إنسحاب عرمان وتعزز فرص فوز المشير البشير بالضربة القاضية
سارة عيسى
1 April, 2010
1 April, 2010
اخيراً فعلتها الحركة الشعبية ، هدد المشير بإلغاء الإستفتاء في الجنوب إذا قاطعت الحركة الشعبية إنتخابات الرئاسة ، فجاء قرار الإنسحاب برداً وسلاماً على المشير البشير ، هذه هي أمنية الدكتور نافع قد تحققت ، فلطالما خاض المفاوضات المضنية مع قادة الحركة وهو يتوسل إليهم ، طالباً منهم الإنسحاب من الإنتخابات الرئاسية ، سيناريو قانون الأمن الوطني كررته الحركة الشعبية للمرة الثانية ، فهناك فرق كبير بين مقاطعة وإنسحاب ، فالحركة الشعبية أهدت المشير البشير نصراً لم يكن توقعه ، وهي تعلم أنها لا تستطيع منافسته تحت الظروف الحالية ، فحزب المؤتمر الوطني يملك المال ومفوضية الإنتخابات ، وللسجل الإنتخابي أختار فقط أنصاره ، فهناك أكثر من طريقة سوف يتمكن بها الرئيس البشير من الفوز ، خاصةً بعد أن أستبعد الجنوب ودارفور وجنوب كردفان من المعادلة الإنتخابية ، كان ترشيح الأستاذ ياسر عرمان منذ البداية هو مسرحية القصد منها إبتزاز حزب المؤتمر الوطني لتحقيق شروط الحركة ، هذه المسرحية قد أتت أُكلها ، فلو كنت إنفصالية فمرشحي المفضل هو حزب المؤتمر الوطني الذي يرى قادته أن الإغتصاب شرفاً للمغصوب ، فالمشير البشير يريد الرئاسة مقابل التخلي عن الجنوب ، فأعطته الحركة الشعبية ما يريد ، أما الأحزاب السياسية الأخرى فهي لن تستفيد من إنسحاب السيد/ياسر عرمان ، أولاً لأن موقف الحركة الشعبية لم يأتي بالتنسيق معها ، ثانياً أن الإنسحاب كتطور إنتخابي في الـتأثير يكون أقل من المقاطعة ، فالحركة الشعبية في حاجة للرئيس البشير ، رئيس غير مقبول دولياً ، ومطارداً من قبل المحكمة الدولية ، وهو يواجه تمرد عنيف في دارفور ، فرئيس بهذه المواصفات وتحت الضغوط يستطيع أن يمنح الحركة الشعبية كل ما تريده ، لكن هذا لا يمنع أن نسأل هل متاعب المشير البشير سوف تنتهي لو وصل لسدة للرئاسة ؟؟ لن تنتهي بالطبع ، فالمجتمع الدولي بعد إتفاقية نيفاشا لاحق الرئيس البشير وحمله مسؤولية جرائم الحرب في دارفور ، كما أن الولايات المتحدة رفضت شطب إسم السودان من قائمة الإرهاب ، ولم يتم إعفاء السودان من الديون ، في هذه المرحلة يريد المجتمع الدولي المشير البشير في سدة الحكم ، ليس لأن البشير هو تمساح الدميرة الذي لا يقتله الرصاص ، أو لأن البشير هو رمز عزة السودانيين وكرامتهم كما يردد الرجرجة والدهماء ، السبب لأن المشير البشير تحت الضغوط قادر أن يعطي أكثر مما يجب ، فالمجتمع الدولي يتوقع إنفصالاً سلساً للجنوب ، ومن هنا تنبع أهمية وجود المشير البشير في سدة الرئاسة ، وبعد تحقيق هذا الإنفصال سوف يكون لكل حدث حديث ، ومصير المشير البشير سوف يُترك لأوكامبو ، سوف يدفع الشعب السوداني ضريبة بقاء البشير في السلطة كما دفعها قبل عشرين عاماً ، الفساد سوف يزداد ، والدعوات الجهوية سوف تطال كل أراضي السودان ، وبعد نضوب الموارد من البترول ليس أمام الإنقاذ سوى فرض الضرائب ، ولمواجهة المحتجين سوف تعمل الإنقاذ على تقوية جهازي الشرطة والأمن ، أنها نسخة من نموذج الحكم التركي في السودان .ربما نحتاج للتنقيب في صفائح التاريخ ، فربما نحتاج لمهدي جديد يحررنا من الحاكم الذي يحتار بين الشرف والإغتصاب .سارة عيسي