دعوة للتضامن مع سارة عيسى (ذبابة الاسفير)..! … بقلم: ضياء الدين بلال
10 December, 2009
diaabilal@hotmail.com
قال سارة عيسى :(عندما يكتب الصحفي ضياء الدين بلال ، وعندما تقرأ له ، ربما تتملكك الحيرة ، فهل هو مع الراعي ؟؟ أم مع الغنم ؟؟ أم مع الذئب ؟؟ أم أنه معهم جميعاً ؟؟)
وأنا كذلك اشارك سارة الحيرة مع آخرين غيري وهم كثر.. في موضوع أكثر تعقيداً، من جدليات علاقة الذئب بالاغنام، وهو هل مخاطبة سارة تتم باستخدام صفة المذكر ام بضمائر التأنيث..؟!!
فهذا الاسم (سارة عيسى) الذي اطلقت عليه من قبل صفة الذبابة الاسفيرية، التي ما ان تذبها عن منبر ، تنتقل على جناحي السرعة لتحط على منبر آخر..هو اسم ملغز، غامض. يحمل في احد جناحيه داء الجبن وفي الآخر داء الكيد..ولا شفاء بينهما!
أتعجب لثائر له في كل فكرة سهم مسم، وفي كل شخص مطعن غدر.. ولا يجد في نفسه الشجاعة، للتحدث باسمه الحقيقي!
بل الرعب بلغ به مبلغاً لا ان يغير اسمه فقط .. بل قام بتغيير جنسه البشري، من ذكر الى أنثى ..!
اتمنى ان تكون الدواعي لذلك امنية، لها صلة بالخوف من تقطيع الاوصال. لا دواعي أخرى ذات صلة بعلم النفس والتربية..!
أقول لكم بصدق: أنا أحسد سارة على وضوح الرؤية والمقدرة على فرز الالوان وتصنيف الاجناس..!
الصورة واضحة جداً لسارة. هنالك مجموعة من الاغنام تواجه مصيرها تحت أنياب الذئاب..!
وقد يرضى قوش واخوانه- على مضض- بصفة الذئاب..ولكن هل يضمن سارة قبول من يضعهم في قائمة الحلفاء بوصف الاغنام:
(والذئب لا يرعى الشياه ان بدا منه الوقار مسبحاً ومهمهما).
سارة في مأمنه الاختياري، لن يصيبه أذى، اذا سقط السودان في مستنقعات الفوضى..عبر مسيرة سلمية تتجاوز الثلاثين ألفاًً ، حرف مسارها حجر صغيراو مداعبة متهور لمسدسه ،فكان الرد على مصدر التهديد نيراناًً كثيفة..!
بالطبع سارة آمن اذا سقط السودان في مستنقع الفوضى وبرك الدماء..لان سارة ببساطة ظل دوماً يحمل في جيبه وطناًً احتياطياًً يزداد له كيل العون كلما سالت الدماء في السودان...!
أمثال سارة ظلوا دون حرج، ولا وخزات ضمير، يقدمون دماء أهلهم، صكوكاًً واجبة السداد في نوافذ الهجرة واللجوء.
يا ليت سارة كان مثل باقان وعرمان.. يواجهان عدوهما وجهاً لوجه في الساحات المفتوحة لا في عالم الاسفير الافتراضي . يفعلان ذلك باسمائهما الحقيقية .
أمثال سارة يجعلون من النضال بضاعة خائبة. و يحررون من ثياب المهمشين، شيكات هوائية طائرة، غير قابلة للصرف.
قد لا يدرك سارة ان المساحة الافتراسية الفاصلة بين الذئاب والاغنام تحتمل وجود كائنات أخرى، ليست لهاعدوانية الذئاب ولا استسلامية الاغنام.
ضياء يا سارة انسان سوداني من اسرة بسيطة. كحال الكثيرين من ابناء بلاده الحبيبة . علمه موظف محدود الدخل. مات على دراجته الدبل. علمه (اذا قرر الرجل ان يقول كلمة حق عليه ان يقف تحت ظلها. والا يهرب من دفع الفاتورة مهما كانت باهظة).
علمه الا يكون موالاً مرخصاً يمارس لعبة التفكير بالوان في كل المحافل وان يقول للغث: لا..لا كنقاد الضرورة قد يجامل..
وللكتيابي التحية
أتمنى للاخ سارة ان يتحرر من رعبه..ليحرر اسمه من اسر تلك المرأة سيئة السمعة..ليكتب باسمه الحقيقي وتحت صورته الفتوغرافية. يكتب ما يشاء عن الذئاب والذباب. دون خوف من تقطيع الاوصال. فقد غادر الفريق صلاح قوش حي المطار..!
