هل يملك المؤتمر الوطنى التأييد من غالبية الشارع السودانى ؟! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
29 December, 2009

 

 – royalprince33@yahoo.com

واذا كان الجواب بنعم ..  فلماذا الخوف من تشكيل حكومه قوميه تقود البلاد لفترة انتقاليه قبل الدخول فى استفتاءات وانتخابات لا يمكن ان تخرج نزيهه وشفافه فى العالم الثالث وفى ظل حزب حاكم اتى من خلال انقلاب عسكرى؟ ولماذا الخوف من خروج المسيرات والمظاهرات السلميه التى تقودها الحركه الشعبيه وباقى القوى الوطنيه التى لا تمتلك سندا جماهيريا قويا وفاعلا كما يدعى أنصار المؤتمر الوطنى (فرع) منبر السلام العادل؟

وما هو السبب الذى يجعل غالبية اهل السودان وبكامل قواهم العقليه وارادتهم ينحازون للمؤتمر الوطنى ويؤدونه هل حول السودان الى جنة عدن خلال العشرين سنه الماضيه؟

للأسف لا زال  بعض الذين يعملون بالسياسة  فى عالمنا الثالث لا يعلمون كيف يتم خروج المواطنين بكثافة رغم انوفهم لحضور لقاء جماهيرى للزعيم القائد الذى يقود البلاد من خلال نظام ديكتاورى شمولى؟

فى الحقيقه هم يعلمون لكنهم يغالطون ويكتمون قول بالحق.

فى دول العالم الأول العريقه فى الديمقراطيه لا يحصل الزعماء التاريخيين فى الأستفتاءات أو الأنتخابات لرئاسة الجمهورية على أكثر من نسبة 60 % من اصوات الناخبين ، وعندنا يحصل الرئيس القائد الملهم على نسبة مئويه تدخله كلية الطب والهندسه بجداره!

من كان منا لا يعلم بأنه خلال فترة الرئيس الراحل النميرى بأن الذين لا يخرجون فى مواكب الرئيس ولا فى المسيرات المليونيه وللأستماع لخطب الرئيس تحرر ضدهم التقارير السريه ويحرمون من الترقيات بل ربما  يحرمون من الوظيفه نفسها؟

هذا بعد أن تقدم لهم المغريات وبعد ان تغلق الكبارى والطرقات ولا يفتح غير طريق واحد يؤدى الى مكان منصة الرئيس.

ولماذا لا يسال عاقل نفسه وأين ذهبت تلك الجماهير الهادرة بعد الأنتفاضه اذا كانت فعلا محبه لذلك الرئيس الذى كانت تظهر مؤيدة له وهى تهتف باسمه فى حماس وتغنى له الأناشيد التى تكررها اجهزة الأعلام ليل نهار؟

تمنيت كثيرا أن يأتى يوم تشكل فيه الأمم المتحده محاكم جنائيه للأنظمه التى تخرج مواطنيها غصبا عنهم ورغم انوفهم حتى لو لم تكن عادله وحتى لو ادخلتهم بيوت الأشباح وشردة الملايين بسيف الصالح العام وحتى لو قتلت وسفكت الدماء وأغتصبت النساء بعشرات الألاف!

قمة اهانة البشر واذلالهم والحط من مكانتهم ان يضطروا لقول نعم وفى سرهم يقولون (لا) أو أن يجبروا للخروج  والوقوف تحت حرارة الشمس للأستماع لقائد لا يعدل بينهم ولا يعاملهم جميعا كمواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات.

اللقاء الذى اجرته  (صحيفة الشرق الأوسط) مع السيد/ منى اركو مناوى كشف الكثير من المآسى و(لوىالأيدى) و(لحس الكوع) الذى يمارس على القادة السياسيين والأساليب التى يستخدمها المؤتمر الوطنى مع من يعارضونه أو يهادونونه وحتى من يوقعون معه الأتفاقات التى تنقض قبل ان يجف  الحبر الذى كتبت به، فالمطلوب هو اتفاق مظهرى تنقله الفضائيات ووعود سرابيه وحفلات ينفق عليها الملايين من دافع الضرائب والزكاه!

ذكر منى أركو مناوى معلومه خطيره تدين المؤتمر الوطنى حيث طلب منه بعدم  حضور مؤتمر جوبا حتى يفشل ذلك المؤتمر ومقابل ذلك تم اغراءه باجتماع بينه وبين د. نافع على نافع من اجل اعادة النظر فيما تم الأتفاق عليه فى ابوجا ولم ينفذ حتى الآن.

الرجل منحوه منصب  كبير مساعدى الرئيس بصلاحيات نائب رئيس كما ذكر لكنه لم يدع لمجلس الرئاسة ولا لمجلس الأمن القومى ولا لمجلس الوزراء يعنى (كبير مساعدى الرئيس) يتقلد منصبا  رفيعا ويحصل على راتب عال مخصوم من دافع الضرائب دون أن يكون له اى دور أو عمل يقوم به سوى أن يطلب منه تهدئة  قواعد ه فى دارفور حينما يتململون ويتمردون!

فاذا عرضت تلك العروض على منى دون ان تنفذ فما هى العروض يا ترى التى قدمت للسيد/ محمد عثمان الميرغنى الذى كان أقرب للراحل قرنق وللحركة الشعبيه من السيد الصادق المهدى الذى حضر ممثلا لحزبه فى جوبا ومن السيد/ مبارك الفاضل؟

المؤتمر الوطنى حينما يتفق مع حزب أو حركه فانه يعرض على رئيس الحركه منصب مساعد رئيس أو مستشار رئيس وعلى مساعديه مناصب وزاريه على ان يتحولوا بعد شهور قلائل الى وزراء مؤتمر وطنى، فى الحقيقه مطلوب من الحركة أو الحزب الذى صالح كله أن يتحول الى مؤتمر وطنى يردد ما يردده قادة المؤتمر الوطنى (الأصل) ويؤيد ما يؤيدونه ويعادى من يعادونه حتى لو كانوا رفاق الأمس!

ومن لا يطيع يفلس ويهمش ويتحول لون (عمامته) من اللون الأبيض الناصع الى لون (ترابى)! والوزراء الذين تحولوا الى (مؤتمر وطنى)  من الأحزاب والحركات  المتصالحه  يتم استغلالهم استغلالا خبيثا حيث يدفع بهم لمخاطبة الجماهير لتجميل وجه المؤتمر الوطنى واظهاره (بالمخلص) والديمقراطى ولتأئيد منهج ومشروعات ومعارك المؤتمر الوطنى حتى لو كانت ضد مصالح احزابهم وجماهيرهم بل ضد مصالح الشعب السودانى كله.

آخر كلام:-

السيد/ الوسيله عبدالله السمانى، ودكتور/ جلال الدقير، والسيد/ الزهاوى ابراهيم مالك والدكتور/لام اكول، والاستاذ/ غازى سليمان وآخرين .. لكم منى اطيب تحية وأرجو الا تنزعجوا ولا تقلقوا كثيرا ففى الغد القريب سوف تعودوا لنفس الأحزاب التى خرجتم عليها فى وقت حرج وفى ذات المناصب ما عدا واحد .. والساقيه لسه مدوره!

 

آراء