د.عبدالله علي ابراهيم “دا كلام شنو؟!”
4 July, 2009
في الحوار الذي اجراه الزميل الصحفي عزمي عبد الرازق مع الدكتور عبد الله على ابراهيم بصحيفة (الحرة) كانت اسهل الاجابات على الرجل تلك التي تتعلق بتاريخه السياسي , لان المثقف الكبير كان قد رتب تبريرات مواقفه التاريخية قبل سنوات بعيدة تحسبا لاي هجمات مضادة على اراضيه من خصوم لايزال يعمل على تطوير حال العداء معهم كل يوم..
وهو الذي يجند جيوشه لمعارك طويلة وليست كثيرة ..فما بين عبد الله على ابراهيم ومنصور خالد قصة –غير ممتعة- لايريد عبد الله على مايبدو لها نهاية..
مثلها مثل تلك الحالة من الخصومة الراسخة بين العرب واليهود..
ولكن العبارة التي دعتني للتعليق على حديث الدكتور عبد الله هذه المرة هي وصفه لعلاقته بالحزب الشيوعي انها كانت عبارة عن حالة تعاقد شخصي مع عبدالخالق ..
اعطانا الرجل احساسا بانه مثل اللاعبين المحترفين في اندية كرة القدم لاثمنا نفسيا عندهم في خلع (فانيلة) النادي وارتداء شعار نادي اخر مثل حالة اللاعب (كلاتشي) من الهلال الى المريخ ..
ثم ان الدكتور الكبير لايترك بحديثه هذا فاصلا للتمييز بين حالته الخاصة تلك وبين الحالة الانتهازية لمن يتنقلون بين الموائد السياسية دون ان يغسلوا ايديهم..!!
المثقف الكبير ومرشح الرئاسة القادم يتبنى الافكار بلغة السوق .. قبل ان يرتد بالكامل ثقافيا ويتحدث عن رهاناته الجهوية ..
وهذه ازمة اخرى كبيرة لم اكن اتوقع ان يقع فيها مثل الدكتور عبد الله على ابراهيم والذي يجب ان يرتعش قلمي اويرتجف لتاريخه وعلمه ومعرفته قبل المحاولة في تقديم ملاحظات حول مواقفه..
ازمة تضخم الذات والرهان على النجومية الشخصية في زمان النجوم اللامعة ..
ازمة الاعتقاد في فكرة المخلص بتشديد اللام ثم التوهم بالانتخاب الغيبي له شخصيا كي يؤدي هذا الدور..
واسخف ما في ازمة مجتمعنا مع مثقفيه هو ذلك الحال الذي كان قد لخصه الشاعر حميد (كل التقول موساك تلقاهو رب الفرعنة).
وما ان يشعر المثقفون عندنا بحالة الوصول او التجاوز المعرفي الا وتجدهم قد انزلقوا في هوة الغرور وحساب حجم الضوء المسلط عليهم بكالكوليتر النرجسية الخرب..ثم البحث عن توثيق امجاد ذاتية بعجينة احلام الناس التي تيبست من فرط التشكيل والتجفيف والمصادرة..الانتماء لفكرة اومشروع ثقافي اوتنظيم سياسي هل يمكن ان يكون تعاقدا شخصيا ..؟؟
وحتى لايفرط الدكتور في تجهيلي لمقصد حديثه اقول له: لقد فهمت كلامك جيدا ولكن من الخطأ ان ترفع شعارا اوتنتمي لحزب ولو ليوم واحد دون ان تتأكد من اقتناعك التام بهذا الموقف ..وكم من المثقفين الذين يحتفظون باعجاب كبير بالنظرية الماركسية اوالحزب الشيوعي نفسه ولكنك تجدهم غير مقيدين في سجلات العضوية لعدم اكتمال قناعاتهم باتخاذ هذا الموقف..
jamal abbass