عندما حكم الهامش المركز … بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين

 


 

 

  waladasia@hotmail.com 

 

كـنـدا       تـورنـتـو

 

     فى تلك الليلة الإحتفاليه التى أقيمة بدار حزب الوفد بالقاهره قلت كلمتى الصادمه لجو الإحتفال وبحضور مندوب الحركه القادم لتوه من نيفاشا وبجواره د/ الشفيع خضر عن التجمع والأستاذ فاروق أبوعيسى ، أن الميزه الوحيده للإتفاقيه هى وقف نزيف الدم ، غير ذلك فإن الشعب السودانى مواجه بعبء إضافى حيث سيواجه ديكتاتوريتين بدلا عن واحده وكانت وقتها حكومة الإنقاذ ،والتى سميت بعد الإتفاق بحكومة الوحده الوطنيه ،و قلت أنهما لا يمثلان الشمال أو الجنوب ، بل فرضا نفسيهما عبر فوهة البندقيه. لقد إستحضرت لحظتها موقف الحركه بعد الإنتفاضه ومواصلتها للقتال بصوره أشرس من أيام نميرى نسبة لهشاشة النظام الديمقراطى يومها حيث تساقطت المدن والطائرات الحربيه والمدنيه ، وكانت الجريمه التاريخيه الأولى بعد الإنتفاضه عندما (بصق ) و(إحتقر)كلا من د/جون قرنق والسيد/ الصادق المهدى على كل نضالات الشعب السودانى المتوجه بالإنتفاضه، حيث رفض الأول التفاوض مع الثانى بإعتباره رئيسا منتخبا من عموم أهل الإنتفاضه ورضخ له الثانى بحسابات هى بكل المقييس خطأ تاريخى لأنه قنن وأعطى شرعيه كانت الحركه تبحث عنها حتى لو أبعدنا سوء النيه لبحث السيد الصادق عن مكسب حزبى ضيق  ونيته الصادقه للسلام أينما وجد . وكسبت الحركه الجوله الأولى ورفعت الحرج عن التعامل معها كحركه متمرده من قبل المجتمع الدولى ، بل الأدهى إن حكومة السيد الصادق حرمت على الآخرين ما قامت به ، عندما إعتقل وزير داخليته آن ذاك السيد الفاضل المهدى من فاوضوا الحركه من قوى غير حكوميه؟ ومن السخريه إنتقادهم لمن أتى بقوة السلآح حاكما (ديكتاتوريا) بالإنفراد بالإتفاقات الثنائية وعملوا على ممارستها هم الذين أتوا بقوة الإراده الشعبيه(الديمقراطيه) ، فخابا معا . ولكن الحقيقة المره التى لم ينتبه لها أحد أو عمدوا على إخفائها هى أن القراءة الصحيحه للخارطة الجغرافيه المحيطه بالسودان ونظم الحكم فيها ما كانت لتسمح بنجاح التجربة الديمقراطيه فى السودان لإنها كانت ستكون إنموذجا للآخرين من شعوب المنطقه مما يهدد كراسى حكمهم بزلزال الحركات الجماهيريه فى بلدانهم ، وهذه كانت من الأسباب الرئيسيه لإنتكاسة حركة 19يوليو ،عندما فعلها القذافى علنا بدعم إقليمى وغربى. كما أن الفواتير الباهظه الواجب سدادها لفترة وجود المعارضه بالخارج كانت وراء ضغوط وإملاءات مطالب د/قرنق ورضوخ السيد الصادق ، وهذه من اسوأ ممارسات العمل المعارض بالخارج لأنو (مافى حاجه ببلاش) ولذا كان وسيظل نلسون منديلا قامة سامقه وأستاذ بدرجة بروف فى جامعة النضال الوطنى والإلتحام الجماهيرى. حقيقة كم كانت ستكسب الحركه الشعبيه وقتها فيما لو رضخة لمطلوبات الإنتفاضه حيث لا محاله كانت ستكسب كل دوائر الجنوب دون منازع وعدة دوائر فى النيل الأزرق وجنوب كردفان بل حتى فى العواصم الأخرى لهشاشة وتفكك الأحزاب الشماليه لحظتها حيث شهدنا وجود أكثر من مرشح لحزب واحد فى دائره واحده وأشهرها كانت دائرة الأستاذ محمد ابراهيم نقد مما كان يعنى فقدان البوصله القياديه والإنضباط الحزبى، وأيضا إذا ما وضعت الحركة الشعبيه لحظتها السلاح جنبا(لما كانت الإنقاذ أصلا) و لحفظت كل ما أهدر من أرواح وزرع وضرع ومال وتشرد ويتم ...الخ ، وكانت آخرتها (الذى ما زال سعدالدين ابراهيم يبحث عنها).  إتفاقية نيفاشا والتى (ربما) بدأت تخرج من غرفة الإنعاش ، خاصة بعد (الحقنه) التى غرستها المعارضه تحت مسمى عدم شرعية الحكومه بعد التاسع من الشهر المهرول فى العام الجارى!،جهزها الأستاذ المحامى على حسنين بمذكرته المنشوره وغرسها فى الوريد....

