سودانايل كانت هنالك .. مع باقان وغازي بواشنطن … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

alzafir@hotmail.com

 

مفاوضات شاقة ..غازي يتفائل بحذر وعرمان يصفها بالصعبة وغريشون يريدها جسرا لمؤتمر دولي .

 

اضبط .. مبعوث اوباما يهرب (بتاكسىى)  من أجواء المفاوضات المتعثرة.

 

ياخبر..السفارة السودانية تكرم طلحة جبريل والمغربية ترفض منحه تأشيرة!

 

ناشطة أمريكية تنظم حفل عشاء مشترك للوفدين غاب عنه باقان !!.

 

الوفدان يرفضان مناظرة بفيلادلفيا ..والسفير يستضيفهم في داره

  

فندق حياة بارك الفخيم أرادت له الإدارة الأمريكية ان يستضيف مباحثات تطيب الخواطر بين شريكي حكومة الوحدة الوطنية ..قاعته الأرضية نصبت عليها طاولات الحوار ..غرفه العليا يأوي إليها المتفاوضون بعد كل جولة حوار طويلة ..أراد الجنرال غريشون ان يستخدم دبلوماسية التواصل الاجتماعي وجمع الغرماء تحت سقف واحد صباح مساء .

  

الغموض والهدوء يحيط بالمكان ..وجوه جنوبية سمراء تقابلك عند المدخل ببشاشة سودانية .. دبلوماسيون سودانيون يترددون جيئة وذهابا مابين الفندق والسفارة ..اهتمام اعلامى محدود بالحدث في عاصمة تضج بالإحداث ..قناة الشروق ومراسلها النشط  شريف حسين شريف تتصيد المشاركون .. أنا وزميلي عبد الفتاح عرمان في انتظار ممل وبحث مجهد عن معلومة متناثرة هنا وهناك .

 

كل وفد يتكون من عشرة رجال ..فشلت كاميرا سودانايل ان تجد سيدة واحدة بين المتفاوضين ..الحركة يقودها الفريق مالك عقار ..ويتحدث باسمها ياسر عرمان ..وينظر لها من وراء الجدران منصور خالد ..شماليو الحركة ليس وحدهم فهنالك باقان اموم الأمين العام للحركة ..وكذلك وزير التعاون الاقليمى بحكومة الجنوب .

 

المؤتمر الوطنى جاء( بتيم  نيفاشا) رجال (شافوا كل حاجة)  ..الدكتور غازي صلاح الدين ..سيد الخطيب ..إدريس عبد القادر يسندهم بكرى سعيد ودكتور محمد مختار .. لم الحظ وجوه جنوبية بين وفد الوطني ..ربما زهد الوطني في حكاية الوحدة الجاذبة .

  

إستراتيجية التفاوض التي صممها الجنرال غريشون تستهدف في مقامها الاول بناء الثقة بين الأطراف ..والاستماع الجيد لكل طرف ..اجتمع بكل طرف منفردا ..ثم اجتمع مع الوفدين ..اجتماعات قرر لها ان تتواصل يومي السبت والاثنين ..وصولا لليوم الفاصل يوم الثلاثاء القادم ..إمعانا في التفهم منح الجنرال غريشون وفد المؤتمر وقتا لأداء صلاة الجمعة .. لا تسألونني ان كانت مكرمة الجنرال اتسعت لتشمل مسلمي الحركة الشعبية.

  

حصاد اليوم الاول ..كان مثار حديثنا مع كل الإطراف ..ياسر عرمان وصف المفاوضات بالصعبة ..وقال إنهم شرعوا في التفاوض المباشر مع وفد المؤتمر ..إلا انه رفض ان يضفى أجواء تفاؤل على واقع المفاوضات ..في الناحية الأخرى تفائل غازي صلاح الدين تفاؤلا حذرا ورهن النجاح بصدق نوايا كل الأطراف ..إلا انه امتدح جهود مبعوث اوباما في الدفع بالمفاوضات إلى الأمام ..حرص غازي ان يبرز تباين مراكز القرار في أمريكا .

