الزلزال

 


 

عمر قسم السيد
21 February, 2010

 

 

عفى الرئيس البشير امس عن المتورطين في الهجوم على مدينة امدرمان ضمن قوات خليل ابراهيم اكراما للامهات والاخوات والزوجات اللائي التقى بهن في ساحة ارض المعارض بالخرطوم ، وقد وجد الامر رضى وقبول وسط الحضور الذي قابلة بالتكبير والزغاريد ، وبعده بساعة واحدة فقط وقع وفد الحكومة المفاوض برئاسة الدكتورغازي صلاح الدين اتفاقا اطاريا مع حركة العدل والمساواة في العاصمة التشادية " انجمينا " ومن المنتظر ان يتم الاتفاق النهائي يوم الاثنين المقبل !

لا شك ان الرئيس التشادي لعب دورا مهما في هذا الجانب بعد زيارته للخرطوم مؤخرا ، لان حركة العدل والمساواة كانت تتخذ تشاد " وكرا " لتحركاتها واعادة نشاطها وتنظيم قواتها ، اضافة الى ان هناك اكثر من " 80 " قبيلة متداخلة بين تشاد والسودان منذ زمن قديم ، فاعادة العلاقات بين تشاد والسودان يضمن استقرار الاوضاع الامنية داخل البلدين !

ولكن في الوقت ذاته اعلن مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان في مؤتمر صحافي مقاطعته الاجهزة القومية من تلفزيون واذاعة بحجة ان المؤتمر الوطني يسخرها لمصلحته والترويج لـ" بضاعته "

ياسر عرمان يريد ان يفسد كل ما يقوم به شريكه المؤتمر الوطني من انجاز وعمل جيد ، لانه لم يقدم شئ للبلاد منذ ولوجه السياسة بعد تخرجة من جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، لذلك افتعل ذلك الامر وعقد مؤتمره لتخرج نتائجه صباحا في كل صحف الخرطوم متزامنة مع خبر عفو الرئيس عن منسوبي العدل والمساواة .

اعتقد ان هذا هو الغباء السياسي بعينه ، فكان لعرمان ان ينجز عملا واضحا يشهد له المواطن السوداني ، ويساعده في كسب اصوات تعينه في الفوز برئاسة الجمهورية !

عرمان يقول ذلك ، والدكتور لام اكول يقول ان الحركة تعرقل نشاطه السياسي بجنوب السودان ، وكشف في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم بالمركز السوداني للخدمات الصحافية ان الحركة الشعبية ظلت تمنع الاحزاب في جنوب السودان من ممارسة حقها الدستوري و عملها السياسي ، وقال ان لدى حزبه " 700 " مرشح لكافة المناصب بولايات الجنوب ، ولا بد من توفير الجو المناسب لهم ، لكى يدعو لبرنامجهم الانتخابي ليحكم عليه المواطن الجنوبي ، ومن ثم يختار ايهما اصلح لإدارة شئون الجنوب ، حزب سلفاكير ام حزب اكول !

واكد اكول ان استخبارات الحركة منعته من وضع ملصقاته الدعائية في مدينة ملكال وجوبا ، وقامت بتمزيقها ، واعتقلت كل الذين يعملون في الحملة الانتخابية لحزبه !

كما قال ان هناك تعليمات تاتي مباشرة من رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت لوحدة خاصة داخل استخبارات الحركة الشعبية تسمى " Branch " لتقوم بتنفيذ اوامر الاعتقال ومصادرة مواد الدعاية الانتخابية ، واشار لاعتقالها لأحد قادته ومرشحه بود دكونة ، واطلاق سراحه بعد " 12 " ساعة وطرده من المنطقة !!

اذن الحركة لا تريد ممارسة ديمقراطية نزيهة في الجنوب ، في حين تطالب بها في الشمال !

والحركة تخشى لام اكول في الجنوب ، لانه المنافس الوحيد لسلفاكير ، ويمكن ان يكتسحه اذا اتيحت له الاجواء المناسبة ، لذا تعمل على عرقلة نشاطه وتكسير مجاديفه .

واذكر ان الناطق الرسمي للحركة الشعبية الشاب المثقف ( ين ماثيو ) قال في حوار صحافي كنت قد اجريته معه ، انه سيعتزال العمل السياسي اذا فاز الدكتور لام اكول بدائرة واحدة في جنوب السودان ، ناهيك عن الفوز برئاسة حكومة الجنوب !!

ونحن ننتظر ذلك اليوم بفارق الصبر ، هل سينفذ ماثيو ما وعد به ، ام انه سـ" ينط " عن حديثه وينكره او يتراجع عنه حال فوز اكول !

ان قادة الحركة اصيبوا باحباط شديد وهم يشاهدون تدافع المواطنين كل يوم نحو المرشح عمر البشير الذي يعقد لقاءاته – مفتوحة - في ساحات كبيرة لتسع جمهوره ، والالاف الذي يهتفون باسمه ( سير سير يا بشير ) !

ولم نسمع احدا  قط ان هتف ( سير سير يا عرمان ) !

ان الرئيس البشير سيكون " الزلزال " الذي سيجعل عالي الحركة الشعبية اسفلها في هذه الانتخابات اذا قدر الله لها ان تقوم !

وسيكون مثل هايتي وتسونامي !

الزلزال الذي بدأ يضرب كبرى المدن السودانية منذ بداية الحملة الانتخابية لكل الاحزاب ، ويقولون ان اول من يشعر بقدوم الزلزال " النمل " والحيوانات الصغيرة ، فتقوم بجمع صغارها خوفاً من ضياعها عند غضب الزلزال !

لذا على الحركة الشعبية ان – تحترم – نفسها وتجمع قادتها لتحفظ ماء وجهها من اكتساح البشير لهم ، وعندها ستكون الفضيحة بجلاجل !

فالزلزال والسيل لا احد يستطيع الصمود امامهما !

والان الحركة الشعبية اخرجت اثقالها لتطيح بالبشير !

ونحن ننتظر يوم " 14 ابريل " لنرى من سيحمل راية السودان .

 

 

Ali Car [mabsoot95@yahoo.com]

 

آراء