الخرطوم خيبة الرياضة وليلة العبور … بقلم: د. تيسير محي الدين عثمان
15 November, 2009
tayseer marawe [tmarawe@gmail.com]
كما توقع بعض المتابعين لرياضة كرة القدم في أفريقيا والعالم العربي أن تكون هناك مباراة فاصلة لمنتخبي مصر والجزائر للتأهل لمنافسات كاس العالم المقامة بجنوب أفريقيا 2010 م , حيث صدق ذلك التوقع وهاهي الخرطوم تكون مسرحاً لذلك اللقاء المرتقب يوم 18/11/2009 م القادم وستكون الخرطوم نقطة العبور للمنتخب الفائز وسيكون لقاء تاريخي بكل المقاييس لأنها المرة الأولي التي يلتقي فيها الفريقان بالسودان في ظل منافسة كبيرة ودولية كهذه.
هذه المنافسة التي خرجنا منها صفر اليدين وتذيلنا مجموعتنا بجدارة و تلقينا الهزائم المريرة وعلي أرضنا ولم يهتز لنا طرف ولم تسقط لنا دمعة والمنتخب الوطني عندنا وخروجه من منافسة وعروضه السيئة لا تعني شيئاً لا للمسئولين ولا لجماهير الرياضة , برغم التشنجات والتعصب والذي نراه في الأندية الرياضية وبالذات النديين الكبيرين الهلال والمريخ... فقط سنظل في محطة الأندية والإنجازات الوهمية لها والخروج من المنافسات الأفريقية القوية منها والضعيفة والتي قد ننظمها نحن أحياناً وكل ما يهمنا أن ننتصر علي بعضنا وتتشاحن و تتخاصم الجماهير في الناديين الكبيرين ونجتر ذكريات وتاريخ أحداث انتصارات سابقة وكلها لا تفيد ولا تصب في خانة المفيد للرياضة وإدارات الأندية لا تهتم إلا بالأمجاد الشخصية والإنجازات المتواضعة... ونحن لا ننظر من حولنا حتى في بعض الدول الفقيرة في المنطقة حيث الرياضة مزدهرة والمنشئات الرياضية والملاعب جميلة وجيدة بل في بعضها فارهة ومنتخباتها ترفع رأس مواطنيها وتحقق الانتصارات والإنجازات والتأهل للمنافسات.
الرياضة عندنا وبالذات كرة القدم لهو ولعب وجدال لا يقدم بل يؤخر وإدارات الرياضة متعلقة بالشخوص و تلك الأسماء التي تدير الرياضة أصبحت مزمنة دون تحقيق الإنجاز وطبعاً غير الإعجاز... مساكين نحن تفرحنا الانتصارات اللحظية والفوز في أبسط المنافسات والكئوس المحلية ومنافسات الليلة الواحدة ولا نصمد في منافسات النفس الطويل والإنجاز والإعجاز.. والخيبة في الفوز تلاحقنا وتداهمنا في عقر دارنا... إننا نفتقد للتخطيط الرياضي السليم وخاصة في مجال كرة القدم محور ومحط اهتمام معظم أهل السودان وهذا المنشط أصبح يتقدم ويتطور بالإمكانيات المادية وبالتخطيط السليم والعلمي وكذلك بتحقيق الديمقراطية في الممارسة الرياضية وتحمل المسئولية في النتائج والمحاسبة وخاصة لمن يدير شأن المنتخبات الوطنية ولأنها تمثل أسم الوطن والبلد.
أما بخصوص ليلة العبور لنهائيات كاس العالم بجنوب أفريقيا ولمباراة الجزائر ومصر نتمنى أن يكون المسئولين قد استعدوا جيداً لهذه المناسبة والتي يعتبر أمر تنظيم لقاء كهذا ليس سهلاً ويجب مراعاة التجهيز الجيد للملعب وللضيافة والاستقبال ولتقبل الحدث وتجنب أي احتكاكات خارجية للمنتخبان وخاصة ونحن علي علم بما حدث في مصر و الأزمة التي رافقت وسبقت ذلك اللقاء الكروي في القاهرة... كذلك يجب التحوط والتدبر لموضوع الكهرباء وتجنب القطع وكذلك تنظيم جلوس ودخول الجماهير والإعلام ... لأن هذا اللقاء سيشاهده كل العالم وسيحظي بالمتابعة الإعلامية الكبيرة والواسعة ونتمنى أن يحظي هذا اللقاء بمتابعة خاصة من جماهيرنا المحلية ومن المسئولين السياسيين والرسميين وأتوقع أن يكون رئيس الجمهورية حضوراً أو النائبين أو أحدهما .
أتمني أن يعود الفريقان لبلديهما وهما راضيان وطبعاً ذلك صعب لأن المهزوم سيعود حزيناً والمنتصر سيكون سعيداً ولكن الرياضة انتصار وهزيمة.. نقول بعدها للفائز مبروك وللخاسر حظاً سعيداً و وافراً في قادم المنافسات والبطولات والجولات.