من بريدي الخاص.. تحية لكل القراء …. بقلم: د. زاهد زيد
20 February, 2010
قبل ان اواصل مقالاتي حمل لي بريدي من الرسائل ما دفعني لكتابة هذا المقال لسببين أولهما ان نقرأ معا أفكارنا ولاستحالة الرد على الكثيرين بشكل فردي مع إني رددت في عجالة على بعض القراء ممن اسعفني الوقت للرد عليهم.
لاحظت ان معظم من كتب لي كان من المشجعين والحادبين على ان اواصل مقالاتي لتعرية نظام الإنقاذ أمام نفسه وامام الناس , وأحب ان اطمئن هؤلاء الإخوة واشكرهم فقد نذرت قلمي لهذه المهمة المقدسة التي هي من صميم الدين الذي هو النصيحة . إلا ان بعض الإخوة لامني على مخاطبة الرئيس بـ"سيدي الرئيس" قائلين انه ليس رئيسا ولا يستحق السيادة . وردي على ذلك اننا يجب ان لا ننسى ان الدين يأمرنا بمجادلة خصومنا بالتي هي أحسن بل إن الله أمر من هو خيرا مني ليذهب لمن هو شر من الرئيس ويقول له قولا لينا,فقد امر الله تعالى موسى عليه السلام ان يذهب الى فرعون ويقول له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى . وكنت آمل ان يتذكر الرئيس أو يخشي او ان يجد كلامي صدى لدى من لا يزال فيه بارقة من دين او هدى ممن هم حوله .كما انه وإن كان قد فعل ما جعلني اتصدى له بكل ما ذكرته في مقالاتي ومع علمي بأنهم لا يقدرون أحدا ولا يحترمون خصومهم إلا انه مع مجموعته الحاكمة ليسوا قدوة لنا واذا قُدِّرَ لهذا الوطن أن يحكمه من يخاف الله فلن نطلب منه ان يعاملهم بما كانوا يعاملون به خصومهم بل القانون بيننا وبينهم , يحاكمون به ليروا العدل حيث يجب ان يكون, وإلا فإننا نكون كمن استبدل ظلما بظلم .
وكان اصحاب بعض الرسائل يطلب مني أن أدله على من يستحق الانتخاب ليصوت له,وكأن لسانهم يقول " طيب , اقتنعنا بما تقول ! فلمن نصوت؟ " والحقيقة أن ذلك ليس سهلا لمن هم مثلي لا ينتمون لأي حزب او جماعة كما هو سهل لدي البعض, فصوتك امانة تُسأل عنها . فمن يرضي طموحك كمواطن ويرتاح ضميرك له كحاكم لهذا البلد فهو الاحق بصوتك وبالدارجي " كُله إلا ود البشير" ولاأظن أن مواطنا عاقلا يجد في المرشح عمر البشير ما يحب ويتمني من الحكم العادل او يُرضى طموحه كمواطن صالح لبلده. وكما يجب ان لاتعمينا كراهية الإنقاذ للاحجمام عن المشاركة ولا حتى الخوف من التزوير فذلك امر متوقع بدرجة كبيرة. ولكن ادل بصوتك وقل كلمتك وسجل موقفا لا يحاسبك علية ضميرك.
فئة ممن كتب لي كانت رافضة لمجمل ما كتبت بل كتبوا لي يقولون سننتخب البشير مهما كان . وهؤلاء الحمد لله فئة قليلة ولو عكس بريدي ورسائلة نسبة المنتمين للبشير مقارنة بمن هو ضده لقلت بكل اطمئنان ان المعارضة ستكتسح الانتخابات بكل تأكيد , ويدل انفعال بعض المؤيديين على مدى الضعف والخوف من الخسارة فلا شك انهم في هّمّ شديد ففي رقابهم دماء الضحايا و انات الجرحى والمعذبين والمشردين وستظل ارواح بريئة تطاردهم وتقلق راحتهم ويظنون ان كل صيحة عليهم . حاول بعض المؤيدين الرد بطريقة مهذبة ولكنها غير مقنعة فمن منا يقنعه ان نظام التعليم في السعودية في مثل الفوضي التي عندنا هذا من قبيل المضحك المبكي مع اني شخصيا لا ارى في النظام السعودي إلا "الجهالة الجهلاء مقنعة بثوب الدين".
