الحركة الشعبية فى ولاية القضارف.. السحب من أرصدة الجميع …. تقرير عبد الفتاح عرمان
21 May, 2009
كان يوم امس الاول حاشداً بالاحداث الساخنة إبتداءً من إنسحاب كتلة الحركة الشعبية من جلسة البرلمان المخصصة لمناقشة السمات العامة لقانون الصحافة و المطبوعات و إنتهااءً بالحدث الاكثر إثارة وهو احتفال ولاية القضارف بالذكرى السادسة و العشرين لتاسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان. خرجنا من الخرطوم بعد الواحدة ظهراً فى معية الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم و نائبه لقطاع الشمال ياسر عرمان و الوفد المرافق لهم لولاية القضارف للاحتفال بذكرى تاسيس الحركة.
تحرك ركبنا صوب القضارف بحوالى الخمسة عشر عربة ولم نتوقف الا فى مدينة ود مدنى حيث كان فى استقبال وفد الحركة الشعبية وزيرها لشؤون الحكم المحلى هناك انور الحاج الذى تناول الوفد معه وجبة غداء خفيفة ثم إنطلقنا مرة اخرى من ود مدنى للقضارف ولكننا توقفنا مرة اخرى فى مدينة الخيارى على مشارف القضارف. كان فى إستقبالنا هذه المرة الامين العام للحزب الإتحادى (مرجعيات) بابكر محمد حامد الذى شكر الحركة الشعبية على تضحياتها الجسام من اجل الديمقراطية و الحرية وقام الامين العام للحركة باقان اموم بشكره على حفاوة الإستقبال.
اكثر من (170) عربة تستقبل وفد الحركة على مشارف القضارف
بعد ان تجاوزنا مدينة الفاو و صرنا على مشارف مدينة القضارف و الشمس تتوارى بخجل لتسدل الستار على يوم غلبت عليه حرارة الاجواء و حرارة المواقف تحت قبة البرلمان فى الخرطوم ولكن اهل القضارف قرروا ان لا تغرب الشمس الا بعد ان يضعوا توقيعهم على هذا اليوم باستقبال حاشد وحار لوفد الحركة الشعبية حيث كان اهل القضارف يقفون على جنبات الطريق و بعضهم يعزف على بعض الالات الموسيقية و البعض الاخر فضل نقل الاخرين على متن اكثر من (170) عربة قفلت الطريق لداخل المدينة بالكامل على الرغم من عربات النجدة التى كانت تحاول بصعوبة فتح الطريق للامين العام للحركة و نائبه لقطاع الشمال اللذين ركبا على ظهر عربة مكشوفة للتفاعل مع الالاف المواطنين الذين قدموا لاستقبال وفد الحركة الشعبية. كان فى مقدمة المستقبلين وزير الصحة فى ولاية القضارف مصطفى السيد (حركة شعبية). وكان من ضمن مستقبلى وفد الحركة ايضاً نائب والى ولاية القضارف.
عرمان: على والى القضارف تسليم مفاتيح الولاية منذ الان
بعد مشقة كبيرة وصل وفد الحركة لاستاد القضارف لمخاطبة الجماهير التى إحتشدت منذ ظهيرة اليوم وحتى المساء. إبتدر رئيس مكتب الحركة بالقضارف اللقاء الجماهيرى بسرد تاريخى لقيام الحركة الشعبية وتضحياتها المتواصلة و داعياً الجماهير للوقوف خلفها فى الانتخابات القادمة حتى تستطيع تغير واقعهم، ثم اعطى الفرصة لنائب الامين العام للحركة ياسر عرمان الذى شكر جماهير الحركة الشعبية فى ولاية القضارف على حفاوة الاستقبال. حيا القاد الكبار الذين اسسوا الحركة الشعبية وعلى راسهم الراحل الدكتور جون قرنق دى مبيور، كاربينو كوانين، اروك طون و وليم نيون و اخرين وقال لجماهير مدينة القضارف بان لديه قرار جماهيرى وهو قرار يصدره الجمهور-على حد تعبيره- وهو ان على والى ولاية القضارف تسليم مفاتيح الولاية منذ الان لان الحركة الشعبية سوف تكتسح الانتخابات القادمة، مؤكداً فوز الحركة بمنصب والى الولاية و الغالبية فى برلمان الولاية داعياً احزاب المعارضة لوضع يدهم فى يد حركته لانها الكرت الرابح. وكشف عن زيارة مرتقبة لرئيس الحركة الشعبية الفريق اول سلفاكير ميارديت للقضارف لتدشين الحملة الانتخابية للحركة الشعبية. كما كشف النقاب ايضاً عن:" هنالك قوى تعمل على باعداد و تدريب اشخاص فى حجر العسل ثم نقلهم الى الخرطوم لتخريب عمل الحركة الشعبية كما حدث لحزب الامة من قبل فى دار حزبه. مؤكداً على قدرة حركته للتصدى لكل محاولات تخريب عمل الحركة الشعبية و خصوصاً فى شمال السودان.
باقان: سوف نكتسح الانتخابات فى الشمال و الجنوب
قدم نائب الامين العام للحركة ياسر عرمان الاستاذ باقان اموم امين عام الحركة الذى اعرب عن ذهوله من الجماهير الغفيرة التى كانت فى استقبال وفد الحركة الشعبية و حضرت اللقاء الجماهيرى فى استاد القضارف، ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على شهداء الحركة الشعبية و على راسهم الدكتور جون قرنق مؤكداً حق اهل القضارف فى حكم انفسهم بانفسهم و المشاركة فى حكم المركز كذلك. تابع:" إنتهى عهد الإنقلابات و الانتخابات اصبحت هى الطريق الوحيد للوصول لسدة الحكم وإنتهى عهد تعين الولاة و البرلمانين من الخرطوم بل انتم من تنتخبونهم بما فيهم رئيس الجمهورية فى فبراير من العام القادم. معناً عن عزم حركته لانشاء وزارة خاصة للمياه لمواجته النقص الحاد فى المياه الذى تشده ولاية القضارف هذه الايام. مذكراً اهل القضارف بالمسؤولية الكبرى التى تقع على كاهلهم وهى مسؤولية إختيار من يحكمهم و طلب منهم التصويت للحركة فى الانتخابات القادمة لانها سوف تكون فى خدمتهم و ليس العكس مثلما يحدث الان- على حد ذكره- و بدأ واثقاً من فوز الحركة الشعبية فى الجنوب و الشمال و ذلك عبر برنامج للانتخابات القادمة لجعل الوحدة خياراً جاذباً عند تصويت الجنوبين للاستفتاء على حق تقرير المصير الذى يجرى فى 2011م. عرج باقان اموم على قضية دارفور مطالباً اطراف النزاع بوقف فورى لاطلاق النار برقابة الامم المتحدة و مطالباً بدور لمصر، تشاد و ليبيا حتى تتمكن الاطراف المتحاربة من الوصول لاتفاق سلام يرضى اهل دارفور.
كشفت زيارة الحركة الشعبية لتحرير السودان لولاية القضارف على مقدرتها فى الحشد و التعبئة وفى محافظتها على رصيدها الجماهيرى على الرغم العقبات التنظيمية التى تقف فى طريقها هناك بل كشفت هذه الزيارة على مقدرتها فى سحب البساط من تحت اقدام الاخرين.