شكرا الطيب مصطفى فقد كشفت للعالم كله من هم الأنفصاليون فى السودان !
23 December, 2009
royalprince33@yahoo.com
ظللنا نردد دائما وأبدا ان هزيمة المشروع الحضارى الأنقاذى الذى يتبناه المؤتمر الوطنى منهجا وكشف خباياه من السهولة بمكان وخلال ندوة لا يزيد زمنها عن ساعة واحده اذا أتيحت الفرصه كافيه لأى مثقف سودانى صادق ونزيه ومطلع على امور وطنه ومذاكر لتاريخه القديم والحديث بصورة جيده.
وهذا ما حدث بالضبط فخلال ساعه من الزمن قدم فيها الأعلامى فيصل القاسم فى قناة الجزيره ومن خلال برنامجه الأتجاه المعاكس ألأستاذ (الطيب مصطفى) الناشط والمتحمس والباذل كل الجهد لفصل جنوب السودان من شماله ومعه من الجانب الآخر قانونى سودانى ينتمى للحزب الناصرى وهو الأستاذ/ ساطع.
خلال تلك الساعة كشف الأستاذ/ الطيب مصطفى بوضوح شديد للسودانيين وللعالم أجمع رؤية المؤتمر الوطنى (السريه) التى (يجاهر) بها الطيب مصطفى عبر (منبر السلام العادل) وكأنها رؤيه لا تعبر عن لسان حال المؤتمر الوطنى!
وهذا عمل أستراتيجى وتكتيكى مكشوف فضحه بصورة واضحه الأستاذ/ ساطع، وعلى الاستاذ/ الطيب مصطفى ان يلعب غير هذه اللعبه عله يتمكن من تفتيت السودان كله لا فصل الجنوب وحده حتى يقيم دولة (السودان) العربيه الأسلامويه ولا أدرى وقتها سوف يغير اسم (السودان) هذا الذى يعنى أرض السود أم يبقى كما هو؟
لقد قالها الطيب مصطفى واضحه وبصريح العباره انه يريد سودان (عربى أسلامى) ولا يريد سودان للسودانيين جميعا، انتماءه افريقى عربى تتعدد فيه الثقافات والديانات دون هيمنة لثقافة على ثقافة أخرى أو دين على دين، وبخلاف هذا فالأنفصال هو أفضل خيار لأن الجنوب فى مثل هذه الحاله يمثل (سرطانا) للسودان ولابد من البتر ومن التجزئه مهما كان الثمن حتى لو التقت رؤيته الأنفصاليه تلك مع امانى ومخططات الكيان الأسرائيلى لا اقول (اليهودى) فألأديان كلها من الله وعندى لها احترام وتقدير.
وكم عجبت للطيب مصطفى واشفقت عليه وهو يتحدث باسم حزب وقع على اتفاقية نيفاشا التى أمنت على كثير من الأستحقاقات من ضمنها التحول ديمقراطى والتبادل السلمى للسلطه وفى ذات الوقت يرفض (الطيب مصطفى) أن تحكم السودان (الحركة الشعبيه) اذا اختارها الشعب السودانى عن طريق صندوق الأنتخابات باعتبارها تدعو (للأفرقه) و(للعلمانيه) كما قال، ولعل العقلاء ادركوا الآن لماذا يماطل المؤتمر الوطنى فى مناقشة القوانين المقيده للحريات ولماذا يفرض ارادته وكلمته من خلال الأغلبيه الميكانيكه لكى تخرج تلك القوانين شائهه وعلى خلاف رغبة الأمة السودانيه كلها، والمؤتمر الوطنى حزب لم يأت فى الأصل عن طريق الديمقراطيه فماذا نتوقع منه خلاف هذا؟
اظنه وضح تماما للعقلاء بأن المؤتمر الوطنى يريد تحولا ديمقراطيا ونظاما يفصل على قدر مقاسه وياتى بكوادره لعشرين سنة أخرى وبخلاف ذلك اما الأنفصال أو القتال والجهاد والدمار!
