دم الطالب الشهيد محمد موسى معلق فى رقبة والده عمرو موسى ! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
16 February, 2010

 

 royalprince33@yahoo.com

موقف مصر والجامعه العربيه يحير العقول ويدعو للحسرة والأسف.

ففى نفس الليلة التى قرر فيه السيد/ عمرو موسى أمين عام الجامعه العربيه الأنتقال لمدينة الفاشر حاضرة أقليم دافور لعقد اجتماع استثنائى للجامعه العربيه هناك الهدف منه لا يمكن ان تكون مصلحة السودان ولا مصلحة شعبه كما حاول أن يصور عمر موسى ومن تبعه من متحدثين بل كان الهدف دعما ومساندة وتائيدا لأحد اسوأ الأنظمه القمعية والشموليه فى المنطقه والمنتمى للجامعه العربيه والذى لا يريد أن يتخلى عن السلطه بعد 20 سنه وهو نظام الأنقاذ بقيادة البشير، وهذه مشكلة الجامعه العربيه غير القادرة على الأحساس بنبض الجماهير، والهدف الثانى هو اظهار ذلك الأقليم المحروس جيدا بقوات سودانيه ودوليه بأنه اقليم آمن ومزدهر والتجاره فيه تتحرك يمينا وشمالا كما قال الأمين العام للجامعه العربيه وكل ما يشاع عنه فى الأعلام الخارجى هو مجرد وهم وأختلاق من راس القوى الشريره التى تتأمر على السودان لأن النظام الذى يحكمه نظام عادل يساوى بين مواطنيه جميعا دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو الجهة!!

فى نفس تلك الليله التى كانت تحلق فيها طائرة السيد/ عمرو موسى فوق مطار الخرطوم، وأنقطعت الكهرباء فى ذلك المطار مما اضطر قائد الطائره أن يتجه بها نحو مدينة الأبيض، كانت جماهير العاصمه السودانيه (الخرطوم) تنتظر تشييع جنازة طالب كلية التربيه الشهيد (محمد موسى) وهو من ابناء دارفور الناشطين سياسيا والمؤيدين للمحكمه الجنائيه.

وحسب افادة زملاؤه أنهم شاهدوا عربة أمن تخطفه من امام باب كليته بأم درمان وبعد أن تم تعذيبه وجد مقتولا وجثته فى العراء!!

ولهذا فدم الطالب الشهيد/ محمد موسى معلق فى رقبة السيد/ عمرو موسى لأنه ظل دائما يقف مساندا لهذا النظام الذى بدأ مسيرته بعد الأنقلاب على الشرعيه والديمقراطيه فى السودان فى يونيو 1989 باعدام شابين فى مقتبل العمر بسبب عمله ورقيه، تبع تلك المأساة البشعه التى اهتزت لها السماء، اعدام 28 ضابطا من خيرة فرسان السودان وخلال شهر رمضان الكريم، ثم تبع ذلك قتل 2 مليون و500 الف مواطن سودانى من ابناء الجنوب بعد نفرات الجهاد والتجييش تبعهم قتل 350 الف من ابناء دارفور، هذا فضلا عن عشرات الألاف الذين عذبوا فى بيوت الأشباح ومن بينهم رجال تم اغتصابهم وملايين شردوا من قراهم التى احرقت وغيرهم مئات الآلاف فى جميع المهن والوظائف تمت احالتهم للصالح العام وهذا يعنى انه تم اعفاءهم عن العمل لانهم لا ينتمون للنظام الأنقاذى (الأسلاموى)، أو لا يؤتمن جانبهم، فاين كانت الجامعه العربيه طيلة تلك الفترة ولم تظهر الا من اجل مساندة نظام تشعر بأنه ذاهب نحو الهاويه؟

لا ادرى لماذا يؤيد عمرو موسى وجامعته مثل هذا النظام فى هذا الوقت الذى يتوق فيه الشعب السودانى كله للتغيير ولنظام يحل مشاكله ويحفظ وحدته ويحسن علاقاته مع العالم كله خاصة دول الجوار؟

وهل أستمع السيد/ عمرو موسى للبشير وهو يردد بلسانه وفى عامية سودانيه واضحه (الشئ العايزنو بنعملو)، يعنى تعظيم سلام للديمقراطيه المظهريه الديكوريه فانا قادم قادم مهما فعلتم!

ولماذا تساند مصر هذا النظام مهما سمعنا عن حياد يعامل به جميع الفرقاء السودانيين واين هو ذلك الحياد؟

فاجهزة الأعلام الرسميه المصريه وللأسف الشديد تفتح صفحات صحفها وشاشاتها للأنقاذيين الذين حاولوا ذات يوم اغتيال الرئيس المصرى فى اثيوبيا، ومن عجب ان يكتب احد الجهلاء وهو شخصية معروفه بسدانتها ونفاقها وعمل سكرتيرا للنميرى بعد انتفاضة أبريل وعمل سكرتيرا للشيخ حسن بعد الأنقاذ، وكعادته تنكر له وتحول الى صف من يمسك بزمام السلطه، والآن يكتب فى صحيفة الأخبار المصريه ويستغل ذلك المنبر الهام للترويج لفكر الأخوان المسلمين السودانيين!!

موقف مصر غريب جدا وغير مفهوم وكانها مثل الشقيق الذى لا يتمنى الخير لشقيقه، لذلك لا تتمنى نظاما بديلا لنظام البشير المطلوب للعداله الدوليه.

الأخوان المصريين لأنهم يحبون دائما ان يمارسوا مهنة تدريس  الآخرين لذلك لا يسعون لسماع وجهات نظر اهل البلد الأصليين ولا يهمهم التعرف على نظام الحكم الذى يرغبون فيه، وبدلا عن ذلك يعتمدون على اعلامهم وصحافتهم ومراكزهم البحثيه، وأن فكروا فى الأستئناس برأى آخر اتجهوا لكوادر النظام الحاكم المستبد القامع فى السودان وكأن (المؤتمر الوطنى) فى السودان اصبح فرع من (الحزب الوطنى) فى مصر!

آخر كلام:-

اردد بحسرة هذه الأبيات مع شاعرنا / تاج السر الحسن.

مصر يا اخت بلادي

يا شقيقة ..

يا رياضاً عذبة النبع وريقة ..

يا حقيقة

 

آراء