د. الشفـيـع خـضـــر والوهم القاتل
25 June, 2009
كـنـــدا تـورنـتـو
كم ذلك اللقاء كان رائعا مع د/ الشفيع خضر عضو اللجنة المركزيه للحزب الشيوعى السودانى ، والذى يمثل بحق جيل مخاض ما بعد (الدافورى السياسى) الذى كان سائدا فى الساحة السياسيه ومن أبرز أدواته و (أدوائه) المكايدات السياسيه وأنا أو الطوفان ، مرحلة مريره دفع ثمنها السودان غاليا وما زال ، إهدارا لموارد بشريه ،إقتصاديه ،إجتماعيه ،وسياسيه . هذا اللقاء الذى بثته الفضائية السودانيه على مدار حلقات ثلاث ،نتاج جهد ونضال الشعب السودانى لبدء مشوار التداول السلمى للسلطه ، وسماع الرأى الآخر بنفس هادى يتنادى فيه الجميع دون تشنج ، كل يعرض بضاعته السياسيه وبرنامجه ورؤاه ، لأجيال تاهت بين مجنزرات شموليه قابضه و ديمقراطيه رخوه ، لاتدرى لمن تولى وجهتها !؟
دورى الدافورى السياسى ، كان نتيجة إنعكاس سياسات محاولات الإستحواذ الأنجلومصرى للساحة السودانيه ، وظهرت بوادرها بجلاء فى إتجاهات الإستقلال أو الإتحاد مع مصر ،وأدت إنعكاسات الصراع العالمى وظهور إسقاطات الحرب العالميه الثانيه وحدة الصراع الذى أفرز ما سمى معسكرى االشرق والغرب وعلى قمتهما الإتحاد السوفيتى (شرق) وأمريكا (غرب) وإنعكس ذلك فى الدافورى السودانى اليسار بقيادة الحزب الشيوعى فى آخر تسمياته ،وفى الأثناء تخلق الأسلام السياسى ،وكما أهدتنا مصر الجبهة المعاديه للأستعمار الحزب الشيوعى لاحقا ، أهدتنا أيضا الأخوان المسلمين متبدلا فى أسمائه حتى وصل إلى المؤتمرين الشعبى والوطنى!
ومن خلفهما الأشقاء الذى شقى بالإنقسامات من الوطنى الإتحادى منقسما للشعب الديمقراطى والوطنى الإتحادى مندمجا للإتحادى الديمقراطى منشطرا لما فيه يوم الناس هذا، وأهدتنا الإمبراطوريه التى غربة عنها الشمس(لدرجة أن صار رئيس وزرائها مديرا عاما لتسويق كذبة التاريخ الكبرى فى العراق) أهدتنا مناصرتها لحزب الأمه وتأييده لحق الإستقلال بعيدا عن مصر .
ثم بدأ العك السياسى فى الملعب الداخلى ، وأدخل الجيش السودانى فى دورى الدافورى السودانى ، ولسخرية القدر وعبثية المقادير ، تم إدماجه فى اللعبة السياسيه (وبكامل طوعى )كما يقال فى التوكيلات الشرعيه ، من قبل المنوط بهم إدارة اللعبة السياسيه ،بدأ من نوفمبر برغبة المرحوم سكرتير حزب الأمه عبدالله بك خليل لإفشال الهجمه الديمقراطيه من خصمه فى البرلمان ، ومنذ الحين ذلك!( آثر الهوى) السياسى ، أن يحتسب (الأوفسايد) السياسى فى منطقة حزب الأمه ، حيث كل المارشات عزفت فى حراسة مرمى حزب الأمه ، بدأ (بالفريق) عبود مرورا (باللواء) نميرى (وربما) إنتهاءا (بالعميد) عمر البشير ، ودائما الجنوب هو الشماعه، ولذا (ربما) من أجل خاطر الوحده الجاذبه يتفق عسكريين (من الجنوب والشمال) كإفراز لنيفاشا المتعثره ، لعزف مارشال جديد فيه إقتسام (للخيار) !!!؟؟؟ وفى خضم الصراع الدافورى بين الجنينه والقبه ، إستحوذت مباريات( الروابط ) السياسيه ممثله فى التيارين ما كان يسمى (اليسار واليمين) الشيوعيين والأخوان ، وكا جذبت موضة الشارلستون والخنفسه شباب الزمن إياه جذبت الشيوعيه والإسلاموى رصيد مقدر من (حيشان) الجنينه والقبه؟
وكما كان الهيبز حركة تمرد شبابيه فى الغرب كنتاج للخواء الروحى فى المجتمع ، كان إنجذاب الشباب السودانى نحو الحزب الشيوعى والأخوان المسلمين حركة تمرد سياسى للخواء الفكرى لناس (سيدى) وعدم وجود برنامج واضح يلبى أشواق الأجيال الصاعده ( لأنو ناس سيدى) تناسوا كل زمن بغنايو!!! وما زالوا. ولأن دماء الشباب فواره فكان اللعب خشنا وكثرت الفاولات ، بدأت بمسرحية معهد المعلمين المشؤومه وإنتهت بمجازر يوليو الرعناء ، وعندما بردت فورة الشباب صار (كباتن) الفريقين يتزاورون فى حميميه ، وهنا نأتى للخط الوهم الذى ذكره الدكتور الشفيع خضر ، الخط الفاصل ما كان يسمى اليسار واليمين !!؟ وكان حصاد أرواح زهقت وبيوت بعثرت وشباب غض تاه فى دهاليز المعمعه ، جراء هذا الخط الوهم الذى ما عاد له وجود ، وجيل د/الشفيع هو الذى سيرد ما ضاع فى جيل الشهيد الشفيع
وإجابة السؤال الحقيقى ، ما هو الذى ضاع أو أضاعه جيل (هيبز) السياسه السودانيه ، مع تقديرنا للظروف الذاتيه لحظتها وليس إقتناعا بها ، الجميع يحتاج لمذاكره جاده فى دفتر أحوال السياسه السودانيه بنفس التشريح السياسى لدكتور السياسه القادم الشفيع خضر حفظه الله من كعبلات الدافورى وشكرا له لأنه أجرى العمليه الجراحيه للسياسه السودانيه بأكبر قدر من المهنيه .
والسؤال مازال قائما ، ما الذى أضاعه جيل البطولات ، ويحاول إيجاده جيل التضحيات؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذا هو المفتاح الضائع أو كلمة السر لإخراج السودان من مرحلة الدافورى للدرجه الأولى ، ومن سخريات القدر أن أكبر حزبين كرويين انقسما من خلية واحده، أهدت الشعب السودانى رئة ينفس بها غيظه من دافورى السياسه ولا أدرى لو لا هلال مريخ كيف كان سيكون حال هذا الشعب المعلم. وأعظم برهان على التنفيس أن شعار فوق فوق سودانا فوق لم يأتى من دهاليز السياسه إنما من الأخضر (السندس) ولا شنو يا مولانا شيخ الصافى؟