مالكم كيف تحكمون ؟؟

 


 

 

 

ظلت وسائل الأعلام السودانيه المقروءة والمرئيه تتناول خلال الأيام الماضيه برفض وأستهجان حديثا نقل عن نائب الرئيس الفريق أول (سلفاكير) فى أحدى لقاءاته داخل كنيسه فى الجنوب بأنه قد دعى مواطنيه وحثهم على أختيارالأنفصال لأنه لا يرضى بأن يكون مواطنا من الدرجة الثانيه فى دوله (واحده)، فما هو الغريب فى هذا الكلام اذا ردده بلسانه فعلا أو كتمه فى (سره)؟ مع ادراكنا التام بأن اتفاقية نفاشا نصت على ان يعمل الشريكان لكى تكون الوحده  جاذبه وخيارا اولا لمواطنى الجنوب؟

ومن يلام سيلفاكير أم المؤتمر الوطنى ؟

والى متى ندفن روؤسنا تحت الرمال؟

ولماذا اهتم الآن فقط (المؤتامر الوطنى) بقضية الوحده بعد ان ظل يعمل للأنفصال سرا وعلنا، ولسان الحال يغنى عن السؤال.

ومن ينكر بأن المسيحى فى ظل دوله دينيه (احاديه) المنهج سوف يصبح مواطنا من الدرجة  الثانيه؟

وكيف ينظر لمعتنق الديانه المسيحيه فى دوله تطبق التشريعات الآسلاميه ؟

الا يعد ذميا ؟ وهل الذمى مواطن كامل الحقوق والواجبات؟

الم يردد هذا الكلام فى اكثر من مرة أمين الحركه الشعبيه (باقان أموم)، وبدلا من التحاور معه كان يترك لصحيفة الأنتباهة تنهش فى لحمه وتشوه مواقفه وتصفه مرة بالعنصرى وتارة أخرى بالأنفصالى لأنه يريد ان يعيش فى وطنه متساويا مع باقى المواطنين؟

لقد ظللنا نكتب ونحذر منذ وقت طويل بأنه لا حل لمشاكل السودان ولا أمل فى الوحده الا اذا اتفق الناس جميعا وأعلنوا بكل وضوح بأن السودان  (دولة مدنيه) الحكم فيه  يقوم على اساس المواطنه المتساويه، تحترم فيه جميع الأديان وكريم المعتقدات مثلما كان ينص دستوره الذى حفظ الناس من التشتت والتشرزم بعد الأستقلال وأن لم يكفل لهم كافة الحقوق لمبررات قد تبدو منطقيه فى جانب وغير منطقيه فى جوانب أخرى.

وظللنا نطالب بان يعلو مفهوم وطن واحد وثقافات متعدده وأن تصبح الخرطوم مثل جوبا (عاصمه) قوميه بحق يحكمها دستور واحد لا يفرق بين مسلم أو مسيحى، على ان تحترم العادات والتقاليد والنظام بقانون يتفق عليه ويحفظ كرامة الناس  دون شطط أو تصرف ويصدر من البرلمان لا من خلال تشريعات دينيه.

وأن يمنع اذلال المواطنين وجلدهم بالسوط مهما كانت الأسباب والدوافع وغالبية الدول الاسلاميه الأكثر منا انتماء للعروبه تفعل هذا وقادتنا وشعبنا كله يذهب لزيارة تلك الدول من أجل العمل  أو من اجل السياحة أو التجاره ويعودون ولسانهم يلهج بالثناء والشكر والتقدير للنظام والأنضباط الذى تتمتع به تلك الدول ولتعاملها الحضارى مع البشر منذ أن تطأ قدماك ارض مطارها وحتى تغادرها.

ولم نسمع فى يوم من الأيام بأن مواطنا جلد أو أهين أو اذل.

بدلا من لوم (سلفاكير) وتسخير الأله الأعلاميه بهذه الصورة المتعمده ، وللدرجة التى تم بها  تضليل المعارضين لنظام الأنقاذ والداعين للوحدة على اسسس جديده، لوموا من يتشبث بالحكم ويتمسك به بدلا من التفكير الجاد فى حكومه (انقاذ) حقيقى قوميه تحل جميع المشاكل العالقه بدلا من تعقيدها وتضخيمها.

فالمؤتمر الوطنى كحزب عقائدى أو منبثق من حركة عقائديه له العذر، حيث لا يعقل ولا يستطيع ان يعلن السودان دوله لا دينيه تقوم على مبدأ المواطنه، لأنه أن فعل ذلك، قضى بنفسه على مشروعه الذى ظل يروج له منذ 20 سنه واصبح حزب بدون هويه أو برنامج، ولذلك يجب ان أن يوجد حل بدونه او بمشاركه تناسب حجمه الحقيقى  بعد أن تجاوزه الزمن واصبحت اطروحاته غير قادرة على حل مشاكل الوطن المعقده.

والمثل السودان بقول (أسمع كلام الببكيك وما تسمع كلام البضحكك).

آخر كلام:-

الشيخ فرح ودتكتوك زمان قال (الصدق كان ما نجاك الكضب ما بنجيك).

تاج السر حسين – القاهرة.

royalprince33@yahoo.com

 

 

 

 

آراء