ثقافة المعايدة .. من يضبط الصياغة؟
24 September, 2009
لن يكون مقبولا ان تصاغ تهنئة العيد هكذا (كل عام وانتم على حالكم هذا )..وليس هذا جحودا لنعمة الصحة والعافية ومظاهر الامان وسترة الحال ..كما ان رفض هذه الصياغة العيدية ليس بسبب إغلاقها لفرص التطور من (الحسن) الى (الجيد)..
ولكنها وبالضبط تكون تهنئة محبطة بكسر الباء ..لانها تعني (كل عام وانتم تطالعون اخبار الاوبئة الداهمة والصراعات السياسية )
وتعني (كل عام واخف ازمات بلادنا هي الطين والمرض والاوساخ والباعوض )
وتعني (كل عام والمحليات فاشلة في مواجهة قضايا كل المواسم ..قضايا الصيف وقضايا الخريف وامراضهما )
كل عام والناموس بخير والذباب من العائدين والملاريا هي اشهر معمر في بلادنا ..
كل عام والفقر يتفنن في رسم خارطة الحزن والبؤس صباح يوم العيد..
كل عام وحدوتة دارفور مثل لعبة (الزوما) على الكومبيوتر لايعرف اغلب مستخدميها نهاية لها اوهدفا محددا من اللعب ..
فالحكومة تقول ان جولة المفاوضات القادمة في الدوحة هي الحاسمة والجامعة والمانعة ..
وقبل ان نكمل قراءة الخبرتجدد حركة العدل والمساواة رفضها العودة للطاولة مالم يتم تحقيق شرطها الفلاني او العلاني..
ثم تتجدد اتهامات الشريكين وتراشقاتهما المتبادلة بعد احداث جونقلي .. ثم خطبة جديدة للصادق المهدي في العيد حول شروط خوض الانتخابات ..
كل عام ياسادتي مثل العام الذي يسبقه ان لم يكن اسوأ وكل عام مثل العام الذي يليه رغم ملايين التهانئ ان لم يكن اسوأ ..
المناظر هي ذاتها
والصور نفس المشاهد
الشوارع والبيوت
والاماكن والمقاعد
..لدرجة ان يكتب الاستاذ عثمان ميرغني عن احباطات الوزير المعني في مجلس الوزراء بسبب عدم حضور موظفي الخدمة المدنية للعمل في اليوم الاول بعد العيد ..يكتبها عثمان استباقا ليطالعها القارئ صباح اليوم الاول نفسه ..لانه متاكد مليون بالمائة ان الموظفين لن يخذلوا مقاله و يعودوا ليباشروا اعمالهم بعد نهاية العطلة مباشرة ..الا اذا حدثت معجزة وقد انتهى زمان المعجزات ..
فهل ياترى ستكون دعوات وتهانئ العيد مثل خرافات افلام هوليود وبوليود ؟؟
على كل حال ..سنختار من الدعوات والمعايدات اوسطها ونقول لكم (كل عام وانتم بخير..وصحة جيدة)..
اما عن الوطن فلن ننافق ونقول (كل عام ..) ولكننا نقول (نتمنى لبلادنا ان ياتي العيد القادم عليها وهي خارج طوق الازمات الطاحنة التي تدهس سيرتها كل صباح)..
jamal abbass [jamalgo2@hotmail.com]