الطيب مصطفى .. خلى ناس الجنوب وقبل على ناس دارفور!
2 January, 2010
royalprince33@yahoo.com
منحت الصحفيه النخله الشامخه لبنى أحمد حسين جائزة من اتحاد الصحفيين الأسبان تحت مسمى (ابداع فكره أدت الى نتيجة ايجابيه) والتى تمثلت فى طبع وتوزيع بطاقات دعوة على زملائها الصحفيين والأعلاميين موالين للنظام وغير موالين لحضور لحظة تنفيذ جلدها – المتوقع - أمام محكمة النظام العام وكأنها دعوة لحضور مناسبة فرح كبير، مما ادى الى تفجر القضيه وأنتشارها كالنار فى الهشيم لتصبح قضية الضميرالأنسانى فى اى مكان وتبنتها بعد ذلك منظمات المجتمع العالمى كله، ونحن فى السودان غير محظوظين على قدر كاف فبعد الدعم الذى وجدته لبنى من كل سودانى صاحب ضمير حى يقظ كان من المفترض ان تتحول (لبنى) الى رمز سياسى يقود الناس لأحداث تغيير حقيقى مطلوب فى السودان وفى هذه المرحله بالتحديد حتى لو لم تمتلك خبره فى المجال السياسى وحتى لو لم تكن صاحبة تاريخ سياسى معروف، فى زمن أصبح لا يؤيد الأنقلابات العسكريه والمقاومه المسلحه للأنظمه الديكتاتوريه الفاشله، فالصدفه أحيانا تصنع (زعيم) وربما تفجر ثوره .. فقبل عدة سنوات وبمحض الصدفه تحولت (أكينو) من زوجة عاديه لمناضل الى رئيسة للفلبين، تلك الصدفه كانت حينما تم تصويب رصاصه على رأس زوجها على سلم الطائرة وهى بجانبه اردته قتيلا لحظة أن وطأت قدماه أرض الوطن بعد غيبة طويلة خلال فترة حكم الديكتاتور ماركوس.
وفى مصر الجاره القريبه و الشقيقه لنا يتردد هذه الأيام أسم (البردعى) كاحد مرشحى الرئاسة، مع انى لا ارى فعلا خارقا قام به البردعى حتى يلتف حوله الناس كثر أو قل عددهم ، فهو اولا ليس خبير فى مجال الذره وانما مجرد ادارى يجيد اللغة الأنجليزيه، ثانيا ومع تحفظنا على بعض الممارسات الأيرانيه وأمنيتنا لكى تكون ايران بلدا مسالما وداعما للمجهود الأنسانيه فى حل مشاكل المنطقه التى نعيش فيهاودون التدخل فى سياسات الدول الداخليه، الا اننا نلاحظ (للبردعى) بأنه كان يمارس عليها ضغطا متواصلا وأخر قراراته قبل أن يترك منصبه كانت ادانه صريحه بأنها لم تتعاون مع الوكاله الدوليه للطاقة الذريه فى وقت يعلم فيه (البردعى) بأنه لا يستطيع اى انسان ان ينتقد اسرائيل أو يطالب بتحجيم ترسانتها النوويه واسرائيل دون شك أخطر على دول المنطقه من ايران، وكأن المسوؤلين العرب يؤتى بهم لهذه المناصب المرموقه كى يثبتوا بأنهم لا ينحازون لشعوب منطقتهم التى تربطهم بها كثير من الروابط، ومن خلاله يتم الضغط عليهم لتنفيذ رغبات الدول العظمى بصورة أكبر مما يفعله المسوؤل اذا جاء من دولة غير عربيه.
لكن عندنا فى السودان وبعد هذا الموقف الشجاع الذى عرضت فيه أمراة شابه اسمها (لبنى أحمد حسين) نفسها لجميع الأحتمالات السيئه من سجن وتعذيب أو قتل، برز فورا أعداء النجاح ومن تتملكهم الغيره فى مثل هذه المواقف رجالا ونساء والى جانبهم الحاقدون والحاسدون ومن يمسكون العصا من النص وبدأوا اما فى ادانة ذلك الفعل أو تشويه حقيقته أو السخريه بمن قامت به، ومن تبقى كالعادة شرعوا فى ترديد عباراتهم المائعه التى تدخل (لكن) فى وسطها.
مثل:-
" نعم لبنى كانت لها قضية حريه شخصية ووقفنا معها حينما كانت تركز على قضيتها (لكن) .. ذهبت بالموضوع بعيدا وجعلته سياسا ، لذلك فنحن ضدها".
ولكن (بت الذين الطلعت عينا) تلك .. و(سياسيا) التى يرددونها دون وعى وكأن السياسة يمكن أن تنفصل عن القضايا الأنسانيه والمقصود من حديثهم انها توسعت فى نشر القضيه على اجهزة الأعلام المختلفه وانها قابلت مسوؤلين أمميين مهتمين بحقوق الأنسان وبقضايا الشعوب المقموعه والتى لا تتمتع بالديمقراطيه وبذلك هددت النظام وفضحته أكثر مما هو مفضوح!
على كل حال تلك قضية (لبنى) التى اتمنى ان تتمدد الى أبعد حد وأن تساهم فى رفع الظلم عن الشعب السودانى كله من خلال قضيتها التى تطالب فيها برفع الظلم عن المرأة السودانيه والغاء القوانين التى تعمل على اذلالها واهانتها.
اما الأستاذ/ الطيب مصطفى، فاظنه سوف يحصل على جائزة أفضل انسان على وجه الأرض يمكن أن يوجه كراهية للآخر مقترنه بجائزة افضل من (يلوى عنق الحقائق ويفطسها تفطيسا) وسوف لن يجد اى منافس آخر حتى فى (المريخ)!
وعندنا مثل سودانى تردده (الحبوبات) يقول:-
"غلبتو مرتو فقبل على نسيبتو أو حماته"!
ولم اجد مثلا ابلغ من هذا ينفع فى حالة الطيب مصطفى المزمنه والعجيبه.
فالرجل ما ان صرح السيد/ اركو منى مناوى بما يشعر به من ظلم وغبن وعن نقض الأتفاقات والعهود الذى وجده من المؤتمر الوطنى حتى وقت قريب حينما طلبوا منه الا يشارك فى مؤتمر جوبا مقابل أن يتحاوروا معه حول ما لم ينفذ فى اتفاقية ابوجا.
واذا بالطيب مصطفى يوجه نحوه نفس عباراته وكلماته الساخرة والغاضبه التى كان يوجه مثلها لباقان أموم وياسر عرمان، وفى ذات الوقت لم يوجه كلمة واحده أو نقدا موضوعيا للمؤتمر الوطنى الذى أسس فرعا له اسمه (منبر السلام العادل)!
فهل علم الطيب مصطفى للتو واللحظه بأن منى اركو مناوى بدون مؤهلات وبعدما ادلى بتصريحه القوى لصحيفة الشرق الأوسط؟
ومثلما خشيت يوم مباراة مصر والجزائر فى السودان أن تخرج حركة دارفوريه واحده مسلحه وتعلن بأنها سوف تستهدف تلك المباراة وتتسبب بذلك فى نقلها من السودان لأى مكان آخر بعد مقال (مستفز) للطيب مصطفى حاول أن يصطاد به فى الماء العكر، تصرفت الحركات الدارفوريه كلها التى تضع يدها فى النار بحكمه وتعقل أكثر من الطيب مصطفى الذى يضع يده فى الماء البارد ولم تفعل ذلك!
الآن ما اخشاه ان يزهد "منى" فى فرص السلام وأن ينضم الى رفيقه عبدالواحد وأن يذهب لأسرائيل بل وان يفعل ما هو اسوا من ذلك بأن يطالب بانفصال اقليم دارفور كما لمح عبدالواحد قبل يومين، وبعد مشاركة (الطيب مصطفى) فى برنامج الأتجاه المعاكس والذى قال فيه (ان قضية دارفور تختلف عن قضية الجنوب لأن اهل دارفور لم يطالبوا بألانفصال)!
هل رايتم كيف ان هذا الرجل يثير الفتن ويدعو للشقاق وللتصرفات الهوجاء التى تضر بمصلحة الوطن وتهدد وحدته وأمنه وسلامه، والأجهزه الأمنيه غافله عنه ولا عمل لها غير نشطاء حقوق الأنسان ومنظمات الجتمع المدنى التى تمارس معارضتها ورفضها للنظام بالطرق السلميه!
ومن هو الأحق باللوم منى اركو مناوى الذى وقعت معه الأنقاذ منفردا اتفاقا قاصدة شق الوحده الدارفورية وتشتيت شملها وهى تعلم بأنه لا يمثل اهل دارفور جميعهم بدلا من التوقيع مع الفصائل الدارفوريه كلها مجتمعه وبعد العمل على لم شمل الدارفوريين ام يلام المؤتمر الوطنى الذى تخصص فى مثل هذا العمل منذ ان استلم السلطه عن طريق انقلاب عسكرى فى يونيو 1989 ؟
وهل سال الطيب مصطفى نفسه متى وقعت الأنقاذ اتفاقا مع اى مجموعه وهى متماسكه وموحده، ومتى نفذت وعودها عند توقيع الأتفاقات مع الأحزاب والحركات التى جزأتها وفتتها؟
بقى ان اقول لمن يعرفون .. بأن المهندس / الطيب مصطفى كان يشغل من قبل منصب مدير عام التلفزيون فى القرن الحادى والعشرين وفى بلد صاحب تاريخ وحضاره قديمه لم تبدأ مع دخول عبدالله بن ابى السرح، وجهاز التلفزيون فى اى بلد يفترض ان يكون محائدا ويعرض جميع وجهات النظرالمتفقه مع النظام أو المختلفه معه.
آخر كلام:-
شفيق يا راجل !!
نتيجة انتخابات المحامين تؤكد ما سوف يكون عليه الحال بالنسبة لأنتخابات رئاسة الجمهورية ونواب البرلمان والعاقل من اتعظ بغيره !