أختار البشير ومؤتمره الوطنى (الأنفصال) فيا لبئس الأختيار
3 April, 2010
royalprince33@yahoo.com
لا يحتاج المشهد المأسوى انتظار لفترة 9 أشهر حتى يسمعه أهل السودان ويشاهدونه يقع أمام اعينهم، وأعنى اعلان انفصال الجنوب العزيز صبيحة يوم 9/1/ 2011 كما يتوقع الكثيرون، فقد قضى الأمر حقيقة وصوت البشير ومؤتمره الوطنى نيابة عن مواطنى الجنوب وأختاروا بالأمس (الأنفصال) فى ذات اللحظه التى اعلن فيها مرشح الحركه الشعبيه ياسر عرمان انسحابه، احتجاجا على عدم نزاهة الأنتخابات وعدم تكافوء الفرص فى كل جوانبها منذ مرحلة التسجيل وعدم عدالة المفوضيه المشرفه على الانتخابات ومجانبتها للحيادد، اضافة الى عدم احلال السلام فى دارفور الذى يمكن اهل الأقليم أن يشاركوا على نحو فاعل وحقيقى وهم يمثلون 40% من أهل السودان.
وهذا الأنفصال فى الأول والآخر خيار البشير ومؤتمره الوطنى مهما تنكروا ويالبئس الأختيار، ولن يوجد سودانى أكثر منهم سعادة على هذا الوضع غير خال الرئيس (الطيب مصطفى) الذى لعب دور مهم فى هذه المسرحيه.
ومهما كانت المبررات ومهما حاول اعلام المؤتمر الوطنى ومسانديه فى العالم العربى أن يسوقوا وفى مقدمتهم قناة الجزيرة وحتى مواقع النت التى غرس فيها عدد من (شجر الزقوم) وأعنى بهم اعداء وحدة السودان وأمنه وسلامته وسعادة مواطنيه، يبقى أن نقول بأن الطريقه التى ادار بها البشير ومؤتمره الوطنى هذه المعركه الأنتخابيه والتى عادت بالأنقاذ الى مربعها الأول والى ايامها الأولى بل فى الحقيقه عادت بالوطن كله الى فترة مايو وعهد النميرى والأتحاد الأشتراكى الذى جعل من الرئيس هو محور كل شئ وهو (الدوله) وهو الهدف لا الشعب ولا الوطن.
قبل انسحاب ياسر عرمان كان الشعب السودانى المغلوب على أمره والمستغل لدرجة الشفقه بكامله يضاف اليهم الذين يقفون بين الحشود المستمعه للبشير، مصفقين باياديهم ومؤيدين باصواتهم وحناجرهم وقلوبهم فى مكان آخر، ونحن نعذرهم لأننا نعرف ماذا فعلت بهم الأنقاذ وكيف عادت بهم الى القرون الوسطى وزمن (السخره) والأقطاع وأذلال البشر حتى يجد الأنسان نفسه من فرط الحاجه مضطر لطاعة قاتله ومضطهده ومجوع اطفاله.
هؤلاء المساكين جميعا ومعهم المطبلين والمصفقين والفنانين ولاعبى الكره، فى دواخلهم كانوا تواقين الى انتخابات حره نزيهة وعادله والى تحول ديمقراطى حقيقى يزيل عن صدورهم هذا الداء العضال المدعو بالأنقاذ وأن ترحل تجر معها دولتها الدينيه الأقصائيه الأثنيه ومشروعها الحضارى الفاشل الذى لم ينجح الا فى مادة واحده وهى مادة تشتيت السودانيين وتمزيقهم والعمل على صعود تغمة العنصريه القبليه والجهويه وتفشى الأنانيه وحب النفس بصورة لم تحدث فى السودان من قبل .
