال لحماس في غزة في تحد سافر لإسرائيل وبالتالي لأمريكا ، مما استوجب الضربة الإسرائيلية الساكتة الأخيرة لمنطقة شمال بورتسودان , والقادمات ربما كن  أقل سكوتاً .

الخرقة الثالثة:-

تكوين  فرع للقاعدة في دارفور تحت مسمي تحالف الحركات الجهادية الإستشهادية والتي تنوي إعادة إخراج حداشر سبتمبر في أمريكا ودول الإتحاد الأوربي , وإغتيال عبد الواحد لتعامله مع إسرائيل.

الخرقة الرابعة:-

إستضافة وتقديم الدعم لزعيم المعارضة الصومالية ومندوب القاعدة في القرن الأفريقي حسن عويس ضاهر. وتعتبر الصقور في أمريكا هذا التصرف من جانب نظام الإنقاذ بمثابة إعلان حرب علي الولايات المتحدة الأمريكية . هذه الإستضافة تضع نظام الإنقاذ علي فوهة المدفع الأمريكي.

الخرقة الخامسة:-

رفض نظام الإنقاذ التعامل مع محكمة الجنايات الدولية , ورفض الرئيس البشير لتجميد أمر القبض الصادر ضده  , وإصراره علي شطب أمر القبض والغائه . ذلك أن التجميد يعني أن التهمة صحيحة , ويقر بولاية المحكمة علي السودان ، وهذا ما يرفضه الرئيس البشير. ولكن إدارة أوباما تصر علي ولاية المحكمة علي السودان بموجب قرار مجلس الأمن 1593 الذي صدر في مارس 2005 وتحت البند السابع ، وترفض تجميد أمر القبض ، دعك من شطبه , الذي لا يملك اياً من كان سلطة شطبه ، ولا حتي المحكمة أو اوكامبو.

الخرقة السادسة:-

تقاعس نظام الإنقاذ عن القيام بأي إجراءات فعلية   ""غير كلامية""   علي الأرض لحلحلة مشكلة دارفور، وتركيز نظام الإنقاذ علي ملف  أمر قبض الرئيس البشير علي حساب محنة دارفور.

الخرقة السابعة:-

مواصلة الرئيس البشير في تهديد وشتيمة وسب القوي الكبري وتحديها بما يضر ولا يخدم مصالحه . ذلك أنه لا يملك علي وضع تهديداته موضع التنفيذ.  إذ لا يستطيع وضع أمريكا وفرنسا وبريطانيا تحت جزمته ؟ ولن يستطيع إرغام المحكمة علي بلع قراراتها علي الناشف .  فالمحكمة باقية , واوكامبو باق , وامر القبض باق . ولن تمحوهم  خطب الرئيس البشير , ولا حتي قرارات موتمر قمة الدوحة أو الإتحاد الأفريقي أو المؤتمر الإسلامي . أمر قبض الرئيس البشير لن يختفي إلا بوقوف الرئيس البشير أمام القضاة في لأهاي .  نقطة علي السطر .

هوي يا

إنتهي جوني من تعداد الخرق الحمراء السبعة المختصرة أعلاه , وتمني علي السيد المسيح أن يعمل علي حرق هذه الخرق , خصوصا والثور الأمريكي قد بدأ في الزمجرة الصامته ، ونبش الأرض . ويخاف جوني أن يفقد أوباما السيطرة علي الثور , فينطلق من عقاله ، ويفتك بحامل الخرق الحمراء السبعة  ( الرئيس البشير ) .

هوي يا ناس  حسن طه ما فيكم عاقل ؟

 سمانتا باور

الدكتورة  سمانتا باور , المسئولة عن ملف السودان في مجلس الامن القومي  الامريكي , تعد حالياً الكتاب الأبيض الذي يحتوي علي سياسة أمريكا وموجهاتها في السودان . وهي تنتظر عودة الجنرال قريشن والسناتور كيري من زيارتيهما للسودان ودارفور , لتقوم بإعداد المسودة النهائية من الكتاب الأبيض .

الدكتورة باور تؤمن بأن صون حياة الباقيين علي قيد الحياة من نازحي دارفور أهم وأجدي وأنفع من أخذ القصاص لمن أغتيل منهم . ولذلك فهي تفضل نشر الأمن والإستقرار في اقليم دارفور أولاً وثانياً وثالثاً . ثم يعقب ذلك , بعدة مراحل في سلم الأهمية ,  إحقاق الحق والعدالة والعمل علي عدم إفلات المجرمين من العقاب . خصوصاً واوامر قبض محكمة الجنايات الدولية سيوف معلقة فوق الرقاب ، ولن تصدأ بمرور الزمن.

