بداية إشكاليات الديمقراطية في السودان

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما نسمعه أو نشاهده ألان من تصريحات لبعض قادة الأحزاب  قبل موعد الديمقراطية المنشودة يشير إلي أنها حكمت علي الديمقراطية  الآتية بالفناء . لأننا بدأنا الآن بالعنف اللفظي و الاستخفاف بالآخر, وهذا ما لايجوز   لأن هذا النوع من الأسلوب يشكل تهديدا للديمقراطية من أساسها ، إذ من غير المنطقي أو الوطني أن نبث دعايات أو إجابات قائمة علي الكره والفرقة بل و التحريض علي الانفصال أحيانا . هؤلاء وغيرهم هم أعداء الديمقراطية ، وقد يؤدي كلامهم إلي نوع من الاضطراب في أو قبل ممارسة الحياة الديمقراطية . أو يشير إلي أن تطبيقها عملية صعبة وحرجة جدا .  ولهذا لابد من تصحيح العلاقات بين الأحزاب أو علي الأقل جعلها أكثر أخلاقية . فما عاد أسلوب التراشق بالألسن يجدي ، لقد جربناه وهو الآن في مزبلة التاريخ. علينا أن نأحذ العبر من الماضي لإيجاد حاضر سياسي مستقر مشفوعا بالأمل لأجيال قادمة . ويؤسفني    أن أشير إلي أن ماضينا السياسي كان عندما تصعد نخبه باسم حزب ، باسم فئة ، باسم عائلة ، باسم دين ، أو باسم طائفة أول ما تقوم به هو أنها تسعي إلي  إقصاء الآخر ، الأمر الذي أدي إلي إضعاف النسيج السياسي الديمقراطي . وحتى لا يتكرر المشهد علينا نبذ الكراهية والتخلي عن حروب الكلمة من أجل الوطن والمواطن فهذه بدايات النضج الديمقراطي .وعلي الأحزاب إن تعمل في أداء دورها وتسليط الضوء علي قضايانا السياسية و الفكرية والاجتماعية و الاقتصادية المعاصرة من اجل التفاعل المنتج مع مقتضيات القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمله من تحديات خاصة ونحن في عالم متغير أصبح معظم مسلماته خاضعا للديمقراطية وحرية النقاش واحترام الآخر وبروح متفائلة تنعم باتساع العقيدة والتفكير الاجتهادي والاختلاف والمغايرة  .  إذن علينا أن نكف عن التصريحات التي تؤزم المشاعر مع ضرورة تصفية الحساب مع ركام اللامعقول من أجل إيجاد فكر سياسي ديمقراطي  يتحقق فيه التزامن السياسي ليس فقط بين ولايات السودان بل أيضا بيننا والعالم المتمدن بحيث نحقق حضورنا السياسي في أرقي صوره بعيدا عن المهاترات والتكرار و الرتابة .

كلمة أخيرة ، إن الإنسان السوداني كا ئتا حيا وعقلا منتجا ، ذا قلب وحيال وإرادة تراثيا وحضاريا و اجتماعيا يعرف جيدا أين مصلحته ويكفيه شرفا أن يكون من الأمة  التي أنجبت نبي التوحيد ورسول كرامة الإنسان

 

        

أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان  ............  أمدرمان  

 salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء