اغتيال .. مع سبق الاصرار والترصد
25 November, 2009
ولان المصائب لا تأتى فرادى.. اعلنت السيدة راديكا كومارا ممثلة الامين العام للامم المتحدة لشؤون الطفل.. وعبر مؤتمر صحفى محضور.. ومن داخل الخرطوم.. انها تمكنت من انقاذ ستة أطفال.. وحالت بينهم وحبل المشنقة.. بعد أن إجتمعت بالسيد وزير العدل.. والذى قبل شفاعتها.. وتعهد بعدم إعدام هولاء الصغار.. ولم تتوقف مآسينا عند هذا الحد.. بل مضت المسئولة الاممية تنشر معلومات يشيب من هولها الولدان.. إذ تقول أن كل الجيوش المسلحة تجند الاطفال.. كل الجيوش بما فيها جبشنا الوطني والشعبي وكل حركات دارفور المسالمة والمحاربة.. ولم يصدر نفياً رسمياً حتى الان.. من أي من الجهات التي وصلها الاتهام الاممي.
من لم يقضي نحبه من الاطفال.. أو ينتظر دوره فى قوائم الاعدام ..كان مصيره الجلد ..وتنشر صحيفة اجراس الحرية.. ان أب في طريقه لمقاضاة ولاة الامر.. لأن ابنته القاصر تم جلدها.. بحجة ارتدائها أزياء غير لائقة.. ولم يسمح للمتهمة الصغيرة بالاستئناف.. وتم تنفيذ العقوبة فى الحال. سبعون طفلاً يموتون فى شهر واحد.. ولا يشكل الحدث صدمة لاحد.. ومجلسنا النيابي الموقر يذهب فى اجازته السنوية كالمعتاد.. اربع من فلذات اكبادنا.. كادوا يذهبون للمقصلة لو لا تدخل الارادة الدولية.. ماذا لوتأخرت طائرة السيدة الاممية؟.. او رفضت سفارتنا فى واشنطن ان تمنحها تأشيرة دخول ؟ اطفالنا يجلدون.. وآخرين يشقون طريقهم لسوق العمل.. وطفل لم يتجاوز عمره السابعة وجدناه فى أرض الاحلام.. ينقب عن الذهب فى نهر النيل.. كل ذلك والحكومة تتفرج.
صغارنا.. رغم الضوابط يصبحوا حملة سلاح ومقاتلين.. والحركات التى ترفع شعارات العدل وتدافع عن المهمشين فى حالة صمت.. لابيان ينفي.. ولا مؤتمر يصحح المعلومات.
عندما يصرخ العالم فى وجه عدالتنا.. ويصرح الرئيس الاسبق لاخر دولة نالت استقلالها.. بأن نظامنا العدلي يحتاج لمراجعة.. وان محاكمنا الوطنية تحتاج لتطعيم قاري ودولي.. وعندما يتهم الاعداء والاصدقاء بعض قوانينا الحالية ويقولون ان أُفقها محدود.. نغضب ونعلن بيانات الشجب والادانة.. ونتحدث عن مؤامرات تُحاك ضدنا هنا وهناك. مايحدث لاطفال بلادي جريمة.. ليس أكبر منها إلا الصمت.. أين الاخلاق وأين الانسانية بل وأين القانون؟
التيار
Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]