طُرفة سفر الرئيس البشير إلى تركيا
8 November, 2009
هل سيسافر الرئيس إلى أنقرة ؟؟ لا لن يسافر مخافة أن تقوم إسرائيل بخطف طائرته ، لن يسافر لأن الصحابة ردوا سيدنا أبو بكر الصديق عن المشاركة في الحرب ، نعم سوف يسافر الرئيس لأنه لا يخاف غير الله ، سوف يسافر لأن ما قام به أوكامبو هو كيد سفر ، ولا يفلح الساحر حيث أتى ، نعم سوف يسافر لأن تركيا غير موقعة على قانون محكمة روما ، أنها مثل بعض الولايات في أمريكا التي تحرم عقوبة الإعدام ، أنه مثل سفر الشاعر ابو علا ، سفر مربوط بالأذى وفقدان المحبوب ، لن تحمي المقدور وقاية ، هكذا يضعنا الرئيس البشير تحت طاولة الضغوط النفسية كلما سافر أو حدث نفسه بالسفر ، فهناك طقوس يمارسها محبيه عند عودته سالماً بعد كل سفرة ، أناشيد ودلوكة وأغاني البطان ، والفنان محجوب كبوش يسترخص الحياة العزيزة ، أنها كفنجان إنكسر عند ستو ، ومهما حاول علماء الغيب التخفيف من تداعيات مذكرة إعتقال الرئيس البشير إلا أن واقع الحال يقول غير ذلك ، الرئيس البشير يختار جدول سفراته بعناية شديدة – مثل حمية مريض السكر ، وأحياناً يلجأ للتمويه وتغيير مواعيد إقلاع الطائرة في اللحظات الأخيرة ، كما أنه يتلقى تطمينات من المضيفين بسلامته إذا وصل إلى أرضهم ، كل الدول التي زارها الرئيس البشير أصبحت تملك موقع قدم في السودان ، هذه إسمها رسوم الهبوط أو ما يعرف ب landing Fees ، نال المصريون الحظ الأكبر ، والآن جاء دور الأتراك ، كنا نقول دائماً في أمثالنا " التركي ولا المتورك " ونتوجس خيفةً من كل مسوؤل يحمل في شرايينه دماء تركية ، لا تثق فيهم حتى ولو أتوك بالهدايا ، ما نعرفه عن الأتراك هو الجبايا والضرائب ، ، خاف البعض من طائرات اليونان أن تقوم بإقتناص طائرة الرئيس البشير ، فاليونان هي عدو تاريخي للدولة التركية ، وتركيا لم توقع على ميثاق روما لأنها تملك المبررات لذلك ، مذابح الأرمن ، وطورنة الأكراد بالقوة ، هذه الحواجز هي التي منعت تركيا من تحقيق حلم الدولة الأوربية ، ونحن في السودان نطالبها بدماء الحسانية التي سالت على يد محمد بك الدفتردار ، ما يعرف بالخلافة العثمانية هو نموذج عنصري نحمد الله أنه ذهب بلا رجعة ، أسترق الأتراك المسلمون في الدول الأخرى ، كما فرضوا عليهم الجزية ، صحيح أن الرئيس عبد الله غول يكاد يكون منفتح أكثر من سلفه البروفيسور نجم الدين اربكان ، أربكان توعد العلمانيون بالصالح العام وإحلال في مكانهم شيوخ من الأزهر الشريف ، فهب الجيش التركي هبة رجل واحد ، وسبب أزمته مع الجيش كان إحتفال أقامه الإسلاميون الأتراك بحضور السفير الإيراني عن يوم القدس ، الرئيسي التركي يدافع عن الرئيس البشير بطريقة محامي سوداني لندني إسمه الأصم ، يقول هذا المحامي : مستحيل أن يقوم الرئيس البشير بهذه الجرائم لأنه يحفظ في قلبه سورتي البقرة وآل عمران ؟؟ هذا اقل بكثير مما كن يحفظه الحجاج بن يوسف الثقفي ، ذلك الرجل أستطال روؤس أعدائه وقال عنهم : من لم تسعه العافية وسعته التهلكة ، يقول الرئيس التركي : أنه يتشكك في إرتكاب البشير لتلك الجرائم لأنه رجل مسلم ؟؟
والرئيس البشير من الدامر أعلن تأييده لحركة حماس ، وحماس تريد مقاضاة إسرائيل عن طريق القضاء الأممي الذي يرفضه سعادة المشير ، وهو غير مكترث يعد نفسه لولاية خامسة ، كما قال عرفات يا جبل ما يهزك ريح ، الشامتين أثنوا على الله وشكروه ، لأن في معية وفد البشير المرافق إلى أنقرة بعض سماسرة مشروع الجزيرة ، هكذا عاد السودان إلى فترة الحكم التركي المصري برغبة حكامه ، لكن على الشامتين أن يعدوا نفسهم للمفاجأة الكبيرة إذا تسلل الرئيس البشير إلى الأراضي التركية من إيران في اللحظات الأخيرة ، تماماً كما فعل عند زيارته لقطر ، حيث مات الشمات بغيظهم وخاب مرادهم ، الرئيس البشير يستطيع أن يقسم خط سيره بين القطريين والإيرانيين فيتجاوز خطوط الخطر اليونانية ، وكلما زادت المخاطر المحتملة زاد التشويق والإثارة ، هذه أشبه بلعبة السلم والثعبان ، خطوة للوراء وخطوتين للأمام ،لكن هل كنا في حاجة إلى هذا العناء ؟؟ وبعد فوز الرئيس البشير بالرئاسة وهو فوز مؤكد مؤكد بلا شك هل يستمر حالنا على هذه الشاكلة ، خوف وترقب وإنتظار قبل السفر ، ثم فرحة ورقص وصلاة شكر عند العودة ، وقد رأيت في المنام أن الرئيس البشير حصل على 85% من مجموع الناخبين ، والوزراء المرتقبون هم مصطفى عثمان والغازي والمتعافي والزبير طه وعوض الجاز ، فزعت من نومي ، وقمت من الفراش وأنا مذكورة وصحت أين سبدرات ؟؟ ثم بصقت على يميني وقرأت المعوذتين عسى أن ياتيني الله بنوم يملأ جفوني عن شواردها .
سارة عيسي
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]