مصر اليوم .. صحيفه صادقه فى نقل أخبار مصر لا أخبار السودان! … بقلم: تاج السر حسين
8 March, 2010
royalprince33@yahoo.com
أصبحت الأمور والهموم السودانيه المصريه متداخله ومتبادله بين المثقفين والأعلاميين فى البلدين، وهذا امر يسعدنى كثيرا كسودانى مهتم بالشأن المصرى وأزعم بأنى اعرف الكثير عن الثقافه المصريه، بل هو شئ محمود أن تجد الصحف المصريه تهتم بالأخبار السودانيه حتى وصلت درجة يذكر عليها خبر لاعب كرة قدم أجنبى توفى بالسكته القلبيه فى الملاعب السودانيه، وفى السابق ما كنا نجد مثل هذا الخبر الا اذا لعب أحد الأندية السودانيه ضد الأهلى أو الزمالك!
ولا انكر مداومتى على قراءة صحيفة (المصرى اليوم) التى أحترمها كثيرا لأنها جريده مستقله أو معارضه على نحو موضوعى بعيد عن الشطط والأسفاف واشعر بمصداقيتها العاليه فى نقل الأحداث المصريه مثل (رى الخضروات بمياه الصرف الصحى) والعديد من القضايا التى تهم المواطن المصرى البسيط، لكن وللأسف الشديد ظلت صحيفة (المصرى اليوم) تتناول الشوؤن السودانيه بصوره غير صادقه وبالكثير من الأستخفاف ولا أدرى ما هو السبب فى ذلك وأتمنى من رئيس تحرير هذه الصحيفه الشاب المجتهد الذى احترمه (مجدى الجلاد) ان يتحرى عن السبب وأخشى ان يكون الصحفيين الذين يكلفهم بمتابعة الشوؤن السودانيه مثل بعض الصحفيين السودانيين الذين يداومون على زيارة مكتب (المؤتمر الوطنى) الحزب الحاكم فى السودان بحى مصر الجديده للتحية والمجامله لا لنقل المعلومات الصحيحه!
وكم كنت اتمنى ان تتناول هذه الصحيفه المقروءة القضايا السودانيه بنفس المصداقيه والشفافيه العاليه التى تتناول بها القضايا المصريه ، اليس مصر والسودان (حته واحده)؟
مثلا لماذا لا يكلف رئيس تحرير صحيفة (مصر اليوم) احد كتابه النجباء بدراسة (بدعه) وتجربة جديده لا مثيل لها فى جميع دول العالم الأول أو الثالث، وهى تجربة حزب حاكم فى وطنه ومهيمن على كل جوانب الحياة فيه (أمنيه وعسكريه وسياسيه وأقتصاديه وأعلاميه ورياضيه وفنيه) ثم بعد ذلك كله يؤسس له مكتبا خارج بلده فى وجود سفاره فيها سفير كان من قادة ذلك الحزب فى ثانى أكبر مدينه سودانيه؟
وهل يقبل المثقفون المصريون والأعلاميون أن يؤسس الحزب الوطنى المصرى مكتبا مستقلا عن السفاره المصريه فى الخرطوم مثلا؟
وعلى كل دعنا نعتبر هذا الأمر لا يهم صحيفة (مصر اليوم) فى شئ، لكن هل يعقل أن ينقل احد محررى صحيفة مصر اليوم خبرا يقول أن " سوار الذهب و 3 الاف سودانى يعلنون تأييدهم لترشيح البشير فى الأنتخابات الرئاسيه" بهذه البساطه والسذاجه وأن يضحك على عقل القراء المحترمين؟
فى وقت ذكر فيه وعلى أكبر موقعين الكترونيين سودانيين هما (سودانابل) و(سودانيز اون لاين) ان الحضور كان حوالى 1200 سودانى أو 1500 على الأكثر، وهل قام ناقل الخبر باحصاء دقيق لعدد الحضور؟
وأحد الذين نقلوا تلك المعلومه على الموقعين المذكورين ذهب بنفسه لأدارة الباخره التى اقيم فيها الحفل وهى (السرايا) وعلم منه أن سعة الباخره 700 شخص فقط لكن عدد الحضور جلوسا ووقوفا لم يزد عن 1500 شخص؟
ومن جهة أخرى كيف عرف ناقل الخبر فى صحيفة(مصر اليوم ) أن ذلك الحضور كله مؤيد للبشير؟
وهل يعلم سيادته ان عددا كبيرا من اؤلئك الحضور من اللاجئين الذين لم يسمح لهم بتسجيل اسمائهم للمشاركه فى الأنتخابات لأنهم لا يحملون جوزات سفر؟
وهل يعلم بأن عدد كبير من الحضور جاءوا للباخره (السرايا) بعد ترويج اشاعه تقول أن احد الفنانين البارزين هذه الأيام فى السودان مثل (تامر حسنى) فى مصر سوف يغنى فى ذلك الحفل قبل ان يتحدث المشير/ سوار الذهب، والشعب السودانى يحب الطرب، مما يعنى ان ذلك الحضور لم يأت من أجل تاييد البشير أو من اجل الأستماع لحديث سوار الذهب الذى اضاع الأنتفاضه وانما من أجل الأستمتاع باغتيات الفنان القادم من الأقليم الجنوبى والطالع فى الكفر هذه الأيام واسمه (شول)!