انتهى.`
هذا هو نص المقال الذي حرض الاستاذ/ سارة على تحري الكذب
مسيرة أم درمان.. رصد حالات جنون ...
بقلم: ضياء الدين بلال
لَم تَكن العاصمة الخرطوم يوم أمس في كَامل قواها العقلية.. لا المعارضون يعرفون الهدف من المسيرة، أهي للضغط على النظام أم لإسقاطه؟!
ولا المؤتمر الوطني يَدرك، أهو في حاجة لاستعراض قوته وجبروته العسكري، أم أنّ من مصلحته إبراز سعة صدره، وسماحة نهجه، في التعامل مع الآخر؟!
من الواضح دون أدنى التباس، أنّ المعادلة التي وضعها الراحل د. جون قرنق لعلاقات الحركة بعد اتفاق نيفاشا، لم تعد صالحة للاستمرار، معادلة أن تكون الحركة الشعبية: (حليفاً لأحزاب التجمع وشريكاً للمؤتمر الوطني)..!
ما حدث أمس في المساحة بين مباني البرلمان ودار حزب الأمة بأم درمان، كانت بمثابة تحرير عدم صلاحية لتلك المعادلة..!
الأمر يقتضي اتخاذ موقف لا يحتمل القراءات المتعددة.. اما أن يكون مشروع الحركة الشعبية الاستمرار في الشراكة والتحرك تحت سقفها، أو أن يكون خيارها إلتزام خط المعارضة والخروج للشارع، لتغيير الحكومة.. ولا داعي هنا لوضعها بين خيار أكل الدجاجة أو الاحتفاظ بها.. ما حَدَث بالأمس امتحانٌ عمليٌّ لأطراف الملعب السياسي.. ولم ينجح فيه أحدٌ..!
المعارضة أرادت أن تؤكد على وجودها الجماهيري وقُدرتها على حشد الآلاف في مُواجهة الوطني، وحدّد الأمين العام للحركة العدد الذي سيخرج في اليوم الأول بثلاثين ألفاً ولم تخرج سوى مئات قليلة..!
والمؤتمر الوطني الذي كان يُردِّد بشكلٍ مُستمرٍ، ان وزن المعارضة في حساباته لا يتجاوز وزن جناح الباعوض، رتّب لرد فعل لا يتناسب وذلك التقييم.. حيث ضَاقت الطرقات بمنسوبي القوات النظامية، إلى حَدٍّ فاق مَا حَدَث يوم هجوم قوات خليل على أم درمان..!
حالة انسداد الأُفق الذي تشهده الساحة السياسية السودانية، يوضح عجز قادتها، وضعف خيالهم، في ابتكار أساليب ووسائل تتوافق فيها مُحدّدات القوة مع مُتطلبات الظرف.
السياسي الفاشل هو الذي يقطع كل أشجار الغابة في طريقه للبحث عن زهرة يبتغيها..!
والشعور بالضعف يدفع الفرد والجماعة والحزب والسلطة للتّعبير عن الذات بأعلى درجات العنف.. والفيتوري يُردِّد: ( كل شئ في موضعه بديعٌ)..!
المعارضة وبما فيها الحركة الشعبية دَعَت لمسيرة سلمية تبدأ بثلاثين ألفاً وقد لا تنتهي بمليون متظاهر، وهي تدرك تماماً أنّ حجراً صغيراً، من صبي غرير، بإمكانه أن يُغيِّر اتجاه المظاهرة إلى مسار آخر..!
والسلطات الأمنية تعلم تماماً، أن هذه الأعداد الكبيرة، من الجنود في لحظة توتر ما، يمكن أن تعيد إنتاج سيناريوهات سيئة الذكر، مثل التي حدثت في بورتسودان وكجبار ومناطق أخرى..!
في لحظات الهياج وفوران الدماء تضيع أصوات الرشد، ويكسد سوق النصيحة، وتصبح الدعوة للاحتكام للعقل عبارة ثلجية خائبة سريعة الذوبان..!
الوضع الآن هو أقرب للوصف بصراع في مستودع الخزف.. كل ما تحقّق من مكاسب يصبح تحت رحمة خلاف، على كلمة في قانون الأمن، وعلى نسبة مئوية في قانون الاستفتاء..!
ليس هناك ما يقال لأطراف الصراع سوى بضع كلمات: (قدر اللّه أن تكونوا بهذا المستوى من الطيش، في وطنٍ كل شئ فيه قابل للكسر)..!