بحر أبوقردة لـسودانايل: المجتمع الدولي لعب دورا في انقسامات الحركات الدارفوريه

 


 

 

القطريون وبقية الوسطاء اقتنعوا بعدم جدوى التفاوض مع تنظيم واحد

لابد من مشاركة كل القوى  لحل المشكله

د. الباقر العفيف في كتابه (وجوه خلف الحرب) أزمة الهويه السودانيه  شخّص الآلام وأدعو الجميع لقراءة هذا الكتاب

شهدت العاصمة الاثيوبيه أديس أبا با خلال الاسبوع الماضي جلسات ماراثونيه لاربع من الحركات الدارفوريه المسلحه, تأتي أهمية هذا اللقاء أنه  قد قطع شوطا كبيرا في اتجاه اعلان وحدة هذه التنظيمات وهي حركة تحرير السودان مجموعة عبدالواحد محمد نور وحركة تحرير السودان الموحدة وحركة تحرير السودان بقيادة أحمد عبدالشافي بالاضافة الى  الجبهة المتحدة للمقاومة بقيادة الاستاذ بحر ادريس أبوقردة .

لأهمية اللقاء كان لابد لسودانايل  متابعة الحدث , وقد التقينا بالاستاذ أبوقردة الذي تكرم بالرد على جميع الاسئله التي طرحت عليه برحابة صدر رغم أنه كان يستعد للسفر الى القاهرة قبيل  لحظات من اقلاع طائرته , على أمل ان يتواصل الحوار مرة أخرى..

 

أجرى الحوار عبدالوهاب همت

 

ماذا تم في لقاءكم الذي استمر لعدة أيام وتحت رعاية المبعوث الامريكي؟

 

عقدنا عدة اجتماعات مكثفه لمدة أربعة أيام شاركت فيها 3 من  مجموعات حركة تحرير السودان اضافة الى تنظيمنا الجبهة المتحدة للمقاومة وخلاصة ماخرجنا به هو أن  قادة حركة تحرير السودان أعلنوا توحدهم على أمل أن يقوموا باكمال ماتبقى من خطوات في مقبل الايام القادمات, وماتبقى سيتم اكماله في الميدان خلال 60 يوما من الان حسب الاتفاق, كذلك اتفقنا على برنامج سياسي ورؤيه لتوحيد الفصائل التي حضرت ووضعنا خارطة طريق أهم مافيها أن الجبهة المتحدة للمقاومة ستقوم بعمل اتصالات مع التنظيمات التي لم تتمكن من الحضور الى اثيوبيا في سبيل أن يكون المؤتمر المزمع عقده خلال ال 60 يوما مؤتمرا شاملا وتشارك فيه جميع الحركات المسلحه, كما اننا سنجلس للاتفاق على اليه للتفاوض. وقد تم تكوين لجنه مشتركة من الفصائل لتقوم بالترتيبات اللازمه وتنفيذ خارطة الطريق خاصة الجزء المتعلق بما سيتم خلال ال 60 يوما, كذلك ستقوم هذه اللجنه في الاتصال بمنظمات المجتمع المدني, لاننا نود أخذ اراءهم قبل   الاجراءات الاخير بالوحدة وبدء التفاوض.

 

من سيرعى هذا المشروع وماهي أهمية ذلك بالنسبة لكم؟

 

يرعى هذا المشروع الامريكان وهذه الرعايه ستعطي دفعات قويه وقد كانت هناك محاولات سابقه للوحدة لكن الجديد هذه المره هو أن تمت الدعوة للحركات المؤثرة والمبعوث الامريكي استطاع عقد اجتماع مع الدول الاقليميه المؤثرة في هذة القضيه خاصة مصر وليبيا وبالتالي الفرصة الان افضل من ذي قبل وفي الاخير يتوقف الامر على جدية الاطراف.

 

هل ستتم الوحدة حول مشروع أم حول أفكار؟

 

أولا نحن اتفقنا على برنامج سياسي يوحدنا وعلى خارطة للطريق وعلى رؤيه لتوحيد كل الحركات الدارفوريه والوحدة ستتم على اساس افكار وبرامج سياسيه نتفق حولها جميعنا.

 

ذكرت انكم ستتصلون بمنظمات المجتمع المدني هل تعني الدارفوريه ام كل المنظمات السودانيه الاخرى؟

 

الاتصال سيتم بكل المنظمات السودانيه ولانختصر الامر على المنظمات الدارفوريه ولكننا سنركز عليها لانها تلم بتفاصيل وطبيعة الاشكالات الجاريه ولان العمل وطني لابد لنا من سماع وجهات نظر مختلفه.

