لماذا كان رد إعلام الإنقاذ متواضعاً أمام هجمة الفراعنة ؟؟
21 November, 2009
دماء ابناء السودان تغلي وتستشيط غضباً لأن عزتهم وكرامتهم تمرغت في التراب ، نحن أمام المصريين مجرد غوغاء يعيشون في الظلام ، وإبراهيم حجازي ليس حالة شاذة في الإعلام المصري ، فنحن نعلم كيف تتحكم الدولة المصرية في وسائل الإعلام ، فهناك صحفي مصري دخل السجن لأنه لمح إلى الحالة الصحية للرئيس مبارك ، فما يروج له إبراهيم حجازي يعكس وجهة نظر المصريين شعباً وحكومة ، فإبراهيم حجازي لا يمكن تسميته بأنه إعلامي ، لأن الغرض من الإعلام هو توصيل الأفكار ، فهذا الرجل ضحل الثقافة وقدرته على التمثيل أفضل من نظيرتها في الحديث ، لكن الرجل نجح في التعبير عن النظرة المصرية القاصرة تجاه كل السودانيين ، وأظنه نجح في ذلك ، فالشارع المصري يجمع الآن أن المشجعين الجزائريين أحتلوا العاصمة الخرطوم لمدة يومين ، ولم يستخدموا الدبابات من أجل تطويق الكباري ، بل أستخدموا دراجات "التكتك" أو ما نسميه في السودان الرقشا من أجل تنفيذ هذا الإحتلال ، والرواية المصرية تؤكد أن أنصار الفريق الجزائري وصلوا بعد نهاية المباراة على متن طائرات تابعة لسلاح الجو الجزائري ، طبعاً في هذه الحالة الوقت لن يسعفهم لشراء المطاوي والسكاكين لأنهم أتوا ليلاً ، وأقرب مكان لبيع هذه السكاكين هو تقاطع السكة حديد بالقرب من الغابة القديمة ، وهذه المنطقة لا يعرف شعابها إلا أهل الخرطوم ، ولو تمكن الجزائريون في هذا الوقت من الوصول إليها لا يسعني إلا القول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، كما أن المطواة " قرن الغزال " التي ظهرت في شريط الفيديو الذي بثته قناة النايل سبورت ليست مصنوعة في السودان ، مما يضيف لحلقة التآمر دولة جديدة وهي الصين ، فالخنجر السوداني والذي نسميه الشوتال قاطع لأكبر الحدود ، وهو سكين ترقى لدرجة السلاح الثقيل من شدة حدة نصله ، والضرر الذي يحدثه هذا الخنجر بالغ في إحداث الخسائر بين الأرواح ، وأخف ضرر يحدثه هو قطع اللسان ، ولا أظن أن الذين عادوا لمصر وهم يشتمون في الشعب السوداني قد فقدوا لسانهم ، بل كان لسانهم ممتد و هو كذوب ، وأختلطت الدراما مع الواقع ، وبطل القصة هو الفنان محمد فؤاد ، حيث نذر لله بأنه لن يغني مرةً أخرى حتى يتحرر آخر اسير مصري من الخاطفين الجزائريين ، وحكى الفنان محمد فؤاد قصة بطولية ومغامرة شيقة للجمهور المصري ذكرتنا بليلة العبور وتجاوز خط بارليف ، من كانوا مع الفنان محمد فؤاد ذكروا أنهم شاهدوا علم جزائري من بعد عدة كيلومترات ، وهم كانوا لا يعلمون هل تحت هذا العلم " تكتك " أم مشجع جزائري ، لذلك حدثت البلبلة والهرج والمرج ، وهناك ملاحظة هامة ، المصريون الذين أتوا للسودان كانوا اشبه بسكان المنطقة الخضراء في بغداد ، وقد أستقبلهم السودان في فنادق الدرجة الأولى ووفر لهم الحراسات الأمنية ، بل وفر لهم حتى بطاقات الإتصال الدولي ، وقد كانوا ينفرون من الإختلاط مع السودانيين ، ذلك على العكس من الجماهير الجزائرية التي أختلطت مع الناس في الأسواق والمواصلات ، وهذا هو سبب إنتشار الأعلام الجزائرية وليس السبب لاننا قبضنا منهم خمسين جنيه على كل علم ، ولو كان يُمكن شراء السوداني بالمال لأشترت مصر كل السودانيين من دون أن يكلفها ذلك مائة الف جنيه ، و لكن مهما أنتقدنا مصر وجمهورها فهذا لا يعني أن كل السودانيين كانوا على جادة الصواب ، فقناتي النايل سبورت والحياة أستعانتا بمراسلين سودانيين من أجل نقل الأخبار وتلفيق الإتهامات ، غير كل ذلك ، أمتعض الناس في السودان الطريقة التي تحدث بها كمال حامد مع قناة النايل سبورت ، فقد بدأ كمال حامد كالطفل الذي تدغدغه في المخدع ، حيث يسكت من بعد طول البكاء ، كما أن آلة الإنقاذ الإعلامية لا زالت تخاطب الناس في السودان بلغة النيل والدين والتاريخ المشترك بيننا وبين مصر ، فهناك تخاذل وعدم همة في توجيه الرد المناسب ، ووسائل الإعلام الحكومية مغلقة في وجه الذين يريدون توجيه نفس الرسالة لمصر ، والسبب لا يخفى على أحد وهو عقدة البشير – أوكامبو ، حكومة الإنقاذ لا تريد أن تفقد مطار القاهرة الذي يفتح أبوابه للرئيس البشير الذي تطارده العدالة الدولية ، ومصر تعلم بنقطة الضعف السودانية ، لذلك مضت في فتح الأبواب لأمثال إبراهيم حجازي وغيره ليصفوا السودانيين بالجبن والخوف وقلة القيمة ، حتى عندما أنتزعت مصر حلايب من حكومة الرئيس البشير بالقوة لم يحرك هذا الإعلام ساكناً ، فمن يفرط في الأرض لن تهمه الكلمة السامة في حق شعبه ، وطالما ظل الرئيس البشير في السلطة سوف تظل مصر هي " البيه الكبير " وكل أهل السودان هم " الود سيد الشغال "
sara issa (sara_issa_1@yahoo.com)