ساعة الإنتخابات السودانية تقترب .. والمعارضة لا زالت تتخبط … بقلم: صباح موسى
6 April, 2010
الخرطوم- أفريقيا اليوم/صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
مازال الصباب يلف المشهد السياسي السوداني رغم بقاء أيام قليلة علي الموعد المحدد لإجراء الإنتخابات, ومازالت الأحزاب السياسية السودانية لم تحدد موقفها النهائي بعد من الإنتخابات, وبين لحظة وأخري تتبدل مواقف تلك الأحزاب من النقيض الي النقيض ، فيعلن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي أنه سيخوض الإنتخابات على كافة المستويات, ثم يعود ليعلن من جديد أنه لن يخوض الإنتخابات الرئاسية فيما سيخوض البقية, والحال نفسه بالنسبة لحزب الإتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغني, أما حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الشعبي فقد حسم أمره منذ البداية بدخول الإنتخابات, على عكس الحزب الشيوعي الذي قرر مقاطعتها.
وتتردد الأقاويل هنا وهناك بشأن تفسير مواقف تلك الأحزاب ، فهناك من يردد أن الميرغني وحزبه قد ضمن مقاعد في البرلمان بإتفاق مع المؤتمر الوطني من قبل, بالإضافة إلى منصب إثنين أو ثلاثة من الولاة, في مقابل عدم ترشيح نفسه للرئاسة, ومشاركته في الإنتخابات لمساعدة الوطني للخروج من أزمته ، أما " الصادق المهدي" وحزبه فيرى البعض أنه لم يحسم أمره إلى الآن لأنه يبحث في سرية مع المؤتمر الوطني ضمان بعض المكاسب مثلما حدث مع " الميرغني", حتى يتثنى له المشاركة في الإنتخابات، فيما تؤكد مصادر من حزب الأمة القومي لـ " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com أن الحزب سوف يخرج بقرار حاسم بشأن الإنتخابات مساء اليوم الثلاثاء.
على صعيد الحركة الشعبية فالأمر أكثر تعقيدا, ومنذ اعلانها قرارها المفاجئ بسحب ياسر عرمان من سباق الرئاسة, ومقاطعة الإنتخابات بدارفور, والحركة تعيش إنقسامات داخلية انعكست في التصريحات المتضاربة من قادتها. ففي الوقت الذي يشدد فيه " سلفاكير" على التأكيد على موقف الشعبية بشأن الإنتخابات, ينادي تيار آخر بضرورة عودة " عرمان" إلى السباق, فيما يرى تيار ثالث ضرورة مقاطعة كل إنتخابات الشمال.
وسط هذا الزخم من التصريحات المتضاربة للأحزاب, تظهر بعض الأصوات التي تؤكد أن " عرمان" إنسحب من السباق الرئاسي لصالح " عبد الله دينق نيال" مرشح المؤتمر الشعبي, وأنه قد حدثت لقاءات بين زعيمي الحزبين ( سلفاكير- الترابي) حول هذا الأمر.
"كمال عمر" الأمين السياسي للشعبي ينفى صحة هذا الكلام, و يقول لـ " أفريقيا اليوم" : صحيح أن لدينا علاقة جيدة بالشعبية, وأن هناك لقاءات كثيرة بين الترابي وسلفاكير, ولكنه لم يحدث أي إتفاق من هذا القبيل.
ويفسر " د. لام أكول" رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي ما وصل إليه المشهد الإنتخابي في السودان قائلا أن الأحزاب خائفة من الإنتخابات, ولذلك هي في حالة تخبط, مضيفا لـ " أفريقيا اليوم" :ولكنهم سوف يدخلون الإنتخابات وليس أمامهم خيار آخر, مؤكدا أنه سيواصل حملته الإنتخابية بالجنوب رغم المضايقات الشديدة من جانب الحركة الشعبية.
اللافت أنه في اليومين الماضيين أن الحشود العسكرية الحكومية قد إنتشرت بكثافة في بعض شوارع العاصمة السودانية وتفسر مصادر حكومية ذلك بالسعي الي تأمين العملية الإنتخابية, فيما تستنكر قوي المعارضة هذه الحشود, و تصفها بأنها إستعراض للقوة من جانب المؤتمر الوطني .
وقال الأمين السياسي للشعبي " كمال عمر" لـ " أفريقيا اليوم" أن هذا التصرف ماهو إلا تخويف للناس, ولايمكن أن يكون التأمين بخروج هذه الأعداد الكبيرة من الجند إلى الشارع, موضحا أن الشعبي في وسط هذا المناخ يستمر في حملته الإنتخابية, وأن " الترابي" كان بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مع مرشحه للرئاسة " عبد الله دينق نيال" وسط حضور الآلاف, مضيفا أن حزبه سوف يواصل زياراته لباقي ولايات دارفور.
يذكر أن زيارة وفد مصري رفيع المستوي إلي السودان هذه الأيام قد أصبحت جزءا من المعادلة الإنتخابية في نظر كثير من المراقبين ويقول هؤلاء أن مصر بما لها من دور كبير في السودان يمكنها فعل الكثير في هذه الأزمة, خاصة وأن الوفد برئاسة اللواء " حاتم باشات" مسئول ملف السودان في الرئاسة بمصر ، حيث يحظي باشات بعلاقات جيدة بكل السودانيين على مختلف توجهاتهم منذ أن كان قنصلا لمصر بالسودان, ويتوقع بعض المراقبين أن ينجح " باشات" ووفده في حل هذه الأزمة سريعا.