أنا ونافع ..الرفيق والفريق !!
8 November, 2009
تراسيم
alzafir@hotmail.com
أتيحت لى أمس الاول فرصة الاستماع كفاحا للدكتور نافع على نافع ..الرجل الثاني فى الحزب الحاكم ..وذلك عبر مؤتمره الصحفي الجامع .. تحدث الدكتور نافع عن انتهاكات وتجاوزات حزب الحركة الشعبية بحق مواطنيها في الجنوب ..وذرف دمعا سخيا على غياب الحريات في جنوبنا الحبيب ..وقدم اثنين من أبناء الجنوب ومنسوبي حزبه كشهود إثبات .. تم نفيهما (رسميا ) من قبل الحركة الشعبية إلى الشمال الشقيق .
لم يكن الخبر عندي ان تحدث انتهاكات لحقوق الإنسان في الجنوب الذى يتلمس الطريق إلى المستقبل .. ويعد له (الألمان ) هذه الأيام دستورا يحكم دولة السودان الجديد وعاصمتها جوبا ..ببساطة لأن المواطن في الشمال حقوقه مهضومة وحرياته منتهكة ..هل تذكرون صحيفة الوان ..أين هى ؟.
كان الخبر المثير عندي ان يأتي الفريق نافع على نافع ..مدير جهاز الأمن فى اظلم العهود ..ليتحدث عن الحريات ويطالب الحركة الشعبية بوقف تعذيب الأبرياء والكف عن إيذاء البسطاء من مواطني السودان ..الحقيقة ان حديث نافع جعلني اشعر بالارتياح وقد عبرت عن ذلك عندما أتيحت لى فرصة الحديث ..إذا كان صقور الإنقاذ يتحدثون بهذا اللسان ويتحلون بهذه الروح ..فالوطن موعود بعهد مشرق .
ولكن ستبدو المشكلة أعمق ان كان الدكتور نافع يرى الأمور بعينين ..وينفذ إلى الوقائع بقلبين .. وتلك واحدة من مشكلات الإنقاذ .. تبكى لمأساة غزة بينما تنكر الآم دارفور ..تبتهج لعدالة قولدستون الدولية .. وتذم اوكامبو وتتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور .. اخشي ان يكون الفريق نافع مهتم لحقوق الإنسان في جوبا وغير أبه لها في الخرطوم .
المشكلة الثانية تتصل بالعقل الباطن لمتخذي القرار في حكومتنا الرشيدة ..والتي تمنح اليسار وممثله الحزب الشيوعي شرفا كبيرا ..عندما تنسب كل مصائبها إلى الحزب الشيوعي المسكين والذي لا يملك قوت يومه .. هذه العقلية والتي اسميها نظرية تعظيم اليسار ..تجعل الحكومة تتبنى افتراضات خاطئة ..ثم تبنى عليها خطط فاشلة ..وأخيرا تحصد نتائج وخيمة .
الحكومة وحزبها الحاكم تفترض ان كل مشكلاتها مع الحركة الشعبية .. ان الحركة الشعبية مسروقة ..سرقها الحزب الشيوعي وصارت تتبنى مواقفه ..هذا ما عبر عنه الدكتور نافع صراحة ..إذا كانت المشكلة كذلك فعلى الحكومة ان تتفاوض مع الأستاذ محمد إبراهيم نقد لا الجنرال سلفاكير ..وان تبحث عن وساطة راؤول كاسترو لا الجنرال الامريكى غريشون.
إنها الذهنية التي تجعلني أنا الفقير إلى الله رفيقا انتمى إلى ملة اليسار عند الفريق (معاش ) نافع على نافع ..وهى التي تقدم تحليلا منطقيا لماذا تتعثر الشراكة بين الوطني والشعبية .. الوطني يبحث عن علاج لمرض القلب عند بصير غير ماهر .
نقلا عن صحيفة التيار.
www.Altayarnews.sd