جيش الأمة . . . قال!

 


 

 

من المفكرة :

 

أحزن كثيرا لحالة حزب الأمة الذى يكايد حزب المؤتمر الوطنى ( الحاكم!) بصورة استفزازية واضحة لكل من له قلب والقى السمع وهو شهيد . ويستعمل حزب المؤتمر مجموعة محتاجة متفلتة تطلق على نفسها جيش الأمة ، تستعملها وسيلة لهذه المكايدة . فكلما ساءت علاقات حزب الأمة بحكومة الانقاذ ، اخرجت له حكومة الانقاذ من بيت الدبيب مسلسل جيش الامة ومطالبه وتهديداته الواهية . آخر تجليات المجموعة المحتاجة التى تنسب نفسها الى جيش الأمة كانت تهديدها بعمل عسكرى داخل دار الحزب( هكذا قوة عين وعدم مبالاة بقول كلام يمكن ان يعرض قائله للمساءلة القانونية ) . واضاف متحدث باسم المجموعة (المحتاجة)  استعداد مجموعته للتنسيق مع  تيارات داخل الحزب( ياشيخ !) مما قرأنا فى صحف الاسبوع الماضى التى اعتادت ان تملأ صفحاتها الفارغة  بهذا الهذر الفارغ لأنها تعانى هى الاخرى من فراغ عدم الموضوع.  اقول سلامة الجيوش عامة. وسلامة جيوش الأمة و الانصار خاصة. تلك الجيوش التى دكت حصون الامبراطورية الخديوية وامبراطورية الانجليز  التى كانت تزعم ان الشمس لا تغيب عنها. و حزّت رأس  غردون باشا ،اسطورة بريطانيا العظمى فى الصين. ورأس هكس باشا الذى كانت  الافاعى تخاف من وقع اقدامه اذ يسير فوق اديم الثرى- تلك هى جيوش الأمة التى لا تمت بصلة لمجموعة (محتاجين) منقطعين فى الغبراء   يسمون انفسهم  مجازا (جيش!) الأمة. المليشيا التى تسمى مجازا جيشا  قد حلت و تفرقت   ايدى سبأ عندما جمع حزب الأمة اغراضه فى عجالة مدهشة ويمم شطر السودان تاركا وراءه ادواته و عرباته المسلحة  . و يذكر الانصار بخجل شديد ان بعض منسوبى  الجيش المجازى هذا حاولوا اختطاف عربات بعض الاهالى السودانيين الغلابى الذين هم لا فى عير السياسة و لا فى نفيرها . ويذكرون بألم ممض أن بعض  هذه العناصر المحتاجة الفالتة كادت أن تغتال الدكتور عمر نور الدائم رمز الانصار الباقى. و لا يذكر الانصار الحقيقيون  للجيش المجازى المزعوم  انجازات عسكرية غير هذه الانجازات العدم .  ان حزب الأمة الذى يدعى الجيش المزعوم انه ينتمى اليه كان قد نأى بنفسه عن تلك الممارسات البائسة وادانتها جماهيره . لقد كان تكوين تلك المليشيا ضعيفا وكانت سيئة الاعداد والتجهيز وجاء تكوينها كنوع من المجاراة لما كان يجرى فى اريتريا من الاستفادة من الدعم الخارجى للمعارضة الوهمية التى كان بعض الجهات تحاول ان  تنفخ فيها الروح دون فائدة.   كان تكوين مليشيات بذلك البؤس عملا سياسيا فاشلا من اعمال قيادة حزب الأمة. وكان لابد أن يأتى المولود هزيلا لا يناسب  حجم ووزن حزب الأمة الحقيقيى.وكان طبيعيا ان تبدر منهم اعمال بئيسة  فى حجم جرم محاولة اغتيال دكتور عمر نور الدائم . الآن اصبحت  بعض هذه الشرازم المتبقية و المتبطلة كرتا غير رابح  فى يد الانقاذ تخرجه  وتخفيه  فى الوقت المناسب لقيادة حزب الأمة– حين يستجد خلاف مع قيادة حزب الأمة نسمع بنبيح هذه المجموعة المتبطلة التى  تتكسب من هذا الخلاف . وعندما يتراضى  قادة حزب الامة  مع الانقاذ  تختفى هذه المجموعة كما تختفى الجرزان فى الجحور ، لأن الجماعة المنقذة تلزمهم بالصمت . ان اى انسان متابع لهذه المجموعة البائسة لا يملك الا ان يسخر عندما تطالع بياناتها هذه  وهى تهدد بعمل عسكرى (داخل دار الحزب) . او  تدعى القدرة على الاشتراك فى  الانتخابات القادمة و التنسيق مع الآخرين.  انه زمن الانصار الردئ  الذى  يكايدهم فيه  خصم لا يرعوى عن أى ممارسات ، لأنهم دجنوا بليل و فقدوا الحمية والغيرة السياسية التى تولد الغضب الجابر للكرامة . اننى لا ادافع عن قيادة حزب الامة  بحديثى هذا .لأن قيادة حزب الأمة مسئولة بالكامل عن هذا الذى يجرى للحزب العملاق . لأنها لم تعد قادرة على انتاج و ممارسة الغضب .  ولأنها صارت (تسردب) وتاخد على قفاها سياط الاهانة والتحقير على مهل . وتمد خدها الايمن لمن صفعها فى خدها الايسر . ثم تمضى  فتتراضى  ولله المجد فى الاعالى وبالناس المسرة التى  لا يراها الانصار. هل شاهدتهم خطاب القيادة (الودود) فى مؤتمر الحزب (الحاكم) والعودة الميمونة للحديث عن التراضى. ام هل نسيتم الشتائم والتخوين من قبل المجموعة المنقذة لأن القيادة الودودة حضرت مؤتمر جوبا المغضوب عليه انقاذيا . لقد نجحت الانقاذ فى تنفيذ مخططها الجهنمى الهادف الى تفكيك بنية الاحزاب الجماهيرية طوبة  طوبة. وفاجأت قادة هذه الاحزاب بما لم يكونوا يحتسبون من المكر والدهاء . حتى انك تكاد تلفاهم جميعا وهم يتصايحون الى بعضهم بعضا :  إنج سعد ، فقد هلك سعيد .

اللهم اننا لا نسألك رد قضائك فى احزابنا التى الفناها وعشنا فى كنفها وهى محلولة بالسنين ، وهى حاكمة لبعض شهور . ولكننا نسألك العوض فيها وانت صاحب العوض ومانحه. واقسم لنا بديلا من عندك ينسينا اللهوجات التى عشناها بالطول والعرض.

اللهم آمين.

Ali Hamad [alihamad45@hotmail.com]

 

آراء