الرئيس البشير لم يسافر … لكن لبنى تمكنت من السفر

 


 

سارة عيسى
11 November, 2009

 

 

    هذا أشبه بطبق اليوم في المطاعم الشامية ، أدرك السودانيون أهمية السفر ودلالاته ، ولا زلت أترنم برائعة الفنان إسماعيل حسب الدائم : أديني رضاك قدامي سفر ، في هذا الشهر سافرت لبنى إلى صنعاء ، خرجت من السودان وهي متنكرة بزي متنقبة أفغانية ، ولا نعلم هل  هي سافرت بجوازها السوداني القديم أم أنها أستخرجت ذلك الجواز الإلكتروني الذي ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ، أكاد أجزم أن الاستاذة لبنى  في سفرها هذا لا تسأل الله البر والتقوى  بل هي تريد أن تحصد عنب الشهرة ، ولا أظن أن اليمن السعيد الذي بدد الحوثيون سعادته يهتم كثيراً لقضية لبنى حسين  وبنطالها ، السيدة لبنى لم تُجلد ولم تدخل السجن ، حتى الغرامة دفعها إتحاد الصحفيين ، إذاً ماذا خسرت لبنى في هذا العراك ؟؟ وبالنسبة للأخريات فقد تعرضن للجلد والسجن ، فقانون السودان كما وصفه الأخ ياسر عرمان مفصل على حسب ذوق الموضة ،وقد وزعت الأستاذة دعوات للكل من أجل حضور جلسات محاكمتها ،و كان من الممكن أن تحظى الاستاذة لبنى بتغطية إعلامية بالشكل الذي تريده إذا قررت التوجه إلى أنقرة  بدلاً من صنعاء، في ذلك الوقت وصلت طائرة المشير البشير إلى أنقرة وهي خاوية، كما قال عادل إمام : بعدما  فتحنا بطن السمكة ما لقيناش الخاتم ، هذا بعد سنتين من البحث والتدوير ، تركيا هي بلاد مهند ونور ،  وهي المحطة التي وضعت حداً لأسفار الرئيس البشير ، ولا فرق عندي  بين لبنى حسين والرئيس البشير ، كلاهما أمتطى حصان السفر لتحقيق ما يربو إليه من شهرة وصيت ، لكن التزامن الذي جرى حرم الأستاذة لبنى من الضجيج الذي حظيت به في الفضائيات ، فقضية البنطال أنتهت  بالتسوية والناس تريد أن ترى شيئاً جديداً ، كنت أريد أن أرى الأستاذة لبنى في دارفور وليس في صنعاء ، وكنت أتمنى ايضاً أن أرى الرئيس البشير يرقص بعصاه بين سكان حلايب ، كل ذلك لم يحدث ، ولا أعلم  ما هي المحطة الثانية للاستاذة لبنى ، لكن ما أعلمه هو أن الرئيس البشير قد وصل البلاد ، وهناك أقاويل بأنه سوف يعيد الكرة من جديد ، لا بد من صنعاء ولو طال السفر ، هذه مقولة نفذتها الأستاذة لبنى كما ينبغي ، أما الرئيس البشير فهو ينتظر السانحة ، وربما يعوض على محبيه بزيارة إلى اسمرة أو طرابلس ، وقد فاتني شيء في المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع المستشار عبد الله مسار ، بكل جلاء ووضوح قطع الرجل بقوله : أن الرئيس البشير لا يستحق حكم السودان إذا لم يسافر إلى أنقرة ، ولا أعلم هل سيخضع المستشار مسار للمساءلة أم أن حكومة الإنقاذ سوف تكتفي فقط بقطع حصة البنزين عن سيارته كما فعلت مع نواب الحركة الشعبية ، وحسب ما هو متداول بين الناس أن الرئيس البشير تلقى نصيحة من علي عثمان تطلب منه إلغاء الزيارة ، هكذا عدنا من جديد لنظرية المؤامرة والصراع الحاد بين أجنحة الحركة الإسلامية وفقاً لمعادلة الجهويات ، فالسيد/علي عثمان يتمتع بصلات قوية مع الحكومة الإسلامية في تركيا ، فهو يقضي معظم إجازاته الصيفية في هذا البلد ، ولذلك هو لا يريد إضافة لاعبين جدد على حساب العلاقة التي صنعها هناك ، ومن مصلحته قطع زيارة  الرئيس البشير لهذا البلد حتى ولو أضطر إلى  أستخدام بعبع أوكامبو لتخويف الرئيس البشير  ، ومن الناحية الأخرى تمكن الدكتور عوض أحمد الجاز أيضاً من خلق علاقات ممتازة مع كل من الصين وماليزيا ، وهو أيضاً كاره لمسألة أن يقوم البعض بالتغول على هذه العلاقة ، ونلاحظ أن قيادات الإنقاذ ربطت نفسها بعلاقات حصرية مع دول لها إستثمارات كبيرة في السودان ، هذا يجعلني أجزم بأن هناك جهة مستفيدة من عدم سفر الرئيس البشير إلى انقرة ، صحيح أن وسائل الإعلام الحكومية حاولت معالجة الحدث ، مثل القول أن الرئيس البشير أتخذ قراراً حكيماً بعدم سفره إلى أنقرة ، ولو سافر لقالوا أنه أتخذ قراراً شجاعاً ، أي أنه حكيم في حالة عدم السفر وشجاع إذا سافر ، هذا بالتأكيد لن يروق للحساد والشمات ، والآن عاد الرئيس البشير للسودان ، وحتى نثمن قيمة عودته والتضحية التي قام بها من أجلنا علينا أن نقيم أداء حزبه خلال هذه الفترة ، هل سيعد لنا إنتخابات مثلما كان يحدث في العشرين عاماً الماضية ، حيث كان الرئيس البشير يفوز بالإجماع السكوتي ، أم أنه سوف يستقبل التحول الديمقراطي بروح طيبة ؟؟هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.

سارة عيسي

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء