رسالة للسيد محمد عثمان الميرغنى “1” … بقلم: حسن عوض أحمد المحامي
21 June, 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
وماتوفيقى الا بالله
لك تحية المجد والاجلال:
فى بداية رسالتى الاولى لسيادتكم- قلت انى ترددت كثيرا فى كتابة هذه الرسالة ونشرها _ليس خوفا" منك ولا من غيرك من البشر _ ولكن خوفا عليك من ذاكرة التاريخ ،فى ان يقال أنك كنت سببا" فى تشرذم الحزب وتقسيمه الى فصائل_
ولكن غيابك الطويل الممتد عن الوطن وتطبيق قانون سد الفراغ أحدث خللا"تنظيميا" وسياسيا" وأخلاقيا" رهيبا" _أربك جماهير الحزب وقواعده_قاد الى التشرذم وسقط القول والمتاع _ان مبدأ الولاء بديلا" للكفاءة مع تطبيق قانون سد الفراغ أتى ببعض غير المؤهلين على قمة الهرم القيادى الحزبى ، الأمر الذى نفر النخبة من الاتحاديين الديمقراطيين للارتماء فى أحضان الشمولية مضحين بأنتمائهم الحميم للحزب الوطن وبحرياتهم .
بعض هذه الفئة التى قفزت فى لحظة تاريخية سالبة لقمة الهرم الحزبى هى التى تسعى لاغلاق كل المنافذ لوحدة الحركة الاتحادية_ فأختل التراتب الصفوفى وانقطع حبل الوصل وفقد الحزب خطابه ومنطقه بل أصيب بالسكوت المذل الخجول حول مايصيب الحزب والوطن على السواء.
وكى لاندفع بالقول جازفا"_ سوف أضرب لسيادتكم مثلا" حيا".فلقد أتصل بى أحد الذين أعرفهم ومن حوله الذين يمارسون الهمز واللمز والنميمة _ الذين يحبون ان يشيع الفساد بين الناس فقال لى كيف تقول أن الفصائل الاتحادية السبعة قد عقدت مؤتمراتها فهى سبع فصائل لسبعة أشخاص _ثم أتانى صوت من ثلة الهامسين يقول له (قول ليه أنت مازول الشريف )،فضحكت ملء شدقى وقلت الحمدالله الذى أيدنى بنصر من عنده _وعرفت أن رسائلى اليك سوف تحقق مراميها بعد ان تتكشف حقائق هؤلاء أمامك وهم يسعون لاغلاق منافذ التوحد _وهذا بالضبط مارميت اليه من الرسائل لسيادتكم_ فأنا لا أمارس رياءا" أو تطبيلا"لأحد ولاأخشى الا الله المعبود بالحق - فدق الطبول وحرق البخور لايأتى الا من نفس لاتخشى الموت وتعيش فى غفلة منه _وينسون من ورائهم يوما" قمطريرا.فهذا الدعى سوف أخصص له صفحة عما قاله عنك وعن الخمسة الذين أداروا مؤتمر المرجعيات .
أماعن الفصائل ومؤتمراتها ، فلقد عقد الراحل المقيم الوطنى الشريف زين العابدين مؤتمرا" عاما" لسبعة أيام بمدينة سوبا أمه الألاف من المنتمين للحزب وتكونت بموجبه اللجنة المركزية والمكتب السياسى انتخابا حرا" ونزيها" فى هواء طلق .
وكذلك عقد الزعيم الصغير الراحل المقيم /محمد الازهرى مؤتمره الاستثناءى لوحدة الحركة الاتحادية وأمه المئات من المنتمين وأنتخب مكتبه السياسى انتخابا " حرا" ونزيها" فى دار الزعيم الشهيد الازهرى .
وكذلك فعلت الهيئة العامة التى عقدت مؤتمرها بقاعة الصداقة وأمه المئات من المنتمين لها _وتميز المؤتمر بوجود مميز للشباب والمرأة _ اللذين أخذا نصيبا" مرموقا" فى قيادة الهيئة .وكذلك للحزب الموحد _ المناضل حسن دندش بمن تم انتخابهم فى مؤتمر سوبا وكذلك بالطرق الصوفية .أما الحزب الوطنى الاتحادى قد استطاع ان يكمل اجراءاته باخطار مسجل التنظيمات السياسية انذاك برئاسة المرحوم له /حسن مصطفى .و مجموعة الشيخ المناضل أزرق طيبة ضمت الشباب واطلقت الرؤى والحلول.
