بصمة فضل الله محمد بين الصحافة والقانون والشعر … بقلم: محمد الشيخ حسين
18 November, 2009
كل مزاياي الإيجابية اكتسبتها من ود مدني
Abusamira85@hotmail.com
بصمات رحلة سريعة تتوقف عند محطات صغيرة في أعماق صحافي له بصمة في حياتنا.
ضيف هذه الرحلة قامة صحفية لها بصمة واضحة في العمل الصحفي، هو الأستاذ فضل الله محمد صاحب الشخصية ذات الأبعاد الثلاثية بين القانون والصحافة والشعر، ومن هنا تنطلق الرحلة.
أهلا وسهلا أستاذنا فضل الله، ولعل سؤالنا الأول هو: من هو فضل الله محمد؟
فضل الله محمد هو واحد من غمار الناس يحاول أن يكون مفيدا لأسرته ولمهنته ولمجتمعه والحكم في ذلك متروك للناس طبعا.
(الخرطوم اليوم) اسم عمودك اليومي في جريدة الخرطوم، فما هو المنشود؟
الخرطوم اليوم عمود صحفي يعكس محاولة للجمع بين الافتتاحية اليومية للصحيفة والرأي من منظور شخصي للكاتب والذي فرض هذا الشكل من الافتتاحية هو أن صحيفة الخرطوم تضم أكثر من تيار وطني، فرأينا أن لا نلزم كل التيارات برأي موحد وأن نعبر عن آراء مختلفة في أعمدة مختلفة من بينها هذا العمود.
فضل الله محمد شخصية ثلاثية قانوني بالدراسة وصحافي بالممارسة وشاعر بالتجربة، هل ثمة فرق بين هذه الشخصيات؟
والله أظن أن هناك تكامل بين هذه الشخصيات فقدري أنني انتميت كتلميذ إلى القانون وكممارس للصحافة ولي أيضا محاولات شعرية وإن كانت قد قلت الآن.
أما الاستفادة من القانون فقد كانت في اكتساب عناصر التوازن والموضوعية والدقة، وهي من لوازم الدراسة والتطبيق القانوني، وهي أيضا من أدوات العمل الصحفي، خاصة في جانب أخلاقيات العمل الصحفي.
وتبرز استفادتي من الصحافة في الاحتكاك بقضايا الناس ومن الشعر البعدين الإبداعي والإنساني.
إذا لم تمكنك وظيفتك الصحفية من الكتابة، هل ستعود لنظم الشعر والأناشيد؟
في الحقيقة لم انقطع تماما عن كتابة الشعر، ولكن التركيز قل بعض الشيء. وأمل مع تغير الأجندة اليومية أن أعود إلى كتابة الشعر، حيث أجد راحة شديدة جدا في كتابة الشعر.
إلى أي مدى تسمح للمرأة باقتحام حياتك الشخصية؟
والله المرأة لا تنتظر حتى تسمح لها بالاقتحام، إذ هي اقتحمت بالفعل وتركت بصماتها في كل أشكال الحياة ومراحلها. فالنشأة الأولى تبدأ في كنف المرأة الأم ث تنتقل المهمة إلى الزوجة التي نقابلها يوميا، ثم المرأة في مكان العمل وكل مواقع النشاط الاجتماعي. المرأة الآن موجودة في كل مكان وقد اقتحمت بالفعل.
تبدو مقلا في الكتابة والمشاركة في المنتديات ومنابر إعلامية، على الرغم من أنك تحمل اسما ضخما، هل هذا تواضع أم عزوف عن الأضواء أم حاجات تانية؟
الموضوع أبسط من كل ثنايا السؤال، فأحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام. ومع ذلك استجيب وأشارك عندما تكون لي إضافة أقدمها في المجال المعين.
وإذا لم تكن لدي إضافة فلا داعي لإزعاج الناس.
ود مدني مدينة حالمة ماذا بقي منها في ذاكرة فضل الله محمد الذي استبعد ذات يوم أن يهجر مدني ويسكن بجوار المحبوب؟
ضاحكا والله بقي من ود مدني الكثير، فمدني هي مكان النشأة ومرتع الصبا وموئل الذكريات.
وألخص دائما علاقتي بمدني بأنني إذا كنت قد اكتسبت أي مزايا إيجابية، فالفضل فيها يرجع إلى بيئة ود مدني، فإذا كانت هناك سلبيات تكتنف مسلكي، فالسبب في ذلك ابتعادي عن ود مدني.
مادمت تحمل كل هذا الحنين لود مدني، هل لديك رغبة في العودة إليها والسكن فيها؟
والله أتمنى ذلك، وأنا في الحقيقة لا انقطع عن ود مدني كثيرا، بل أذهب إليها بين حين وأخر.
أما الإقامة الدائمة فهي مرتبطة بظروف العمل ونسأل الله أن نتمكن من إصدار صحيفة من ود مدني.
الحب والظروف الجريدة زاد الشجون وغيرها من أغنيات رسخت في الوجدان، عندما تستمع إليها هل يغلبك الحنين للصبا والانطلاق والعفوية، أم ماذا؟
أحيانا تعيد إلى بعض الذكريات المثيرة، وفي الحقيقة هناك ظاهرة غريبة تتمثل في أنني عندما أسمع بعض الأغنيات ينتابني إحساس بأن شاعرا آخر قد كتبها وهنا استمع إليها بحيادية شديدة.
أما فترة الصبا، فهي الفترة الأحلى في حياة كل إنسان والأبقى، والأغاني المرتبطة بفترة الصبا هي الأكثر وقعا على نفسي، أما التي كتبت في أوقات أخرى فإحساسي بها أن شاعرا آخر قد كتبها.
يكتب الكاتب لتحقيق هدف وترسيخ مبدأ، ماذا يريد فضل الله محمد أن يحقق ويرسخ؟
أعتقد أن كل المحاولات التي أبذلها في الكتابة هي في طريق المساعدة في بناء الوطن. وكلمة السر عندي هي الجدوى إذ لا خير في كتابة لا جدوى من ورائها، ولذلك اهتم بقدر المستطاع أن أقدم بدائل عندما انتقد الأوضاع أحاول أن ارتبط برؤية إستراتيجية وأن لا انشغل بمسائل ذاتية.
الصحفيون وأنت أحد شيوخهم لا يساهمون في مكافحة أمية الانتماء للوطن الضاربة أطنابها في المجتمع، هل تقبل هذا الاتهام؟
قطعا لا أقبل هذا الاتهام بشكله المطلق وهنالك أنماط مختلفة من العمل الصحفي ومن الصحفيين العاملين.
وقد يكون هناك مبررا لوجود اتهام بهذا الشكل، لاحتمال وجود نماذج سلبية، ولكن الجسم الصحفي بشكل عام بخير وأتمنى أن نوفق جميعا في الارتباط بأخلاقيات مهنة العمل الصحفي بشكلها الكلاسيكي المعروف في كل بلاد العالم.
وهذا الارتباط بالأخلاقيات تمليها علينا ظروف خاصة تمر بها البلاد تتطلب التمسك بالموضوعية والاتزان والغيرة على الوطن والتفريق بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي. وأتمنى أن يهدي الله الجميع وأنا منهم.