 

(الحقنه) قائد ليلة المتاريس (الوهميه) حيث كان هدف الأستاذ فاروق أبو عيسى يومذاك أن يقول للشعب السودانى (أصحا يا بريش) وكانت ليله تاريخيه ،وربما (تاور الضرس) أستاذنا فاروق أبو عيسى والذى يعرف تماما مدى إحترامى وتقديرى له شخصيا حيث سعدت بالتعرف عليه عن قرب وزيارته فى منزله بالقاهره والسؤال دوما عن صحته ، التى أتمنى له دوام الصحة والعافية ، وعفوا أستاذى و (عمى) فاروق إذا إختلفت معكم فى ما تناولتوه وذلك من عدة أسباب أولها أن البلد ليست فى حاجه لمزيد من الإضطراب

 

ثانيا القول بعدم شرعية الحكومه(الآن) وإن كان المقصود به المؤتمر الوطنى  هذا يعنى الأعتراف بالعشرين (20) عمر (عريس جديد) أكرر(يعنى) الأعتراف بشرعية ألعشرين عاما  الماضيه ؟ أو التستر عليها وهذا فى مهنتكم له معناه لا يليق مقامكم وواجب الإحترام أن أقولها ، هذا خلاف ما أصاب الحركة الشعبيه من (حمه سياسيه) عارضه ؟!

 

   من المؤسف أنه سواء المعارضه أو شريكى الحكم لم يلتفتوا لأساسيات المشكله السودانيه ولم يفعل أيا منهم إغتنام فرصة سلام نيفاشا لمصلحة ضحايا الإنهاك والدمار الحربى رغم أنهم جمعيا إلتزموا لجماهير الشعب السودانى بالتقيد بها والعمل على تنفيذها فمن جانب المعارضه لم يقدموا منذ وقت مبكر أية مبادارات أو أوراق عمل وطنيه لمساعدة الشريكين فى تنفيذ بنود الإتفاقيه من منطلق الواجب الوطنى المحض سواء فى مجالات التعليم الصحة رتق النسيج الإجتماعى الإهتمام بضحايا الحرب ومشاكل الأسر المشرده والرعاية الإجتماعيه أو فى المجال السياسى فى المساعده لإجتياذ المطبات السياسيه وإمتصاص آثار ما قبل الإتفاق وحتى فى القنبله الزمنيه القادمه المسماه أبيى لم تنتبه المعارضه لتحاشى أمر تصعيدها للتحكيم الدولى وكأن الشعب السودانى عقم من الحكماء ، ورحم الله الأزهرى والمحجوب الذين وحدا الأمة العربيه فى أقسى لحظات ضعفها وكانت الأولى ونأمل أن لا تكون الأخيره. نعم فشلت المعارضه من أداء دورها الوطنى المحض فى تجنيب السودان من كل هذا الأستفذاذ للسياده والكرامه الوطنيه المتمثله فى التدخل فى الشأن السودانى لمن (يسوا) ومن لا يسوى ؟؟ انهمكت المعارضه فى هم واحد (طريق الإتجاه واحد) هو وأد النظام الحاكم لأقرب (ود أحد) والخوف أننا جميعا نجهز (ود الأحد ) للسودان فى (ذات نفسه)كل هم المعارضه هو إغتنام أى رائحة (شكله) بين الشريكين و(المديده حرقتنى) جاهزه، والأدهى أن الشريكين لم يلتفتوا لإتفاقهم بنيه خالصه لإنها لأحدهم ولا فى الأحلام وللآخر فرضت عليهم.  وفى كل الأحوال السودان وشعبه ضائع بين (الرجلين) .