عليه فإن سياسة إدارة أوباما تجاه السودان سوف تحاكي سياسة أوباما مع إيران، ومع سوريا ومع كوريا الشمالية ومع كوبا ومع العالم الإسلامي.  سياسة مبنية علي الحوار , وعلي الإحترام المتبادل , والمصالح المشتركة . وقفل باب ""هم ونحن"" بالضبة والمفتاح.

ومؤخرأ  ظهرت إلي السطح سياسة ( انا بحب سودان) التي نطق بها الجنرال قريشن . كان المتنفذون في إدارة بوش يعيرون قادة نظام الإنقاذ  بالمجارمة والصعاليك والمارقين علي القانون .  أما القوم في ادارة أوباما فيشيرون إلي زعماء الإنقاذ بالأصدقاء.

نحن علي أحر من الجمر، إنتظاراً للكتاب الأبيض الذي تعده الدكتورة باور . وعندها نعرف ما لنا وما علينا .

أين المشكلة ؟

منذ صدور أمر القبض ضد الرئيس البشير في الرابع من مارس الماضي ، مرت مياه كثيرة تحت الجسر ، نوجزها في عشر آيات كما يلي:-

أولاً: زار الرئيس البشير خمسة دول وعاد إلي الخرطوم منتصراً.

ثانياً: عبر الرئيس البشير المجال الجوي العالمي في رحلتين من رحلاته وعاد إلي الخرطوم منتصراً.

ثالثاً: زار الرئيس البشير كل ولاية من ولايات  دارفور الكبري الثلاثة ,  وخاطب الحشود في كل ولاية من علي مسرح مرفوع ومكشوف . وسار موكبه في كل مره من المطار إلي ساحة اللقاء في عربة مكشوفه ,  والجماهير تصفق وتغني  وترقص له ، وعاد بعد كل هذه  الرحلات إلي الخرطوم منتصرا ً.

رابعاً : دول الإتحاد الأفريقي، دول الجامعة العربية، ودول منظمة المؤتمر الإسلامي تؤيد الرئيس البشير  وترفض أمر القبض الذي أصدرته المحكمة.

خامساً : الوفود العالمية والإقليمية تتري علي الخرطوم , حتي من معقل الإمبريالية " مجلس اللوردات البريطاني"  مؤيده للرئيس البشير ورافضة لأمر القبض.

سادساً : رئيس جمهورية جزر القمر أقترح في قمة الدوحة الأخيرة منح الرئيس البشير جائزة نوبل للسلام تقديراً لجهوده لإحتواء مشكلة دارفور.

سابعاً : صور الرئيس البشير الباسمة تطل عليك من كل الشوارع في كل قري ومدن السودان الشمالي من كوستي إلي حلفا , مترجمة التفاف الشعب حول قائده.

ثامناً : القوات النظامية من جيش وبوليس وقوات خاصة ودفاع شعبي ودبابين بايعوا الرئيس البشير بيعة الموت ، ويمكن لقوي الاستكبار ابادتهم عن بكرة ابيهم ,  أولاً ,  وقبل الوصول إلي الرئيس البشير.

تاسعاً : الجنرال قريشن , مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان , يصرح علي رؤوس الإشهاد بأنه "بحب سودان" ويشير إلي قادة نظام الإنقاذ بأنهم أصدقائه .  ويؤكد الرئيس أوباما بأن إدارته لا تحمل أي كراهية ضد الاسلام والمسلمين , وأنه يمد يده مفتوحة لهم جميعاً في علاقة جديدة مبنية علي الإحترام والمصالح المشتركة.

عاشراً : وهذا هو الأهم , فإن ضمير الرئيس البشير مرتاح وتغمره الطمانينة , ووجهه من الوجوه التي وصفها سبحانه وتعالي بأنها ضاحكة مستبشرة.

إذاً أين المشكلة ؟

المشكلة

المشكلة جد بسيطه وهي أن أمر القبض الذي اصدرته محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير لا يمكن شطبه إلا بمثول الرئيس أمام المحكمة ليفند التهم الموجه ضده و ويثبت بالبينات براءته . المحكمة لا تستطيع شطب أمر القبض ولا أوكامبو ولا مجلس الأمن .

 تفعيل وتنفيذ أمر القبض في كفة ,  ومصداقية وجدوي إستمرارية المحكمة في الكفة الأخري.

مجلس الأمن يمكنه  أن يجمد أمر القبض لمدة عام ,  قابل للتجديد . ويعجز عن  الإلغاء .  وقد رفض الرئيس البشير مبدأ التجميد لآنه يثبت أن التهمة صحيحة وأن المحكمة لها ولاية علي السودان ، وهذان أمران يرفضهما الرئيس البشير قطعياً .  ثم أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يرفضون مبدأ تجميد أمر قبض الرئيس البشير . وكل واحدة من هذه الدول الثلاثة تملك علي حق الفيتو في مجلس الأمن , الذي يبطل مفعول أي قرار جديد من مجلس الأمن يدعو للتجميد.