 

ومتى ستتصلون بالقوى السياسيه السودانيه؟

 

 اتصالاتنا بالقوى السياسيه السودانيه مستمرة وهي مضمنه في برامجنا ومن صميم عمل اللجنه المشتركة التي كوناها حاليا هل لديكم اتصالات بالاحزاب السياسيه؟   عندما زرنا القاهرة قام وفدنا في الجبهة المتحدة للمقاومة في الاتصال بكل من السادة الصادق المهدي وفاروق ابوعيسى واتفقنا على برامج اساسيه  لمعالجة قضية دارفور وانقاذ البلاد من حكم الانقاذ.

 

هل ستتصلون بحركة العدل والمساواة حاليا وهل يمكن الاتفاق على بعض النقاط للعمل المشترك؟

 

نحن لانعزل احد لكن هناك من يعزلون انفسهم

 

ماذا تقصد العدل والمساواة؟....

نعم العدل والمساواة ينكرون وجود الاخرين ومشاركاتهم , وانهم دائما يفضلون التفاوض منفردين وينكرون الحقائق الدائرة في ارض الواقع رغم انهم يعلمون علم اليقين باشياء كثيرة لكنهم ينكرونها ومالم يغيروا من مواقفهم المتعاليه تجاه الاخرين سيظلون في عزلة دائمة.

 

ولكن قادة العدل والمساواة يقولون انهم التنظيم الوحيد الموجود في ارض المعارك ما مدى صحة الامر؟

 

انا اتحدث اليك وتجربتي تجربه ميدانيه وقد شاركت في كل العمل السياسي الخارجي وبالتالي اعرف الواقع , نعم هناك حركات موجودة وجودا شكليا ووجودها العسكري ضعيف جدا والجبهة المتحدة للمقاومة من اقوى التنظيمات عسكريا وسياسيا في الوقت الراهن ولدينا مكاتب منتخبه في كل دول اوروبا وامريكا ومصر وتشاد اضافة لقيادتها السياسيهالمعروفه والعدل والمساواة ارتبط ظرف وجودها حاليا ببعض الظروف الاقليميه وهذه ستنتهي في فترة قريبه وهذا يعني نهايتهم.

 

ماذا عن الاتفاقيات او التفاهمات التي تمت في الدوحه وقد كانت لديكم اتصالات مع القطريين هل ستتواصل أم انها انقطعت؟

 

كما ذكرت سابقا الدوحه كمقر لامانع من ذلك لاننا نبحث عن حلول لهذه المشكله , لكن  نعتبر ماتم خلال الفترة الماضيه سواء  من قبل الوسطاء او من قبل القطريين لم يكن موفقا وكما ذكرنا انها ستفشل وحدث ماتوقعناه لصواب رؤيتنا للواقع السياسي لان التفاوض مع حركة واحدة وغير موجودة على مسرح العمليات انما خدمتها الظروف الاقليميه وقد ذكرنا ان مصيرها الفشل, ولابد من مفوضات يشارك فيها الجميع , يسبق ذلك وضع  مشروع يوحد كل الحركات ومن ثم يمكن التفاوض وفي اي مكان لان هدفنا هو حل مشكلة دارفور بصرف النظر عن الدولة التي ستنعقد فيها المفاوضات.

 

بعد ثبوت صحة وجهة نظركم هل تحدثتم الى القطريين؟

 

نعم تحدثنا الى السيد عبدالله ال محمود في طرابلس وهناك اتصالات من وقت لاخر مع السيد ال محمود وبقية الوسطاء وقد تراجعوا الان والقطريين يتحدثون الان عن مفاوضات شامله وانهم لايودون التفاوض مع جهة واحدة وهذا مؤشر واضح للتغيير الذي حدث في كل المواقف.

 

ماهو مصير المبادرة المصريه والى اين وصلت؟

 

المبادرة المصريه لازالت مستمرة واعتقد انها ستكون فاعله خاصة وانها متسقه مع المبادرة الامريكيه والدليل على ذلك الاجتماع الذي انعقد في القاهرة قبل 4 أيام تحت رعاية المبعوث الامريكي غرايشون اضافة للقاءات تمت هنا وقد كان فيها حضور مصري وليبي على مستوى عال, وهذه الدوله ستعطي  دفعة قويه للتفاوض لقوة تأثيرها اقليميا.

 

ماذا عن الاستاذ عبدالواحد محمد نور الا يود  الدخول في أي تفاوض أم لديه قوات اكبر من الاخرين أم ماذا في أمرة هل معلوماتكم؟

 

 حقيقة لااعرف مبررا لمواقف الاخ عبدالواحد وهو شخص مناضل ونحن  نتمنى ان يكون اكثر واقعية ويتعامل مع اخوته المناضلين خاصة وان لدينا علاقات طيبه معهم حتى على مستوى الميدان في فترت سابقه ونحن نتعشم ان تكون هناك اتصالات مكثفه مع الاخرين لنستطيع تشكيل رؤيه واليه موحدة لانقاذ البلاد خاصة وان سوداننا في مفترق طرق.

