الامام .. نظرة اخرى واخيرة !! …. بقلم: عبدالباقى الظافر
10 February, 2010
تراسيم
alzafir@hotmail.com
جعلتنى صحيفة سودانايل فى مأزق .. وخيرتنى بين البشير وعرمان ..ووجدت فى الامام المهدى منطقة وسطى ..وللقصة فاصل اول ..وهو ان الصحيفة قد اجرت انتخابات افتراضية .. تم التصويت فيها عبر الحاسوب..العينة العشوائية بلغت سعتها نحو عشرينا الف ناخب ..فى مرحلتها الاولى كانت الخيارات اوسع ..عليك ان تنتقى واحدا بين عشرة مرشحين ..الان ضاق الامر واصبحت دائرة الاختيار بين ثلاث فرسان ..البشير وعرمان والمهدى .
انا شخصيا ظننت ان ايام الصادق المهدى السياسية قد ولت ..وان الرجل الذى تفرغ للسياسة لمدة اربع قرون عليه ان يبحث عن مهنة اخرى .. وان الزعيم الذى فشل ان يوحد حزب الانصار ..عليه ان يبحث عن واجه اخرى تتجاوز الحزب وتترفع على الطائفة .
ولكن يبدو ان النخب المثقفة فى السودان ترى غير ذلك ..اذ جعلت الامام فى المرتبة الثالثة بعد المشير البشير والقائد عرمان .. ومنحته نحو 16% بالمائة ..وهو رقم غير يسير ..اذ ان عرمان نال نحو 20% ..وكاد البشير ان يفعلها من الجولة الاولى ..اذ هجم انصاره على موقع الصحيفة وبين ليلة وضحاها حتى دان له الامر .. بالطبع التصويت الموجه يقدح فى عشوائية العينة ..ويمنح الامام المهدى مساحة اكبر .. ومساحة اخرى ينالها المهدى لأن القاعدة التصويتية لهذا الاستطلاع نخبوية ..تفرض شرطا اضافيا للترشيح ..وهو امتلاك فارة حاسوب ..فاذا ما وجد الامام هذا التأييد وسط النخب .. فبين عوام الشعب سيكون حضوره أكبر.
الامام المهدى حظوظه جيدة ..ولكن عليه ان يضع فى الاعتبار قوى جديرة بالتقدير الانتخابى .. اولى هذه القوى هى الحركة الشعبية واليسار السودانى ..تمتين التفاهمات مع الحركة الشعبية يقوى من امال المهدى ..كذلك على الامام المهدى ان يجزل العطاء لحزب غريمه وصديقة مولانا الميرغنى .. ويمنحهم الذى يمنعهم من ان يسألوا الحزب الحاكم الحافا .
شريحة اخرى يحتاج المهدى ان يغازلها ..المتفلتون فى الحزب الحاكم ..الذين جاءوا للحزب الحاكم بسند قبائلهم ..تقلبات السياسة داخل المؤتمر الوطنى ..جعلت هؤلاء فى وضع لا يحسدون عليه ..اى خطاب يطمئنهم و يغفر لهم ماقدموا ..يجعل قلوبهم وربما سيوفهم مع حفيد الامام الكبير .
ولكن على الامام قبل ذلك ..ان يسارع بانجاز الوحدة داخل كيان الانصار ..وان يقبل بالصلح مهما كان الثمن ..لأن الصورة الحالية لحزب تفرق دمه بين العشائر والبيوت ..تؤثر سلبا فى الصورة الذهنية للمهدى كقائد .
اقوى رسالة عاطفية يمكن ان يرسلها الامام المهدى لجموع السودانيين ..انه يطلب فرصة اخرى واخيرة .. وان يثبت للجميع ان السودان العريض يمكن ان يسعنا جميعا .
التيار