ليت هذا الدعى قبل ان يقول لى (زول الشريف ) وهذه حالة تمنى سبق فيها السيف العزل ، ليته لوقرأ الرسالة الاربعين_عمر النبوة_ والشريف المتفرد فى حبه لوطنه يخاطب وطنه (
هانتذا تبلغ الاربعين (سن النبوءة.وكذلك بنوك الذين أشعلوا صرخة ميلادهم يوم اهلالك ، وبلغ الرشد معلمك ، وأكتمل العقل والادراك ، ومضاء العزم وأوج العزيمة واستبانه الوحى والالهام .تغلبت على المحن والاحن وحليت أشطر الدهر وبلوت حلوه ومره ،وتقلبت على جمر الغضى _وأفترشت خرط القتاد وفجرت الاصدقاء قربا" ،فأزددت وفاءا" وحبا" _وعرفت الاعداء لدا _فاكتسبت منعة وقوة" وتسامحا" وعفوا" .أنتزف حبلك السرى متزامنا" مع تكامل مولدك ولازال ، فما وهنت قواك ،ولاانتكس قصدك ،ولاتوزع فكرك ولاتزعزعت أرادتك.مرت على أديمك أشواك اليسار ، فما أدمنت صلابتك ولاجرحت اهابك وتقشعت كسحابة صيفك الحار _فلم تنفل لك ظهرا" ولم تحمل عليك وزرا"،وشيعت هى فناءا" حيث خلدت انت ديمومة وبقاء.تعصف الان على مدارج رياحك الهوج اعاصير اليمين تخلفا" وارهابا" _ وعنتا" ووباءا" ،فلم تهتز جذور دوحات العقيدة فى ربوعك ولاضمرت غصونها ولاتساقطت أوراقها ولاذبلت أزهارها ولاسقطت ثمارها وماشربت يحاميم النفاق ولابدلت دينها السمح القويم ، نكتفى بهذاولنا لقاءات مع الزعيم الشريف زين العابدين باذن الله ،فهو متفرد وعبقرى وأديب وذو بصيرة متقدة ونافذة استطاع بخياله االخصب ومتابعته الدقيقة للاحداث أن يحضر كل احداث السودان المستقبلية فى حضرة اللحظة الانيه وكانت تحدث كما رأها وحللها_أمامبادرته وهى مبادرة شخصية لم يورط فيها الحزب فاذا نجحت كانت للحزب وان فشلت تكون عليه وحده _فهذا هو التسامى الذى يورث الخلود .
وجاءت مبادرته فى زمن المحنة الكبرى حينها كان نظام الانقاذ يسلك مبدأ الشرعية الثورية تمكينا وتأمينا" واحلالا" _ وفىذاك الوقت أصيب الكثيرون بتخشب سقوف حلوقهم من السكوت المذل جاء الشريف بمبادرته التى يوضح عنوانها مراميها وأهدافها مبادرة الحوار الوطنى الشعبى الشامل _هى حوار من الشعب لتحرير ارادته وكسر قيده من ذل ومهانه السكوت _كما ان الشريف العفيف لم يذهب لاهل الانقاذ فهم الذين ذهبوا اليه _وهم الذين طالبوا بالحوار تأمينا"لاستقرار البلاد وتحقيقا لامنها القومى ،وشملت المبادرة على سبعة بنود كانت تمثل تطلعات ورغبات السودانى فى الحرية والديمقراطية واستقلال القضاء ووحدة السودان شعبا" وجغرافية والعدالة الاجتماعية وفصل السلطات _والحكم الرشيد.ولان الحوار هو الوسيلة الحضارية والانسانية الوحيدة لتسوية النزاعات بين الاخوة .وبعد اكثر من نصف عقد من الزمان اخذت القوى السياسية المعارضة تلهث للحوارا مع الانقاذ _ (وماظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )وسوف أكون على وفاء تام لهذا الشريف العفيف فلقد تعلمت منه الكثير - علما أننى أستقلت من حزبه المسجل وعلى الملا وعلى صفحات الصحف_ بسبب المؤسسة الحزبية ووحدة الحركة الاتحادية. وفرية(زول الشريف )هى عين الفرية التى يطلقها اليسار واليمين على الحزب الاتحادى الديمقراطى بانه حزب طائفى لوجود سيادتكم فى رئاسته على ان الطائفة السياسية هى تحمل ذات المعتقد والبرنامج القائم على مبادىء الطائفة.
ان الحزب الاتحادى الديمقراطى استنهض على ركائزثلاث ،مولانا الحسيب السيد على ويمثله الان السيد محمد عثمان الميرغنى والطريقة الصوفية الميرغنية _والطريقة الاسماعيلية الذى كان يمثلها الزعيم الازهرى _والطريقة المحمدية الذى كان يمثلها الشريف حسين ثم الشريف زين العابدين ،ويمثلها الان الشريف صديق الهندى _ويضاف لهذه الركائز الاساسية نخبة المثقفين والعمال والمرأة والشباب وكل قوى الوسط السودانى
وجدير بالذكر ان الحزب الاتحادى الديمقراطى لم تمارس فيه برامج الطرق الصوفية ، بل جميعهم كانوا ينتمون للحزب الديمقراطى الليبرالى دون ان تدمغه اى صبغة صوفيه _لهذا السبب استطاع ان يخلق كيمياء للانصهار الجمعى لشعب السودان.
السيد الزعيم :
ان جماهير الحزب الاتحادى الديمقراطى لتحمد لهذه الفصائل الاتحادية تواجد الحزب فى الساحة السياسية السودانية فى غياب الحزب الرئيس الذى فشل مكتبه السياسى فى ان يعقد اجتماعا"واحدا لمؤسسة حزبية أو ان يصدر قرارا" استراتيجيا" من انتخابه قبل اربعة سنوات وحتى الان فى القضايا المصيرية التى تواجه الوطن ، والذى أشرف على مشارف الهلاك والضياع –وهناك امر حيوى وهام –ان هناك اجيال متلاحقة لم تعايش القيادة الابوية الراشدة للحزب ولم تدرى بالبناء الفلسفى والفكرى والمنهجى الذى قام عليه الحزب وهم شباب يرغبون فى الوسطية الفكرية والجماهيريةالتى يمثلها الحزب . لهذا تأتى ضرورة وحدة الحزب لتعود للوسط السودانى حيويته وقوته ومنعته _وحتى يتمكن الحزب من ان يلعب دوره الرائد والطليعى فى قيادة العمل السياسى بالبلاد.
ان عودة الحزب بكل فصائله لهو الامل الوحيد ال> يمكنه من ان يلعب دورا" مفصليا" فى الانتخابات القادمة.
فهل فعلتها سيدى الزعيم .
اللهم قد بلغت فأشهد. L