ومن قبل ذلك قرأت خبرا على صفحات (مصر اليوم) عن تقديم فيلم عن دارفور على أحدى قنوات (النيل) وهو فيلم كما ذكر غير مفبرك وتم الخروج به دون ان تطاله يد الجهات الأمنيه والرقابيه فى السودان، وأتضح ان الفيلم لا يمثل 1% مما يدور فى دارفور وأن صحيفة (مصر اليوم) خدعت مثلما خدع المواطن السودانى الذى قرأ الجريده وتابع الفلم واضاع زمنه فى كذبة كبرى، ويومها اتصلت بمكتب رئيس تحرير الصحيفه كى أوضح له ذلك الخداع الذى ما كان من المفترض أن تستغل فيه صحيفه نحترمها مثل (مصر اليوم) !
طبعا لم يهتم رئيس التحرير بملاقاتى أو حتى التحدث الى هاتفيا ولو كنت من المنتمين لمكتب المؤتمر الوطنى (الحزب الحاكم فى السودان) الذى اسس مكتبا فخما فى مصر الجديده لما تردد فى ذلك!
واذا تركنا هذا الأمر جانبا اود أن اسال الزميل المحترم ناقل الخبر فى صحيفة مصر اليوم.
قل لى بربك كيف يؤيد السودانيون البشير والوضع الأقتصادى فى السودان كالتالى:
* السودان يحتاج عام 2010 الى 6 مليون ونصف طن من الغلال متوفر منها محليا حوالى 3 مليون طن.
* حسب تقرير الفاو الذين يحتاجون لدعم الأعاشه هذا العام 12 مليون سودانى، مليون ونصف فى الجنوب ومليون وتسعمائة الف فى دارفور ومليون وتسعمائة الف فى باقى السودان.
السودان الآن:
* الرابع فى الفساد عالميا من 180 دوله
* الفاشل الثالث عالميا
* الثالث فى انعدام جودة احياة اى ترتيبه 192 من 194
لمحات سريعه من ميزانية عام 2010:
77% لمقابلة الأمن والدفاع والمؤسسات السياديه.
23% لبلقى قطاعات الدوله
* ميزانية الأجهزة السياديه أكثر من 800 ملبار جنيه
مقابل ذلك:
* قطاع الصحه 451 مليار
* قطاع التعليم 501 مليار
* ميزانية القصر الجمهورى 235 مليار جنيه
وأخيرا اسال الصحفى المحترم ناقل الخبر على صحيفة (مصر اليوم) هل يظن بأن بقاء البشير على قمة السلطه فى السودان يمكن ان يساهم فى تحقيق الوحده بين الجنوب والشمال فى استفتاء 9 يناير 2011 أم يؤدى للأنفصال؟
فاذا كانت الأجابه نعم يؤدى للوحده فاليعتبرنى من ضمن ال 3 الف المؤيدين للبشير بحسب زعمه لا ال 1500 الذين جاءوا للأستمتاع (بشول)!