قارئة الفنجان تبتسم لعرمان !! … بقلم: عبد الباقي الظافر

 


 

 

 

تراسيم 

 

اضطرت هيلارى كلنتون ان تبكى مساء اليوم الذى سبق  الا قتراع فى ولاية نيو هامشير ..وذلك ابان مارثون الانتخابات التمهيدية فى الحزب الديمقراطى ..دموع مدام كلنتون الغالية ..والتى لم يراها الاعلاميون  وزوجها بيل يفعل (السبعة وذمتها) مع الحسناء مونيكا ..تدفقت مدرارا فى تلك الليلة الباردة  ..عندما اعطت استطلاعات الرأى خصمها باراك اوباما تقدما كبيرا ..تظلم هيلارى الناعم كان له اثره ..اذ تعاطفت معها نساء كثيرات .. وتمكنت من اعاقة تقدم اوباما ولو الى حين .

منذ ان بدأت الانتخابات الحالية ..كنت اقلب الصحف ..واسأل الخبراء ..واستقصى اراء المراكز البحثية ..عن تفضيلات الناخب السودانى .. وعن تقديرات مراكز استطلاعات الرأى ..الاجابة دائما كانت تأتى متواضعة ..عن جهد محدود جدا ..او لا شىء معلن على الاطلاق .

بعد طول بحث وعناء ..علمت ان جهة نافذة قد اجرت بحثا (سريا ) ..شمل عينة واسعة بلغت نحو عشرينا الفا ..خلصت هذه الجهة الى نتائج وتوقعات مثيرة .. من المؤشرات التى حملتها الدراسة ان الحزبين الحاكمين فى الشمال والجنوب يتمتعان بنفوذ واسع ..كل فى مرابعه الجغرافية .. ولكن المدهش ان هذه الدراسة بينت ان نحو 53% من السودانيين لا يدينون بالولاء لأى حزب ..هذه هى الاغلبية الصامتة ..التى لا تحركها اشارة زعيم ..ولا هتاف قائد ..هذه هى الجماهير التى سـتسأل الساسة ..عفوا ارونا برامجكم ..هذه الجموع ستجد من الصعوبة بمكان ان تجدد لرجل واحد وحزب واحد ..ليحكمنا لربع قرن من الزمان .

نموذج مهم قدمته صحيفة سودان نايل الالكترونية ..وسودانايل هذه هى رائدة الصحافة الالكترونية فى السودان ..عدد زبائنها فى الربع الاخير من العام الماضى تجاوز الخمسة مليون قارىء ..الصحيفة الرائدة اجرت انتخابات الكترونية اليوم يومها الثالث ..نتائجها حتى الان تحمل مفاجأة غير سارة للمشير البشير ..اذ يتقدم ياسر عرمان السباق نحو القصر ..يليه البشير ثم الصادق المهدى ..وفى المرتبة الرابعة كامل ادريس ..ثم بعد ذلك يتنافس على المؤخرة المتنافسون .. صحيح ان الوقت مبكر للقراءة النهائية .. وصحيح ايضا ان ان الصحافة الالكترونية صحافة نخبوية ..ولكنها تمثل مؤشر يصلح للقراءة والقياس .

وارجو لنموذج سودان نايل ..ان يحفز المؤسسات البحثية ..ووسائل الاعلام ..ان تجتهد وترمى بدلوها فى استقصاء اراء الناخب ..ليس من اجل التنبوء بالنتيجة فحسب ..بل لأن هذه القراءات المبكرة تفيد الناخب والسياسى ..فى اعادة ضبط الخطط ..والنظر اكثر من مرة لما يطلبه الناخبون  .

Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]

 

آراء