صرحت الدكتورة سمانتا باور ، المستشارة في مجلس الأمن الوطني الأمريكي ، والمسئوله عن إعداد سياسة إدارة أوباما عن السودان للأربعة سنوات القادمة . صرحت بأن إدارة أوباما تؤيد المحكمة في قراراتها بخصوص الملف السوداني , ولن تسمح بتجميد امر القبض الصادر ضد الرئيس البشير . نقطه علي السطر . صرحت فرنسا بأنها سوف تساعد في تنفيذ وتفعيل امر القبض متي ما سمحت الظروف بذلك .  تقصد المساعدة في  قرصنة طائرة الرئيس البشير في المجال الجوي العالمي.

في مؤتمر قمة الدوحة الأخير ، رفضت الأردن أن يشتمل البيان الختامي للقمة علي أي إدانة للمحكمة , أو علي أي طلب بشطب أمر القبض . اكتفي البيان بالرفض ، الذي نسيه القوم  بعد إنتهاء المؤتمر.

دعي رئيس جمهورية فنزويلا الرئيس البشير لزيارة فنزويلا في تحد سافر لقوي الاستكبار , ولكنه حذر الرئيس البشير بأنه لا يضمن سلامته في طريقه من السودان إلي فنزويلا .

المحكمة تتكون  حاليأ من 108  دولة . وحسب قانون المحكمة , فأن أي دولة من هذه الدول ملزمة قانونياً بتفعيل أمر القبض , إذا وجدت الرئيس علي أراضيها . وإذأ فأن الرئيس لن يخاطر بزيارة أي بلد من هذه البلاد , ولن يخاطر مستقبلا بعبور المجال الجوي العالمي .  ذلك أن قوي الاستكبار قد أعطت ضمانات لأمير قطر بعدم قرصنة طائرة الرئيس البشير في رحلته الأخيرة للدوحة , والعودة للخرطوم ، إكراماً لأمير قطر والدول العربية . ولكن هذه الضمانات لن تكون مستدامة  ومتكررة , كما أكدت فرنسا بذلك , وبوضح فاضح .

ولكن المشكلة ليست في بقاء الرئيس حبيساً في الخرطوم , وعدم تمكنه من السفر خارج السودان . هذه ليست المشكلة . وإنما المشكلة هي أن امر القبض قد تم إصداره تحت قرار من مجلس الأمن صادر تحت البند السابع    ( القرار 1593) , الذي يدعو مجلس الأمن وأعضائه لإستعمال القوة الخشنة والتدخل العسكري المباشر , اذا لزم الامر ,  لتنفيذ القرار . بالعربي الفصيح .. أمر القبض الصادر من المحكمة جزء لا يتجزأ من القرار   1593 .

وعليه فالمشكلة تكمن فيما سوف يتخذه مجلس الأمن من إجراءات لتفعيل أمر القبض ... اي تفعيل القرار 1593 .

والا...؟

يتفق المراقبون بأن مجلس الأمن ربما بدأ بالعقوبات كما هو الحال مع ايران. والعقوبات قد تكون إقتصادية او تجارية أو عسكرية . أو كل تلك العقوبات مجتمعة . وربما تطورت إلي حصار وحظر للطيران فوق دارفور , كما هددت بذلك أمريكا من قبل . وقد اعطي الجنرال قريشن إنذاراً مخملياً ودبلوماسياً لنظام الإنقاذ لشطب القرار الخاص بطرد المنظمات الطوعية  العاملة في دارفور في ظرف شهر وإلا... ؟

هل يستطيع الشعب السوداني المنهوك تحمل تبعات ومآلات هذه ألـ          ( وألا...؟ ) ؟
هل تصمد إتفاقية السلام الشامل أمام هذه ألـ ( وألا...؟ ) ؟ أم سوف ينفصل الجنوب قبل حلول عام 2011 ؟

ماهي مآلات هذه ألـ ( وألا... ؟) علي محنة دارفور سوي مزيد من الموت والمعاناة ؟ وهل يسمح الضمير العالمي والمجتمع الدولي بأن تستمر محنة دارفور وتتكرر مجازر راوندا في القرن الحادي والعشرين؟

هذه هي المشكلة . وهي باقية . تراها في إعداد الموتي " خمسة ألف كل يوم" اللذين يؤارون الثري كل يوم في أرض دارفور . وتراها في العيون الزائغة لحوالي  ثلاثة مليون نازح دارفوري .


 

 

آراء