نحن والغربة والأبناء

 


 

د. أمير حمد
18 October, 2009

 

Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]

في هذا الصباح الخريفي، وأشجار المنتزه العام تحضر، تنضو وتلبس ألوان الطيف، هاجتني الذكرى ولوعة الغربة، فما من شيء يظل ثابتا!!

حتى الأشجار وماء البحيرة قبالتي يتجدد، يتبدد وينشأ من جديد لكأنه يوحي بتجدد الحياة نفسها، إلا أن هناك فردوس مفقود، لا يفتأ ينخل في غور الروح نقشا كنقش حبيبين على جذع شجرة تلبد. ونحن نمضي في طريقنا_ ذاك المطاف المجهول، _نظل نلتفت إلى الوراء حيث أبناؤنا يلوحون على الشط الآخر.  ماذا تركنا لهم؟ اللغة الأم! ثقافة الأجداد! رباط الدين!

ماذا منحناهم من شخصنا لليقولوا لا ....لسنا إرهابيون، ضعاف التحصيل والثقافة، لسنا من تحسبونه يا أمة الغرب ـ أهلا لأعمال القمامة، متقوقعا في عقر دار في قلب الغرب والغربة ـ خوف أن يذوب في حضارة أخرى، كما يذوب الثلج تحت وهج الشمس. ونحن نجتاز إلى شط آخر يتراءى لنا أبناؤنا كنبت غريب لا ينبت في بيئة الثلج... فننقله في حيرة منا إلى رحا الشمس فيذبل ويحترق، أمنحناهم شيئا جديرا بالتذكر والخلود؟ وهذه المسؤولية!!! من سيحملها عنهم؟ هم؟ ولم تقو كاهلهم على حملها! أم نحن وقد افترقت بنا الطريق أيما مفترق! آه آه من طول الطريق ؤوعناء السفر. أحقا نحن أحفاد أساطين ثقافة جثت على أقدامهم سطوة الغرب، في ذات عهد ما؟ أحقا؟ في هذا الصباح الخريفي هممت أن أمد يدي لأزيح ندف السحب عن ؤحه السماء.متي ستشرق الشمس !  متي!

في هذا الصباح الخريفي المضبب، كأني أسمع صغارنا يترنمون بصوت واحد:

من أنا يا أبي

من أنا؟

وسط أقنعة كثيرة

من أنا؟

شوهتني انتكاسات مريرة

المنى  في قلبي يستبق المنى

أن أحط

كسرب طير

آب من أقصى مدار لمدار

ثابت الأقدام

 والأنغام

أنغامه بندول شط

كيف كانت روعة الرحلة

وطعنات الألم؟

ويح قلبي من رحيل في العدم

¬----------- ------------

علموني

قول لا

فقد صمتم

 أن أحمل الرايات عنكم

قد عجزتم

فاعنوا بها

شم القمم

أي ريح

تعتري هذا الشتات

ويح قلبي من ندم

-----   -------

 ها اغني

رغم حزني

 ها اغني

غير مرتبك الكلام

غير منشرخ النغم

أتسمعوني ؟

أنا......أنا

أبن نفسي

والسلام

 

 

ياجذورا ذابلة

لاتقاوم

لاتجيب

بغيرايماء,

لبيك ....لبيك ياعرش العمائم

ياجذورا ذابلة

ليت في المهد

 ردتك اكف القابله..

 

 

 

 

آراء