مربع سحري
25 October, 2009
تساءل الشاعر الصادق الرضي عبر عموده (أكثر من ضوء) علي صفحة السوداني الثقافي بصحيفة السوداني : هل بإمكان الأدب السوداني أن يتطور بمعزل عن تأسيس صناعة كتاب ثفافي وصناعة نشر حقيقية؟ الإجابة مؤكداً لا تفيد هنا لأن السؤال أقوي . ولأن شق كبير من تطور الأدب بعد الإحاطة والإطمئنان علي عافية حريته لن يتطور دون حوار و بما أننا نكتب للآخر فهذا الآخر لن ندرك أثر ما نكتب عنده إلا بإطلاعه عليه ، إذن دائرة السؤال والإجابة محكمتان بنعم لن يتطور لا الأدب ولا الفكرة ولا الوعي ولا التناول ولا الخطاب دون صناعة نشر. الصدفة قد تقود الي قراءتنا لكتاب في مرحلة عمرية ما نتساءل بعدها ماذا سيصيب وعينا الثقافي أو نضجنا عند قراته في مرحلة أبكر أو إعادة قراءته في مرحلة متقدمة، فيختلف تشربنا الفكري لنفس الكتاب وتتغير نكهة تناولنا له بطريقة سحرية وهذا جزء من سحر الكتابة والموهبة .أكتب هذا المقال وفي خاطري كتابان أعيد قراءتهما الآن وأتساءل –رغم قراءتي المسبقة لنفس الكتابين- هل حقاً قرأت هذه السطور من قبل ؟ هل راودتني ذات الأفكار وانا أتابع هذا التدفق؟ فقط لدي ملحوظة علي الشق الثاني من سؤال الرضي وهو ليس فقط تأسيس صناعة كتاب وأضيف إليها تأسيس قراءة كتاب ، فهذا النوع من المشاريع يمثل دافع للمكوث والصبر علي القراءة وبالتالي دافع معتبر في تأسيس سوق للنشر أبعد من (مقدم خدمات طباعة) كما ذهب في مقاله في وصف دور النشر عندنا. فمشاريع علي شاكلة القراءة للجميع الذي أطلق في مصرقبل عدة سنوات، ومكتبة جريربالمملكة السعودية ونادي أوبرا للكتاب الذي يتبع لشبكة (إنجل) لـ(أوبرا وينفري) ، في مجموعها نماذج لتشجيع القراءة وبالتالي إكمال الضلع المفقود في مربع الكتابة والطباعة والنشر.