لا أدرى بعد ما افصح عنه الطيب مصطفى فى ذلك البرنامج لماذا لا تتيح أجهزة الأعلام العربيه خاصة فى الشقيقه مصر الفرصه كافيه لفضح هذا النظام وتعريته واظهار حقيقة مشروعه الخطر الذى سوف يمزق السودان الى عدة أجزاء وسوف تنتقل العدوى لباقى دول المنطقه بل سوف يؤثر على الأمن والسلم العالميين.
لقد كشف برنامج الأتجاه المعاكس بالأمس من هم العنصريون ومن هم الأنفصاليون الحقيقون فى السودان أنهم من يحملون افكار (الطيب مصطفى) وما اكثرهم وهم فى الحقيقه غالبية المنتمين (للمؤتمر الوطنى) وهم مؤيدين وداعمين للطيب مصطفى ومسرورين لما يقوله ويكتبه ويتبادلون اراءه فى مجالسهم ولكم تمنيت من الأستاذ/ ساطع أن يكون أكثر صبرا وهدوءا حتى يجعل الطيب مصطفى يخرج كلما فى دواخله تجاه السودان كله وجنوبنا الحبيب على وجه الخصوص، رغم ان ما كان يردده الأستاذ/ الطيب مصطفى كان لابد أن يثير ويغيظ كل سودانى غيور مخلص حادب على وطنه وعلى وحدته وأمنه وسلامته وحاضره ومستقبله.
وأكثر شئ اثار دهشتى أن الأستاذ/ الطيب مصطفى لا زال يرى ان القتل والدمار الذى كان يحدث فى الجنوب يوميا منذ عام 1983 وحتى عام 2005 هو نوع من الجهاد، حتى بعد أن اعتذر شيخه الترابى بصورة ضمنيه عن ذلك القتل وذلك الدمار ووصفه بشئ آخر غير الجهاد، بل أن دكتور نافع على نافع أحد أبرز القياديين فى المؤتمر الوطنى الآن والذى هدد قبل عدة ايام بتجهيز 100 الف شهيد لمواجهة المسيرات السلميه ومقابر للمعارضين فى الأنتخابات، صرح فى احدى الندوات بمصر ان تلك المعارك لم تكن جهادا وانما الأمر كله مجرد تحفيز وشحذ همم للشباب المغرر بهم كى يسارعوا ويرموا التمر من اياديهم ويلتحقوا بتلك المعارك الضاريه الضروس التى راح ضحية لها أكثر من 2 مليون مواطن سودانى عزيز من ابناء الجنوب وعدد آخر من باقى أجزاء السودان زج بهم فى تلك المعارك على غير رغبة أو قناعة وانما بالترهيب حينا وبالترغيب والأقتران ببنات الحور فى حين آخر!
لقد عانى أخوتنا الأشقاء والأعزاء فى الجنوب من تلك الويلات وتلك النفرات ورغم ذلك نلاحظ لهم منضبطون يخرجون فى مسيرات حضاريه وسلميه قادة وقواعد وبجانبهم الشرفاء من باقى التنظيمات الوطنيه السودانيه لا يطلبون غير الأنصاف والعدل والحرية وتعديل القوانين لتصبح ملائمة للتحول السلمى الديمقراطى الذى يتوق له اهل السودان جميعا، وليوم يتعائش فيه اهل السودان فى محبة ومودة ومساواة لا يفرق بينهم عرق أو دين أو جنس.
فشكرا والف شكر الطيب مصطفى فقد كانت ردودك وتعليقاتك كافيه وكاشفه وموضحه لكل من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.
آخر كلام:-
أما عن (لبنى) فى قناة الحياة المصريه وبعد ذلك البرنامج مباشرة فقد كانت امرأة لا يمكن ان يعبر عنها الا بكلمات قالها الشاعر الفذ/ نزار قبانى فى قصيدته (أشهد ان لا أمراة الا انت).
أشهد أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهد أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهد أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . . تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهد أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله