خطاب حال الاتحاد للرئيس اوباما لعام 2010 …. بقلم: محمد زين العابدين محمد
2 February, 2010
خطاب حال الاتحاد للرئيس اوباما لعام 2010 .... بقلم: محمد زين العابدين محمد
The state of the Union Address
خطاب حال الاتحاد الاول للرئيس اوباما والذي جرت العادة ان يعرض فيه الرئيس الامريكي مدي نجاح سياساته واعماله للعام المنصرم وماحققه خلال العام تـأخر عدة أيام نسبة للهزيمة التي مني بها الحزب الديمقراطي في انتخابات ولاية ماساشوستس والتي حرمته من اغلبية الستين مقعدا في مجلس الشيوخ . حصول الجمهوريين علي 41 مقعدا في مجلس الشيوخ الان يجعلهم يقفون ضد تمرير اي مشروع يتقدم به اوباما . تاخير الخطاب كان بهدف محاولة تمرير مشروع الرعاية الصحية والذي بذل فيه اوباما جهدا كبيرا استغرق قرابة العام .
بتاريخ 28يناير 2010 القي الرئيس اوباما خطاب حال الاتحاد وتألق اوباما حينها بثقته الكبيرة بالنفس وبمنطقه وارائه وقوة شخصيته مما جلب تصفيق الحضور له باستمرار طيلة فترة الخطاب ولكن كل ذلك لم يمنع النقد المدبر لسياساته بواسطةالجمهوريين وهجومهم علي سياساته لاحقا واهمها عجز الميزانية .
اتضح من خطابه ثباته علي مبداء التغيير و من ضمن ما ذ كره " كيف نحتفظ بحكومة قديمة ؟, أعتقد ان الحكومة يجب ان تتغيرلتواكب حركة العالم المتغيير ."
ضمن سياسات أوباما التي اعلنها فرض ضرائب جديدة كما قا م بالغاء التخفيضات علي الضرائب الشخصية التي اجراها الرئيس بوش . قرر اوباما السيطرة علي المدخرات بالبنوك ويعني ذلك حرمان البنوك من حرية التصرف في المدخرات.قام قبل اللقاء خطابه باتخاذ اجراءات صارمة تختص بتنظيم اعمال وال ستريت Wall Street مما ادخله في صدام مع شخصيات قيادية في حزبه والزين أعترضوا علي بعض سياساته المالية وعلي سبيل المثال فان خطته الخاصة بتنظيم اعمال وال استريت لم تحظ بتأييد السناتورChris Dodge (عضو مجلس الشيوخ)رئيس لجنة البنوك وهو من كبار رجال الحزب الديمومقراطي وكذلك المسترTim Johnson من كبارالديمقراطيين بمجلس الشيوخ و من كبار اعضاء لجنة البنوك بمجلس الشيوخ وهو يعارض بشدة القرارات المالية الجديدة الخاصة باعادة تنظيم اعمال وال ستريت ويحتاج اوباما هنا للتصالح مع كبار شخصيات حزبه.
السياسة الجديدة ستعمل علي حماية المستهلك ووضع الضوابط للاستثمارات و الحدود لها . السياسات الجديدة ايضا سوف تقلب الهرم الذي كان سائدا راسا علي عقب ويعني ذلك قلب الهرم الذي يرتكز علي قاعدة ضخمة من البنوك الصغيرة وعدد قليل من البنوك الضخمة في قمة الهرم من اجمالي 8000 بنك . اتضح ان اربعة بنوك ضخمة تقدم السلفيات وتسيطر علي 35 % من جملة الايداعات وذلك في عام 2009 مقارنة مع 5 % في عام 1989 .
كل ذلك جعل الرئيس اوباما يقول" ان الشعب الامربكي لن يخدمه نظام مالي تسيطر عليه مؤسسات قليلة العدد".
في أطار ذلك تم ضم بنك Bears Stern و Washington Mutual الي
JB Morgan Chase كما تم شراء Merrill Lynchبواسطة
Bank of America
تعرض اوباما الي نقد وأسئلة عديدة من نواب الحزب الجمهوري عندما قام يوم 30 يناير بلقاء الجمهوريين في مدينة بلتمور في احد الفنادق . اللقاء كان عاصفا
ودافع فيه اوباما عن سياساته خلال العام المنصرم بقوة ووضوح
وهاجم فيه الجمهوريين وقال انهم يريدون تحقيق نصر سياسي علي حسابه وذلك بهجومهم علي السياسات المالية والتي ايدوها في الماضي . استمر هذا اللقاء لفترة 90 دقيقة وكان متلفزا ليشاهده الجمهور الاميركي.
في الماضي كان الروساء يعقدون جلسة الاسئلة والاجوبةللخطاب في جلسة مغلقة وفي هذا العام بناء علي طلب البيت الابيض عقدت الجلسة وهي متلفزة ليشاهدها الجمهور الامريكي ويشكل هذا الحدث سابقة في تاريخ الممارسة الديمقراطية في الولايات المتحدة.
اوباما دافع عن سياساته في هذه الجلسة بقوة واحيانا في غضب واضح خاصةعندما اجاب علي اسئلة رئيس مجلس النواب عن تخصيص مبلغ 787 بليون دولار لانعاش الاقتصاد الامريكي وكان رد أوباما " ان 2مليون وظيفة فقدت مابين ديسمبر 2008 وفبراير 2009 اي بفترة طويلة قبل ظهور تأثير الاصلاحات المالية التي اجرتها أدارة أبوما واستطرد اوباما قائلا "ارجو ان لايكون هجومك علي سياساتي بسب ذلك "
سياسات الرئيس اوباما وجدت دفعة قوية صباح الجمعة الماضي بالارتفاع الضخم لاجمالي الناتج المحلي GDP وبالرغم من ذلك يهاجم الجمهوريين سياساته الخاصة بالمشاريع الحكومية الضخمة .المتوقع بنهاية فترته الرئاسية ان يتمكن من تخليص الولايات المتحدة من مشاكلها المستعصية حتي لولم يفز بالرئاسة للمرة الثانية.
محمد زين العابدين محمد
فربق ركن. باحث وخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية
Mohamed Zein-Elabdin [mohamzein@gmail.com]