المرشحون الأجانب و ” غمدت لبدت”
2 April, 2010
عندما قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان بتسمية القائد ياسر سعيد عرمان مرشحا لرئاسة الجمهورية قلنا ان الحركة قد صوتت لصالح الانفصال. بررنا رؤيتنا تلك بان الظروف المحيطة بالانتخابات و مناخها العام و سلوك قادة الحركة لا يقنع بان لهم حظوظا كبيرة في الفوز برئاسة البلاد ن و الا لقامت بترشيح زعيمها الفريق سلفا كير لذلك المنصب. جاء بعد ذلك امتناع المؤتمر الوطني عن تقديم مرشحا له لرئاسة الجنوب و اكتفوا بالترشيح غير المباشر لدكتور لام اكول الذي لا تتوفر لديه فرصا افضل من منافسي المشير (م) البشير في الشمال لمنافسة الفريق سلفا علي حكم الجنوب. بعد ان لعبت الحركة الشعبية مع احزاب تحالف جوبا الذي سمي ب " تحالف قوي الاجماع الوطني"، بالرغم من عدم توفر أي ادلة علي الاجماع ، لعبة معهم لعبة " الاستغمايه" التي تسمي بدارجيتنا " غمدت لبدت" . قبل ان تكتمل فصول اللعبة اعلنت الحركة الشعبية سحب مرشحها من رئاسة الجمهورية و خوض الانتخابات علي المستويات الاخري.
يطرح قرار الحركة الشعبية حول سحب مرشحها للرئاسة سؤالا مهما هو : ما هي الحكمة من ترشيح عرمان لهذا المنصب؟ خاصة اذا كانت الحركة ( مبيته النيه) علي سحبه لاحقا؟ هل كان عرمان علي علم بنوايا الحركة و ضع مستقبله السياسي علي المحك؟ أي جزاء هذا؟ الم يكن من الافضل ترشيحه لوالي الخرطوم مثلا حتي يكون هناك مستقر له ، في حالة الفوز و بعد انفصال الجنوب الذي تريده الحركة؟ ما هي جدوي ترشيح شخص بوزن ادوارد لينو لمنصب والي الخرطوم؟ و ترشيح عدد من الجنوبيين ،( اعضاء الحركة الشعبية) لمناصب في المجالس التشريعية للشمال علي مختلف المستويات و القوائم الانتخابية؟ هل سيبقي أولئك الأشخاص كمواطنين في الشمال بعد انفصال الجنوب؟ كيف يمكن إقناع الناخبين بالتصويت لأشخاص سيصبحون مواطنين لدولة اخري مستقلة؟ هل من الممكن مثلا ان يصوت الناس لشخص سيصبح اجنبيا ليكون واليا علي عاصمتهم؟
فوق كل ذلك قالت الحركة علي لسان أهم قادتها ان فوز القائد ياسر عرمان برئاسة الجمهورية هو الضمانة الأساسية لوحدة السودان.
كيف إذن تريدون منا ان نفهم قرار سحبه؟
الان نطرح سؤال للأحزاب الشمالية المعارضة و المؤتمر الوطني أيهما أفضل : ان يتم تقرير المصير بعد اجراء الانتخابات و يتم الانفصال كأمر حتمي ؟ و ان يتم معه التصويت علي تقرير المصير لمنطقة ابيي؟ ام الأفضل ان يعلن الجنوب الانفصال من طرف واحد؟ في حالة ان أعلن الجنوب الانفصال من طرف واحد ، كيف سيكون وضعه القانوني و مستوي الاعتراف به من قبل المجتمع الدولي؟ و ما هو الوضع القانوني لابيي؟
من ناحية إستراتيجية متعلقة بمستقبل السودان أيهما أجدي قيام الانتخابات في موعدها ام تأجيلها؟ لا تتركوا الحركة الشعبية تجري حسابات مصالحها لوحدها دون ان تقوموا جميعكم بوضع حساباتكم و مراجعتها و جرد بضاعتكم. ذلك خير لكم و للسودان اذا كان فعلا يدخل ضمن حساباتكم.
Dr.Hassan.
hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]