 

مصادرنا أفادت ان أجندة الحوار تركزت على ابيى والتعداد السكاني .. وان ان المبعوث قدم مقترحات جيدة خاصة في مسألة التعداد السكاني ..من بين هذه المقترحات ان يتم اعتماد نتائج التعداد على ان يتنازل المؤتمر الوطني في ملفات أخرى ..أو اعتماد نسب نيفاشا وان تتنازل الحركة في ملفات أخرى ..المقترحات الأمريكية مازالت قيد النظر ..أما ابيى فتريد الإدارة الأمريكية التزاما قويا من كل الأطراف بنتيجة تحكيم لاهاي ..وكذلك ضبط النفس في منطقة الصراع بابيى .

  

في إطار دبلوماسية التواصل بين الوفدين نظمت السيدة دى بورا فأيك وهى ناشطة أمريكية مهتمة بالسودان ..حفل عشاء مشترك للوفدين مساء الجمعة الماضي ..حضره الوفدان برئاسة عتبانى وعقار وتغيب عنه باقان اموم ودكتور منصور خالد ..مصادرنا رفضت( تسيس ) الغياب وعزته لظروف الإجهاد الصحي للزعمين .. اجتهاد ربما يحتاج لشهادة طبية لاعتماده .

 

من المتوقع ان يحضر الوفدان مأدبة عشاء في منزل السفير يوم الأحد القادم ..مصادرنا تؤكد ان الوفدين سيكونا هنالك ..ما لم تخرج شرارات جديدة من الندوة التي من المقرر ان يخاطبها غازي صلاح الدين في اليوم الذى يسبق الاجتماع .. ويجدر ذكره ان الحركة الشعبية ستلتقي كذلك بالجالية السودانية مساء يوم الأحد في ندوة جماهيرية .. رفض الوفدان فكرة عقد مناظرة مشتركة اعد لها النادي السوداني بفيلادلفيا .

  

تمكنت سودانايل من اصطياد المبعوث الامريكى وأجرت معه حوار قصيرا ..حيث أعرب عن تفاؤله بالمحادثات وأضاف "أنا دائما متفائل" ..وقال ان النجاح والفشل بأيدي سودانية ..وأوضح انه سيكون في الخرطوم قريبا للإعداد لمؤتمر دولي ضخم يضم  الدول الداعمة لاتفاق السلام الشامل وأكمل مستدركا" بالطبع إذا ما سارت مفاوضات واشنطن بصورة جيدة".

 

عقب الحديث القصير ..استغل الجنرال غريشون عربة تاكسي هربا من جو المفاوضات الساخن ..منظر الجنرال العجوز وهو يقفز برشاقة إلى جوف التاكسي يبين كم هو واقعي وكذلك كم هو متعجل لحصد ثمار يانع ..مشكلته انه ليس وحده في الميدان .

  

من ناحية أخرى أقامت السفارة السودانية مأدبة غداء على شرف وداع الأستاذ طلحة جبريل ..مدير مكتب صحيفة  الشرق الأوسط بواشنطن..حضرها عدد (محدود) من الزملاء الإعلاميين ولفيف من الدبلوماسيين وخاطبها سعادة سفير السودان بواشنطن وبالطبع المحتفى به .

  

الأستاذ طلحة جبريل موسى ..استغل السانحة الدبلوماسية وأعلن انه بصدد العودة النهائية لأرض الوطن ..جدول العودة الزمنية (للأسف)  يمتد لسنوات ..ربما عقب انتهاء مهمته بالمغرب الشقيق ..الذى يعود اليه هذه المرة مديرا لمكتب الشرق الأوسط بالرباط ..وقال موسى ان سفارة السودان هى أول سفارة تكرمه .

  قدم الأستاذ طلحة جبريل مفارقة رائعة ..وقال ان قنصل المغرب بواشنطن  رفض ان يمنحه تأشيرة دخول إلى الرباط..وامتنع عن معاملته كاجنبى  ..واكتفى بإرسال برقية لوزارة الخارجية تفيد بوصول الاعلامى السوداني ..طلحة والمغرب علاقة حب ومودة امتدت لثلاثين عاما ..من أيام الدراسة ..ومرورا بالعمل الاعلامى حيث شغل طلحة منصب رئيس تحرير الصباح الجديد ..ورافق الملك الحسن في كثير من رحلاته الخارجية..بل امتد عشق (ابوعثمان) إلى المغرب حيث صاهر المغاربة وتزوج منهم ليس مرة واحدة بل مرتين على اقل تقدير .بجدر ذكره ان طلحة جبريل يشغل منصب رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين بأمريكا.

 

آراء