إقالة الأحبة
25 October, 2009
الإخوة الذين توهطوا في السلطة و طاب لهم المقام فيها و طال ايضا ، تجدهم سعداء عندما يمدحون بعضهم البعض او عندما يذمون. هم ايضا سعداء عندما يختلفون أو يتفقون لقناعتهم بان " لا خوف عليهم " من فقر او قلة المناصب او " نقص في الأموال ". عندما يذهبون للتقاعد تنتظرهم اموال طائلة تسمح لهم بقضاء شيخوخة هنئه و برغد عيش يكفي " لي جنا الجنا " ، اما عندما يختلفون لسبب سياسي او بسبب خلاف في الاراء و وجهات النظر حول اتفاقيات او علاقات مع هذا الطرف او ذاك و" يحردون" المنصب السياسي ، الي حين، يجدون منازل ذات طوابق في انتظارهم ليعتكفوا فيها بهدوء و طمأنينة دون ان يزعجهم و أسرهم متطفل او شامت غشيم. كذلك الحال عندما يرتكبون الأخطاء و يذهبون في استراحة ‘ فهم ينشغلون بإدارة أعمالهم و شركاتهم الخاصة لحين إعداد منصب رفيع يشيدون فيه أبراج شاهقات عجز عنها الأولون.
في حالة إقالتهم من مناصبهم ، لخلافات تخصهم وحدهم و يفهمونها دون غيرهم ‘ ستكون الحالة خير و بركة لدرجة ان لسان حالك يقول لك " اقالة حبيبك" و " أريت حالو حالي " . في هذه المواقف تُطيب خواطرهم و تكال لهم المدائح و تنهال عليهم " التكريمات " و المكافآت و الهدايا ، هي هدايا غير قابلة للف في الاوراق فوزنها ثقيل و علي شاكلة " البرادو " الذي يكلف عشرات الألوف من الدولارات ، ألوف تكفي لتشييد بناء بكمية من الشقق تكفي لسكن عدد معتبر من الأساتذة الجامعيين الذين يسكنون فيها بما تيسر من خدمات و يرسلون بعدها الي الشارع بعد وصولهم لسن المعاش مع عشرين ، ثلاثين الف جنيه. حتي هذه العشرين او الثلاثين تتعثر في السداد لفترات طويلة نسبة لان الخزينة العامة ، المرهقة بالمكافآت و المنح و التبرعات ، لا تستطيع الوفاء بتلك البنود ، أسوة بالبديل النقدي و فروقات المرتبات و العلاوات و غيرها.
السؤال هو اين كل ذلك من الإحالة للصالح العام و من لجان المظالم و معاشات المتقاعدين " الاخرين " من خدم بالخدمة المدنية و العسكرية ( حتي كل متنه ) ، الذين يتكدسون في الشوارع و يقطعون الطرق و يحتلون الكباري بحثا عن معاشهم المتواضع جدا ، الذي لا يكفي لسد تربيزة من ترابيز ولائم التكريم؟ اين كل ذلك من الذين قدموا و سيقدموا لنفس المؤسسات التي ينتمي لها المكرمين ، بعد ان تحين ساعة مغادرتهم بعد عطاء السنين و إهدار العمر؟ و ما هو اثر كل ذلك علي العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص؟ و ما هو أثره علي العطاء و حوافز العمل و التفاني في خدمة الواجب؟ و هل من الصحيح ترسيخ مثل هذه التقاليد المستفزة للكثيرين ، ترسيخها في الممارسة العملية اليومية؟ ام من الأفضل اختصارها ، ان لم يكن من الممكن إلغائها فورا ، في نطاق ضيق و في حدود المستور من الأشياء؟ ذلك بالطبع ليس تبريرا لها او الأخذ بسياسة الأمر الواقع و إنما من اجل تخفيف الأضرار الاجتماعية الناتجة عنها و إماطة أذاها عن عامة الناس غير المعنيين بها
Dr.Hassan.
hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]