كان اهل السودان جميعا ينتظرون هذا اليوم الذى تريحهم فيه الأنتخابات من صلف الأنقاذ بجميع مسمياتها وتحولاتها القديمه والحديثه ومن فكر منظريها بدء بحسن البنا مرورا بحسن الترابى وصولا لعلى عثمان محمد طه ومن معه من مهرجين يتعاملون مع السياسه ومصير البلد على طريقه (كان راجل نط الميس) ، اليست هى ذاتها العباره التى قالها البشير، (اذا قاطعوا الأنتخابات فلن يتم الأستفتاء)؟ اليس من حق الحركه الشعبيه والجنوبيين عامة وما عرفوا به من صبر وجلد وعدم اظهار الغضب والأنفعال ان يحنوا رقابهم للعاصفه وأن ينتظروا الأستفتاء الذى يؤدى الى الأنفصال دون شك؟ ولماذا يتشبثوا بوحده لا يحرص عليها مواطن الشمال؟
ومن هو الذى اختار الأنفصال فى الحقيقه، اليس هو البشير ومؤتمره الوطنى؟
البشير والذين معه ومن يفاوضون نيابة عن المؤتمر الوطنى بل فى الحقيقه نيابة عن الشمال كله مثل (أمين حسن عمر) وباعداد جيد بدأ بزرع الكثير من الألغام والمعوقات داخل جسم اتفاقية سلام نيفاشا تبعه تماطل فى تنفيذ اى أستحقاقات ضروريه وهامه نصت عليها تلك الأتفاقيه كتن المفروض أن تستكمل قبل الأنتخابات بوقت كاف حتى تؤدى الى تحول ديمقراطى حقيقى، تتمثل فى تعديل القوانين المقيده للحريات كقانون الصحافه وقانون الأمن الوطنى، فلم يبت المؤتمر الوطنى عن قصد وتعمد فى تلك الأستحقاقات بصورة جاده وكامله حتى وصل الناس الى مرحلة التسجيل، وسبق ذلك اختيار نوعية منتقاة من الشموليين لأدارة تلك العمليه الديمقراطيه غالبيتهم من رجال النميرى والأتحاد الأشتراكى، ولا أدرى كيف رهنت الأحزاب نفسها لمن اختاروا بأنفسهم العمل ضمن نظام شمولى سابق؟
ودون شك قلوبهم ملئية بالحقد والغل على الديمقراطيه وعلى الأنتفاضه التى افقدتهم عروشهم لذلك بدأوا فى وأدها (كحلم) منذ ان تسلموا عملهم وأستكملوا ذلك الوأد بحفل شواء أعد على الهواء الطلق قبيل يومين أو ثلاثه من ذكرىالأحتفال بتلك الأنتفاضه التى أدت الى ديمقراطيه ثالثه، وهو تاريخ 6/4 من كل عام.
ومن عجب ان البشير الذى ظل يتهم المعارضه طيلة فترة العشرين سنه الماضيه بأنها رهنت نفسها وقرارها للأجنبى تناسى الآيات التى ظل يرددها على الدوام )ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم (.
تناسى كل هذا وبلعه واظهر فرحا وسعادة لتصريح فقط أعلنه المبعوث الأمريكى (جريشن) طالب فيه أن تقوم الأنتخابات فى ميعادها دون تأجيل!
لا أدرى ماذا يفعل البشير لو أجتمع اليه (جريشن) ووعده بالتوسط لأعفاء ديون السودان التى أصبحت بعد الأنقاذ 35 مليار دولار، أو باطلاق اموال السودان المجمده فى البنوك الأمريكيه؟
والبشير لا يعرف بأن (جريشن) قد استعان فى بداية مهمته بخبراء أجانب متخصصين فى الشوؤن السودانيه كما يدعون، بعضهم عرفوا بكراهيتهم للشعب السودانى ولطموحاته ولا يرونه جديرا بديمقراطيه يحلم بها ويتوق لها دائما وأبدا، اضافة الى ما يحصلون عليه من حوافز وهبات، لذلك انحازوا للنظام الذى قمعه وفرقه وشتت شمله وجعل التعليم مترديا حتى لا يحسن مواطنيه اختيار حكامهمبل لا يعرفون ان كانوا مصيبين أم مخطئين.
والبشير لا يدرى ولا يعلم، أن (جراشين) كممثل للأدارة الأمريكيه تقتضى مصلحة وطنه ان تجرى انتخابات السودان فى وقتها وبأى صوره حتى تهيا الجو للأستفتاء الذى يفصل الجنوب ويعطى الشركات الأمريكيه فرصة الأستثمار فى ارضه الخصبه فى وقت ضربت فيه الأزمه الماليه جميع دول العالم!
ولو كانت امريكا يهمها السودان لما تركت الصوماليين ينتحر ويذبح ويلعب به اسلامويون مثل دست الشطرنج وهم فى الآخر ابناء عمومه وخريجو مدرسه واحده لا تعرف غير القتل والجلد والرجم.