يسألني البعض ما الفائدة فيما نكتب والقوم صم بكم لا يقرأون ما نكتب ولا يستجيبون لنا ان قرأوا؟ لا يحزنني ذلك ولا يثبط عزيمتي فلا يضرنا من ضل إذا اهتدينا ؟ واني لأضع نصب عيني وانا اكتب انه يكفني ان اجد مناصرا واحدا وأحمد الله على ان الكثيرين هم على بصيرة من امرهم وواثقون ان الباطل الانقاذي في طريقة للزوال ؟
يحزنني قول البعض بان البشير بشر والبشر خطاء والبعض يقول ان الرئيس طيب ونظيف لكن المشكلة في بطانته ,والبعض يقول هو لا يعلم بكثير من الفساد وان علم فلا يستطيع محاسبة احد! ولكن ؟ ألا يعلم هؤلاء بأن خير الخطائين التوابون ؟ فهل أعلن البشير توبته؟ بل هل اعترف بأي خطأ مهما صَغُر ؟ ام انه وبطانته استكبروا واصروا على ما فعلوا ولا يزالون على عتوهم واستكباهم .
أما الدفع بأنه لا يعلم فهذا لا يعفيه من المسئولية ولايصدق احد بأنه لا يعلم وكيف لا يعلم وفساد اخوته وبطانته يمتد امام عينيه ويعلمه القاصي والداني ؟ أسأل هؤلاء من أين لهم هذه القصور؟ من اين لهم هذه السيارات الباهظة التكاليف ؟ من اين لهم الاموال ينفقونها في منتجعات آسيا وأروبا ؟ دعنا من المحاسبة اين الانضباط في السلوك وحسن السيرة مما يفعله خاصته من اقامة الحفلات والغناء مع كبار المغنين ؟ هل هذا هو التوجه الحضاري والتأصيل؟ هل هذا يحتاج معرفة ؟ وهل حدث طوال عشرين عاما من حكمه أنه قدّم أحد من بطانته ناهيك عن أهله للمحاسبة ولا اقول المحاكمة ؟ وكيف يمكن لرئيس يعجز عن توجيه واصلاح اقرب الأقربين لديه من حكم البلد ؟ اتمنى أن اسمع تعليقاتكم على هذه النقطة بالذات لأنني احيانا يطوف بخاطري ان كل هذه المصائب سببها ضعف الرئيس وانه لم يملك زمام الأمور بيديه أبدا فهو دخيل على هذه المجموعة المتأسلمة, وأنه كان صورة للرئيس عندما كان كبيرهم فيها ثم عندما اختلفوا لم يتغير إلا الدكتور اترابي أما دائرة الحكم فهي خارج سيطرة الرئيس ! يعني الرجل كان صورة وظل صورة.
ولست مع المتشائمين او القانطين بل اني متفائل بأننا قريبا سنحتفل بالنصر وزوال الغيمة واللقاء في دارفور السلام والعز لنمسح معا دموع امهاتنا واخواتنا ونعود لنتلو القرآن طريا نديا في خلاويها بإذن الله فلا نحزن ولانهن ونحن الأعلون. وسيعود الجنوب لساحة الوطن جزءا لا يتجزأ وسيسافر المواطن من حلفا الى نملى ومن سواكن إلى الجنينة لا يخشى إلا وحشة الطريق فلا مسلحين لا سلاح ولا يحزنون . وسنغني مع الكل:
كل ماضاع سيرتجع قدسلمنامن الزلل
فلتعد ولتعد بنا سنة الله في الازل
فلتعد ولتعد بنا فرحة العيد والأمل
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]