 المعارضه حتى من باب الأرث السودانى فى المجال الإجتماعى والإنسانى وتحت مظلتهما لم تحاول التغلغل وسط جماهيرها لإعادة بناء قواعدها ، وإشعارهم بالحميميه معها  ، بل حتى لم تستفد من اتفاقية نيفاشا للعمل الجاد لبناء قواعدها بالجنوب ونشر ثقافة السلام لتمهيد الطريق لجعل الوحده جاذبه، ولتصحيح الخطأ التاريخى بعدم وجود فروع للأحزاب فى الجنوب، وكأنما العمل الحزبى فى السودان قنن التباعد السياسى الوجدانى بين الشمال والجنوب  وركن لممارسات ما كان يدور فى أروقة (الجمعيات) التأسيسه مع النواب من الأحزاب الجنوبيه ، وهذه واحده من وصمات التاريخ السياسى السودانى وجود أحزاب جنوبيه بحته وشماليه محضه؟! نحن لا نكتب التاريخ ولكن نسجل فى دفتر الأحوال اليومى لما يدور فى زماننا هذا والتاريخ وحسابه لمن سيأتى ويقراْ الدفتر بعيدا عن أجوائه . أما الشريكين كان شغل (الحماوات) هو شغلهم الشاغل وكانت قرائتهم الصحيحه لما غاب عن الشعب الممكون حيث الزام العمل على جعل الوحده جاذبه صحيحها هو ضمير الغائب عن الدايشين والضمير الغائب هو كلمة (غير) لتقرأ الوحده (سريا)غير الجاذبه ، وإلا بالله عليكم دلونى كيف تسمح أيا من قيادة الشريكين  بالسماح للنشر والترويج لثقافة الإنفصال وعلى أعلى المستويات السياسيه والإعلاميه ، ولماذا لم يحاسب أو يعزل من يخالفوا (جعل الوحده جاذبه) قولا وعملا وتحريضا. كل الأطراف حكومه ومعارضه أجرموا وفرطوا فى الإستقلال الذى أتى من غير شق ولا طق . وبنظره لممارسة السيد/ نائب الرئيس وإنفراده بقيادة البلاد لإسبوع كامل  وتحركاته التى أثارت إعجاب الخصوم ،يتأكد لدينا كم أجرم من جعل النائب الأول يستعصم بعيدا فى الجنوب ، وكان من الممكن أن يمكث بالشمال ولو لأداء مهمه لها الأولويه وهى الأشراف والعمل الجاد لموضوع العوده الطوعيه والعمل على لم الشمل سواء للإخوة الجنوبيين بالداخل أو الخارج . حقيقة سيكتب التاريخ أنه فى زمن لاشرعية الحكومه حكم السودان قائد المهمشين بجداره يحسد عليها ، بل ربما تكون قد كسرت الحاجز النفسى فى أن يحكم السودان واحد من أبنائه من الهامش سواء جنوبه أو شرقه أو غربه أو حتى من عامة شعبه من مهمشى المركز!!!؟.؟؟ إذا أتاح له (سادة) الأحزاب الديمقراطيه الصعود لمنصب الرئاسه الحزبيه بصوره ديمقراطيه . ولكم العتبى جميعا ولكنه حب الوطن ، نختلف ونتفق حوله دون تفريط في سيادته ووحدته وعزته لنسلمه كما إستلمناه من غير شق ولا طق كما أوصوانا الخلف رحم الله الأموات منهم والأحياء. وليبق سودان العزة والشموخ والحضارة الضاربة الجذور . 

 

آراء