البشير مبسوط فرحان يرقص وينطط مع المطربين لهذا السيناريو ويصرف هو وحزبه الملايين فى حله وترحاله وفى حشد المساكين المضطهدين الذين يشبه فرحهم (فرح الغلابه)!
نحن لا تهمنا توازانات أو تنازلات أو معالجات سياسيه وما هو موقف الأمام أو موقف مولانا أو الشيخ أو الرفيق أو الصديق، ولمن لا يعلم نقول نحن سودانيون هذا بلدنا وبلد اجدادنا الذين عاشوا فيه قبل 7000 سنه ولم نأت اليه كدخلاء أو غزاة ونحن ا ننتم لأى حزب من الأحزاب أو لحركه من الحركات غيره، وندرك تماما بأن الجنوب قد انفصل منذ اول الأمس والذين يتحملون المسوؤليه الأخلاقيه والتاريخيه لهذا الأنفصال هو البشير والمؤتمر الوطنى مسنودين بتآمر من بعض الأنظمه العربيه والدوليه والأقلام المأجوره التى باعت ضميرها وخانت امانة الكلمه.
وكلما نخشاه ان يعقب هذا التعدى على الديمقراطيه ووأدها عنف وعدم استقرار يهدد سلامة المواطنين ويجعل من السودان (صومال) آخرى، وأن يلجأ العقلاء الصابرين الصامدين طيلة هذه الفترة لحمل السلاح، بعد أن توقعنا تحول ديمقراطى حقيقى كان المفروض أن تتخلله مناظرات وحوارت فكريه على مختلف المنابر والأجهزه الأعلاميه وهىوحدها كافيه لكشف حقيقة هذا النظام والى اين يتجه بالوطن، بدلا من هذه الحشود والتهريج والمظاهر المسرحيه الديكوريه ومسانده مشتراه يصرف عليها من مال الدوله ومن دافع الضرائب بصوره غير عادله أو متساويه، ومن اجل ان تمهد الأرض لفوز رئيس مطلوب للعداله الدوليه ولا يمكنه التحرك لحل مشاكل الوطن بحرية كامله.
وأخيرا:-
• اقول لمن يهمهم الأمر لن نستسلم للأنقاذ ولن نستسلم لوجهة نظر جرايشن أو غيره ولن نخضع أو نركع كما ركع المؤتمر الوطنى وسوف نواصل النضال السلمى وسوف نطرق جميع الأبواب المفتوحه أو المغلقه من اجل ان يبقى وطننا واحد موحدا سالما قويا معافى لآخر لحظه ولآخر ثانيه، رغم اننا ندرك بأن البشير ومؤتمره الوطنى قد اختاروا مدعومين بتآمر أقليمى ودولى انفصال الجنوب منذ اول الأمس بل من قبل ذلك، ولم يبق سوى الأعلان الرسمى لذلك الأنفصال وأعداد حفل كبير يغنى فيه احد الفنانين الذين يدعمون حملته الأنتخابيه تحت مظلة اللجنه القوميه لترشيح البشير رئيسا للجمهوريه.
• واقول لمن يتبرعون ويقولون بأنهم سوف يساهمون فى مراقبة الأنتخابات، حتى يتأكدوا من نزاهتها، عن اى نزاهة تتحدثون واى انتخابات تراقبون قضى امرها وتم حسمها منذ مرحلة التسجيل وقبل أن تبدأ مراقبتكم؟
• للتاريخ الفنان الشعبى فرفور يقود حملة الدعايه لمرشحى المؤتمر الوطنى الذى يسعى بسياساته الخرقاء لأنفصال جنوبنا العزيز.
• ماذا يعنى ان تعالج وزيرة الرعايه الأجتماعيه مع وزارة الماليه قضية معاشات السكه حديد (الآن) وقبيل الأنتخابات بايام قلائل؟
• علمت أن احد الشخصيات السودانيه العامه التى عرفت بالتوسط وحل المشاكل ولا تربطها أى علاقه بالمؤتمر الوطنى تم تكليفها بترضية مجموعه مهمه للأنتخابات وللمؤتمر الوطنى وبعد أن نزع منهم والى الخرطوم السابق ملعبا لكرة القدم.
• برضو انتخابات نزيهه ومتكافئه، وهل يستطيع اى مرشح من غير المؤتمر الوطنى أن يعيد ارضا نزعها النظام أو أحد الولاة؟