افيدونا افادكم الله
فتحي شيلا
24 April, 2009
24 April, 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
صديق مشاكس لايعجبه العجب ساخط على الدوام ناقد بانتظام شماعته دائماً المؤتمر الوطني. يشاغل في شكل نكات ونوادر يقابلني كالعادة بنكات مختصرة (مس كول) سمعت آخر نكتة : سد مروي إشاعة قالوا مابينتج كهرباء خالص طلع سد بتاع سمك قلت دائماً تقلل من جهد وانجاز الرجال ضحك بسخرية وانصرف.تأملت في حديثه ومر أمامي مشهد ضربة البداية للتشغيل بحضور السيد الرئيس والاعلام ينقل بكفاءة عالية استحقت الاشادة. قيام سد مروي امنية الشعب السوداني على مدي اكثر من ثلاثين عاماً. روجت الحكومات السابقة واعدت بعض الدراسات تحت اسم خزان الحمداب الان اصبح الحلم حقيقة والتنمية المصاحبة من طرق وكباري ومشاريع زراعية على طول الولاية الشمالية تقف شاهدة على عظمة الانجاز وعزيمة الرجال والارادة السياسية القوية التى دعمت المشروع.الحديث الساخر لصديقي يبدو مبرراً فبينما يشهد السيد نائب رئيس الجمهورية الاحتفال في المرخيات يوم الاثنين 13/4/2009م بدخول كهرباء سد مروي تنتظم القطوعات والبرمجة التى نسيناها منذ فترة طويلة وتمطر الجماهير بعضها بالسؤال الطبيعي (الحاصل شنو في الكهرباء ؟؟) ولا احد من الاخوة المسئولين يتطوع بالتوضيح !!الخميس 16/4/2009م تشير الصحف الى خبر تدشين دخول كهرباء سد مروي لدنقلا بحضور الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية ووبذات الصفحة خبر خروج وحدتي التوليد بكهرباء مروي من الشبكة القومية !! كيف يعني فهمونا بالله الكهرباء خرجت من دنقلا قبل دخولها ؟؟من جانب آخر نواب البرلمان ينتقدون الجهاز التنفيذي بالتخاذل وتقديم معلومات مغلوطة لمؤسسة الرئاسة حول السياسات الاقتصادية والصناعية باعتبار ان خطة إنقاذ النسيج السوداني قد اكتملت بنسبة 95% بينما يقول الواقع ان مصنعين فقط من مجموع 70 مصنعاً يعملان.نماذج تحكي قدرتنا على تشويه الانجازات بمغالطة الحقائق والوقائع بينما تقف الاتجازات شامخة فمشروع سد مروي يعتبر من اهرامات الابداع للمواطن السوداني كمشروع قومي ستنعم البلاد كلها من خيراته فلماذ نتعمد التشويه والتقزيم لمشروع عملاق. معروف ان بداية التشغيل التجريبي لايعني بالضرورة تحقيق الاكتفاء من الطاقة الكهربائية. فاذا ما احتمل شعبنا معاناة إنقطاع التيار الكهربائي لسنوات عدة فلم الاستعجال حتى تنتكس الانجازات فمن الطبيعي ان نواجه واقعنا المأزوم سنويا في معاناة توفر الكهرباء حتى اذا ما انتج السد طاقته القصوي تزول الامنا ومعاناتنا ونحس بطعم السد وتكون لاحتفالاتنا نكهة. خاصة والسؤال الذي يفرض نفسه هل هناك من يتعمد ان ينكد وينغص على المواطنين ام انه اللامبالاة وعدم الاكتراث ؟؟ بعد كل هذه الضبابية التى استمرت لعدة ايام خرجت علينا إدارة وحدة تنفيذ السدود في 20/4/2009م بتصريح على لسان السيد مدير الإعلام خالد عثمان (بأن كهرباء سد مروي لن تصل الشبكة القومية للكهرباء بصورة دائمة إلا بحلول شهر يوليو القادم بعد استلام التوربينات في منتصف يونيو. ، وعزا خروج وحدتي التوليد بمحطة سد مروي من الشبكة القومية الى الاختبارات الفنية ووصف هذه المرحلة بمرحلة التشغيل التجريبي) جميل جداً ان يصدر هذا التصريح الشفاف من ادارة السدود لكن لابد لنا هنا من إستعارة عبارة اخوتنا المصريين طيب ماكان من الاول ! فالشعب السوداني الذي احتمل معاناته مع الامداد الكهربائي كل هذه السنوات لن يضيره في شيء الانتظار حتى شهر يوليو القادم ! وامامنا مثال السد العالي في الشقيقة مصر الذي بدء العمل فيه في يناير 1960م وتم تشغيل أولي وحدات محطة كهرباء السد في 1967م ولم يكتمل العمل فيه بشكله النهائي إلا في 1971م.عودة الى موقف صناعة النسيج في بلادنا فبعلم الجميع وشهادتهم يدرك الكل مدي الانهيار الذي لحق بهذه الصناعة ومغادرتنا لعالم صناعة النسيج بعد ان كنا من رواده جرت محاولات لادخالها غرفة العناية المكثفة ووضعت الخطط والبرامج لانقاذ النسيج السوداني إلا ان الآلية المسئولة عن إنفاذ الخطة لم تجتمع سوي مرة واحدة خلال عامين وفقاً لشهادة نواب المجلس الوطني.يكفي حكومة الوحدة الوطنية إنجازاً الدستور الانتقالي الذي ارسي قواعد العمل الديمقراطي والتحول السلمي وكفالة الحريات والاعداد للانتخابات عبر الجدول الزمني الذي اقرته المفوضية وان لم نعترف بما تم من انجازات على ارض الواقع من التنمية والتوسع الزراعي عبر مشروع النهضة الزراعية وآلاف الاميال من الطرق والعديد من مشاريع الكهرباء فلستم في حوجة تدعوكم لاستعجال النتائج لمشاريع يمكن ان تكون اكبر مما يتوقعه الكثيرون فالعجلة من الشيطان.لجأت الهيئة القومية للكهرباء لفصل قطاعات بورتسودان دنقلا كريمة الدبة من الشبكة القومية ولجأت للبرمجة من الاحد 12/4/2009م خيراً فعلت الهيئة بهذا الاعلان وان جاء متأخراً فهو خير من ألايأتي والتأخير في الاعلان اوقع المسئولين في جملة من التناقضات مثل الاحتفال بعد خروج الكهرباء وانتشار الاشاعات الضارة التى تقلل من حجم الانجازات كما جاء في حديث صديقي في بداية هذا المقال والطقس الحار الذي ارتفعت درجة حرارته اكثر من 45 درجة يمكن ان يرفع حرارة الاشاعات لاكثر من 100 درجة. من المستفيد من تهيئة الاجواء لترويج النكات أستناداً على تناقضات التصريحات وضبابيتها مثل التصريح الذي صدر من السيد مكاوى مدير عام الهيئة القومية للكهرباء بعدم علمه بدخول كهرباء سد مروي وخروجها ؟! ده معقول من الذي يعلم ؟؟ ورد وحدة تنفيذ السدود على حديث مدير الكهرباء بقولهم ان ردهم هو ماجاء في حديث مدير وحدة تنفيذ السدود في الاحتفال الذي اقيم بالمرخيات ؟!اخيراً حالة الضبابية والغموض التى احاطت بهذا الموضوع خلقت حالة من الاحباط لدي جماهير الشعب السوداني الذي ارتفعت معنوياته بصورة ملحوظة يوم افتتاح السد والشاهد ان هذا الاحباط ما كان له ان يحدث لوضعت الحقائق كاملة امام الشعب السوداني إلا ان هذا الوضع المختل افرز كذلك العديد من الاسئلة حول وجود خلاف بين ادارة السد وادارة الهيئة القومية للكهرباء وبين وزارة الري وادارة السد وعن مدي قدرة وجودة التوربينات المستخدمة في السد وعن الخطوط الناقلة للكهرباء اسئلة مشروعة تثور في ذهن المواطن السوداني تدفعنا الى تكرار القول (افيدونا افادكم الله).