 

ماذا عن مشاركتهم في هذه الاجتماعات؟

 

كما تعلم فقد حضر وفد منهم وشارك في هذه الاجتماعات.

 

الحركة الدارفوريه كلها تنشطر عدة انشطارات الى ماذا تعزون ذلك؟

 

تجربتنا في الجبهة المتحدة للمقاومة وفي الوقت الذي تحدث فيه انشطارات فان الجبهة استطاعت ان تتوحد وقد بدأنا كخمسه تنظيمات وغادرتنا حركان ولكن بعد ذلك انضمت الينا مجموعات سياسيه وعسكريه اخرى وهذه تجربه فريدة اذا ما قارناها بتنظيمات اخرى

 

مقاطعة لم تجب على السؤال بشكل كامل؟

 

 الانشطارات أسبابهاان هناك اخطاء في التاسيس والعمل الذي بدأ في دارفور عام 2002 لم يتم طرح برنامج وطني بشكل جيد و ولم يتم التبشير به على المستويين السياسي والعسكري ولم تتم محاربة النعرات القبيليه اضافة الى ازمة القيادة الحقيقية خاصة مايتعلق بالهامش وقد كانت دارفور محط انظار كل السودانيين , في الجنوب مثلا استطاع الراحل دكتور جون قرنق لما يتمتع به من كاريزما ان يجمع الناس من حوله بالنسبة لنا بعض القيادات وظفت العامل القبلي بشكل سيء وبالتالي ارتفعت اسهم وانخفضت اخرى, وهناك من ينظر لمصالحه الشخصيه فقط وارتبط بالحكومة اضافة الى التنافس في القيادة بدون مؤهلات  حقيقية.

 

هل لعب المجتمع الدولي دورا في هذه الانشقاقات؟

 

نعم لعب المجتمع الدولي دورا كبيرا في الانشقاقات خاصة في اتفاقية ابوجا حيث مورست ضغوط فظيعه على الاخ مني اركو مناوي ليوقع على الاتفاقيه والاتحاد الافريقي كان يسعى لشق الحركات حتى يتمكن من ضمها لقافلة ابوجا, وهذه كان دورها سلبيا جدا . والدول الاقليميه بعضها انطلق من اجندة خاصة , هذه من العوامل التي ساعدت في الانشقاقات وعدم سرعة عمليات الوحدة. لكن الشيء الايجابي ان هناك نقاشا واضحا الان قد بدأ  وقفز الى الاذهان سؤال لماذا الانشقاقات؟ ولماذا لانتوحد؟

 

كل  الذين ذكرتهم الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي  ودول الجوار ما الذي جد لهم ؟ حيث انهم لازالوا كما كانوا فالذي سيسمح بالانطلاق من اراضيه او الذي سيقدم السلاح او يقدم المال او يقدم الخبراء سيفعل ذلك  بشروطه ماذا تقول؟

 

 هذا سؤال صعب وحديث صحيح فمصالح هذه الدول لم تتغير حتى الان ولكن العامل الاساسي كما ذكرت يتمثل في ازمة القيادة والصراع حول القيادة وعدم المرونه . نحن من جانبنا نتفاكر كثيرا مع الاقربين وننظر الى المصلحه الوطنيه فوق كل مصالحنا الشخصيه او الحزبيه واذا وفقنا في ذلك فاننا لن نحتاج الى احد  وحدتنا هل سبيلنا في القضاء على النظام وهو عدو الجميع.

 

يلاحظ غياب القبائل العربيه في قيادات الحركات المسلحه في دارفور الايتنافى ذلك مع ماذكرت؟

 

 في الجبهة المتحدة للمقاومة لدينا الاخ  اسماعيل احمد رحمة وهو من القبائل العربيه مقيم في باريس وهو امين الدائرة القانونيه وهناك اخرين في الحركات الاخرى, وارجو ان اشير الى ان الحكومة استخدمت هذه المصطلحات بطرق مباشرة وغير مباشرة ولكن نحن كسودانيين ليس هناك مايميز بيننا . وانا ادعو كل شخص لقراءة كتاب الدكتور الباقر العفيف ( أزمة الهوية) وجوه خلف الحرب , هذا كتاب  شخص الشخصيه السودانيه بشكل دقيق . يجب ان نميز انفسنا كسودانيين خلال الفترة المقبله وسودانيتنا هي أكثر ما يميزنا وما نتباهى به بين الشعوب والامم ونحن نقاتل من أجل الشعب السوداني كله ولانقاتل في سبيل مصلحه شخصيه  بل نناضل من اجل رفاه شعب السودان ومن أجل وطن حر يسعى الجميع وأن القضايا الكبرى لاينظر لها بمنظار القبيله الضيق.

عبدالوهاب همت

   wahimmat@yahoo.com.

 

 

آراء